أبعاد المخطط الأميركي التركي في الشمال

أبعاد المخطط الأميركي التركي في الشمال

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٦ فبراير ٢٠١٨

حين يقول الأميركي إنه يواصل دعم حليفته تركيا, وأنه يتفهم مخاوفها الأمنية, فإنه يوجه عملياً رسالة مفتوحة لا لبس فيها ولا غموض, يبيّن فيها تأييده ومساندته للعدوان التركي على عفرين وما بعد عفرين، وهذا، إن أخذنا بعين الاعتبار أن وزارة الخارجية البريطانية – وكما هو متوقع منها – كانت مهّدت للأمريكي اتخاذ موقفه، حين أعلنت تأييد بريطانيا للعدوان التركي على عفرين, وزعمت أن لدى تركيا الحق بضمان أمن حدودها مع سورية.
على كل حال, ما من شيء مستغرب في أن تقف أميركا وبريطانيا, بل وكل دول الناتو وراء تركيا وعدوانها, في ضوء الحقيقة القائلة بأن تركيا عضو في حلف الناتو, وهي ثاني أكبر قوة في هذا الحلف بعد الولايات المتحدة, وأنه لا يمكن أن تفكر بعمل عدواني من دون نيل الرضا المسبق لهذا الحلف.
إن الأمر المستغرب في الواقع هو ما يبدو ضبطاً أمريكياً لسلوك الأحزاب والميليشيات الكردية في الشمال تجاه العدوان التركي، والأمر المستغرب بتمثل أيضاً في ملاحظة السرعة القياسية لتدحرج الكرة بين اللاعبين المتواطئين بحيث لم يستغرق تدحرجها من إعلان المشاريع إلى الشروع بالتنفيذ، أكثر من أسبوع، وهو أمر إن دل على شيء، فعلى أن ما يحدث، يتم تحت وقع الهزائم المتسارعة للعصابات الإرهابية في محافظات حماة وحلب وإدلب.

وإذا شئنا أن نمسك بالخيط من رأسه كما يقال, فإن دحرجة الكرة بدأت من واشنطن, حيث خرج التحالف الأميركي ليعلن أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية يصل عديدها إلى 30 ألفاً ستتمركز على الحدود مع تركيا والعراق وعلى طول نهر الفرات.
مع هذا الإعلان الأميركي عقدت ثلاثة اجتماعات لا يمكن تفسيرها إلا أنها تتعلق بخطوات التنفيذ, وبأنها اجتماعات طارئة: وكان الأول: اجتماع بين رئيس الأركان الأميركي ورئيس الأركان التركي، والثاني: اجتماع مسؤول من البنتاغون مع مسؤولين من الجماعات الكردية الثلاث “بي يا دا” و”قسد” و”بي كا كا” والثالث: اجتماع أميركي بريطاني فرنسي سعودي أردني طارئ في باريس حول ما قيل بأنه “الملف السوري”.
وحين ننظر الى هذه الاجتماعات السريعة المتزامنة لا بد أن نخرج بالاستنتاج القائل بأن هناك مخططاً أمريكياً عاجلاً لا يقبل الإرجاءً، وتريد واشنطن الشروع بتنفيذه بالسرعة الكلية, وأنه يستلزم توزيع الأدوار على الأطراف التي شاركت في الاجتماعات ووضعها جميعاً في حالة استنفار.
والآن, تعالوا نرَ كيف تدور اللعبة!.
في الوقت الذي كان فيه رئيس الأركان التركي يجتمع مع نظيره الأمريكي خرج أردوغان ليحذر أمريكا من دعم “الإرهابيين” في عفرين، وهو هنا يقصد بالإرهابيين وحدات الحماية الكردية، وقد جاء الإعلان مع بدء التجييش للحملة التركية على عفرين، فماذا كان ردّ الفعل الأمريكي؟.
خرج البنتاغون ليعلن أنه لن يدعم تنظيم “بي يا دا” وتعني “وحدات الحماية” في عفرين, مبرراً هذا الموقف بأن وحدات الحماية ليست جزءاً من الحرب على داعش، والغريب بالمقابل أن الاتحاد الديموقراطي الكردي “بي كا كا” خرج ليقول: “نعوّل على ألا تبقى موسكو مكتوفة الأيدي في عفرين”، وهنا نتساءل: إذا كان الأمريكي قد وضع خطة ما, وبادر إلى إعطاء تعليماته إلى كل الأطراف المعنية وفق حساباته: التركي والكردي بمكوناته الثلاث وأبرز الأنظمة المتواطئة من غربية وعربية, فما الذي يجعل طرفاً كردياً أو أكثر يحمّل روسيا مسؤولية التصدّي للمخطط الذي يبدأ من عفرين ولا ينتهي بها؟.
إن وجود مراقبين روس في عفرين أو في محيطها لمراقبة مناطق خفض التوتر لا يعني وجود قوات روسية يجري تحميلها مسؤولية الدفاع عن عفرين، كما لا يعني وجود التزام روسي بجلب قوات مهمتها الدفاع عن عفرين، ثم إن تركيا مع بدء استعداداتها للاعتداء على عفرين كشفت عن نواياها قائلة: إن السيطرة على عفرين لن تكون نهاية المطاف بل ستتجه إلى شرقي الفرات.
وإذا كانت نغمة تحميل روسيا المسؤولية عن مصير عفرين قد تكررت على ألسنة ناطقين عن الأحزاب والميليشيات الكردية حتى أن بعضهم ذهبوا إلى الحديث عما يزعمون أنه عدوان تركي روسي، منتظرين من “المجتمع الدولي” متمثلاً بأمريكا وأتباعها طبعاً حمايتهم, فإن أردوغان ذهب في تزوير الصورة إلى ما هو أبعد, فزعم أنه أبلغ سورية خطياً بالهجوم التركي على عفرين, وهو ما نفته سورية, كما أنه حاول إعطاء انطباع كاذب بوجود توافق مع الروس, وقد وصل في أحد تصريحاته إلى القول “لدينا اتفاق مع روسيا ولن نتراجع عن عملية عفرين السورية”، وهنا سيربط المستمع تلقائياً بين كلمتي “اتفاق” و”عملية” وكأن الاتفاق هو حول العملية, وهو أسلوب سافر من أساليب التدليس الذي يجيده أردوغان.
من غرائب العبث أنه بينما لمّح أردوغان بأن دخوله إلى عفرين يتم بضوء أخضر أمريكي، فقد خرج أردوغان النصّاب يهدّد بعملية وقائية لإحباط خطة قوة الحدود, ويقصد هنا الخطة الأمريكية لإنشاء القوة الأمنية, التي هي المحرّك الفعلي لتركيا والأطراف الأخرى الموالية لأميركا, وكأنه أراد أن يصوّر ما يفعل على أنه تصدّياً للخطة الأمريكية وليس إسهاماً عملياً في تنفيذها!.
وزيادة في تضليل الجماعات الكردية, واقتيادها إلى حيث تريد لها أمريكا أن تصل, خرجت وزارة الخارجية الأمريكية لتدعو أردوغان الى عدم إرسال قواته الى عفرين, وهي تعلم علم اليقين أن تركيا ستتلقى مثل هذه الدعوة العلنية بأذن من طين وأذن من عجين, لا لأنها لا تكترث بالموقف الأميركي ولكن لأنها تعرف جيداً ما طلبته أمريكا منها, وأن غاية أمريكا من مثل هذا الإعلان هي تضليل الأكراد وخداعهم، والدليل على التواطؤ التركي الأميركي أن الرد التركي على هذه الدعوة تمثل في قول تركيا بأن من تدّعي أنها “المعارضة السورية”, وتحديداً ما تدّعي كاذبة أنه “الجيش الحر”, وتحديداً أكثر تلك التشكيلات التابعة لعملية العدوان التركي تحت تسمية “درع الفرات” ستشارك الأتراك في استهداف عفرين، ليخرج أردوغان عند هذه المحطة من محطات الخطة ويقول: “إن تركيا لن تكون في أمان ما دامت سورية غير آمنة” وكأنه يزعم أن هدفه إلى تحقيق الأمن والأمان على طرفي الحدود، لكن كلامه عن الأمن والأمان مفهوم تماماً عند مشغليه الأمريكان.
ومع بلوغ التهديد التركي درجته القصوى, اجتمع مجلس شيوخ ووجهاء العشائر في محافظة الحسكة ليدعو الأكراد للتنسيق مع الجيش السوري. لكن هذه الدعوة لن تجد الصدى الملائم عند الميليشيات الكردية التي كان البنتاغون الأمريكي قد أبلغها مسبقاً بما يريد منها أن تفعل, وربما أفهمها باللعبة وحدودها, وأقنعها بالانخراط في اللعب على النحو المطلوب منها!.
وعند هذه النقطة سيبدأ العدوان التركي على عفرين. والغريب في الأمر أنه بينما يجري الترويج بأن الميليشيات الكردية المتواجدة في عفرين ومنبج تابعة لوحدات الحماية, وأن قسد بمنأى عمّا يحدث في تلك المنطقة الواقعة شمال حلب, سنفاجأ بخبر عن مقتل ثلاثة من قادة قسد في منبج, وستخرج قسد بالذات لتعلن عن حصيلة العدوان التركي في يومه الأول, ثم لا يلبث من يسمى برئيس المكتب التنفيذي في عفرين أن يكشف عن وجود وحدات الحماية وقسد في تلك المنطقة، ومن دون أن يذكر شيئاً عن وجود الـ “بي كا كا” أو عدم وجوده، لكننا لا نملك بالطبع معلومات عن حجم وجود قسد في تلك المنطقة بعد أن جعلتها أمريكا تنشغل في محافظتي الرقة ودير الزور.
إذا كانت هذه هي صورة الوضع كما أبرزها الجانب الكردي في عفرين, فإن البنتاغون الأميركي حاول إعطاء انطباع آخر حين أكد عدم تقديم أي دعم لحزب العمال الكردستاني, وكأنه يوحي بأن العدوان التركي على عفرين يستهدف حزب العمال الكردستاني. وبهذا المنطق هيّأ الأمريكي لإعلان مباركته للعدوان التركي.
والأغرب في هذا السياق أن البنتاغون الأميركي خرج بدوره يكذب نفسه, فقال إنه يطلب من أنقرة عدم تصديق الأخبار بخصوص تكوين جيش جديد قوامه الوحدات الكردية شمال سورية، فهل نفهم من هذا أن القرار الأميركي بتشكيل القوة الأمنية الموالية لأمريكا لا يقتصر على الوحدات الكردية ومن معها كما هو معلوم, أو أن هذا القرار لا يمسّ الوحدات الكردية, وإنما يقوم على إقحام قوة إضافية غير كردية، وهل القوات العميلة والمرتزقة المندمجة تحت مسمّى “درع الفرات” والتي زجّت بها تركيا في عفرين وزعم الأتراك أنها “الجيش السوري الحر” هي من قوام القوة الأمنية الجديدة التي تريد أميركا تشكيلها، وبتعبير آخر: هل تريد أميركا أن تميّز في الشمال بين من يؤدّون دور “حرس الحدود” كما حددت مهمتهم أمريكا وبين من يفرضون سيطرتهم على المدن والبلدات، وهل هي تميّز في هذا السياق بين وحدات كرية وأخرى غير كردية وتوزع عليها الأدوار؟.
إن الجواب التركي المزعوم على التطمين الأميركي المزعوم أيضاً, لأنه من الواضح أن الطرفين تواطآ معاً على تنفيذ مخطط معين, هو أن تركيا مستعدة لاتخاذ أية خطوات ضد المسلحين الأكراد، وهذا المنطق, وعندما نخضعه لتحليل المضمون, فسيعني أن تركيا تريد أن توهم غير الأكراد من المواطنين السوريين في الشمال بأن عدوانها لا يستهدفهم. وبالتالي, فإنها تريد أن توقع بينهم وبين مواطنيهم السوريين ذوي الأصل الكردي, وأن تشق صفوف الطرفين في مواجهة العدوان التركي.
الغريب هنا أن وحدات الحماية خرجت لتطالب بمناطق آمنة غرب وشرق نهر الفرات! بينما تعلن تركيا بالمقابل أنها تسعى لإقامة منطقة آمنة متصلة تمتد من الغرب إلى الشرق على طول الحدود السورية – التركية وبعمق 30 كم, وأن تعيد إليها النازحين السوريين إلى تركيا, بعد تضخيم الصورة عن عددهم لتتحدث عن ثلاثة ملايين ونصف المليون.
وعند هذه المحطة من المحطات المتسارعة التي تفصل بين كل واحدة منها والأخرى ساعات وربما دقائق حيث يعزف كل طرف على وتر محدد ليصبّ العزف في سمفونية العبث الأمريكي، خرج البنتاغون ليعلن أن الولايات المتحدة مستمرة في تدريب قوى أمنية محلية في سورية، وهنا نتساءل: هل هذه القوى في حالة اشتباك كما يبدو تحت القصف الحاصل أم أنها في حالة إعداد وتجهيز لمرحلة جديدة من مراحل العبث الأمريكي؟.
والآن, ماذا نفهم من هذه الوقائع التي تسارعت وراء بعضها البعض خلال فترة زمنية قصيرة للغاية؟.
دعونا نتذكر أولاً أن هذه الوقائع جاءت بعد انجازين استراتيجيين حققهما الجيش السوري والقوى الرديفة تمثل أولهما في القضاء على داعش وثانيهما في تحرير مطار أبو الظهور ومئات القرى من جبهة النصرة وشركائها بعد سلسلة انتصارات تحققت في المواقع الأخرى، فهي إذن تتم من قبل الأمريكي والتركي في سياق تخفيف عبء الضربة الأخيرة أو إيجاد عقبة أخيرة.
ودعونا نتذكر ثانياً أن الأمريكيين في تعاملهم مع القوى العميلة لهم طبقوا خلال السنوات الماضية قانون الطرد والإزاحة, بمعنى الإتيان بقوة عميلة لهم لتحل محل قوة ثانية عميلة لهم لتتفرغ تلك القوة الثانية لمهمة تعزيز الهجوم في اتجاه العمق في مواجهة الجيش السوري والقوات الرديفة.
حين نفكر بهاتين النقطتين, نستطيع أن نتصور التالي: إن أميركا التي احتضنت فلول داعش ويهمها احتضان فلول جبهة النصرة وغيرها من العصابات المسلحة تريد أن تهيّئ لهؤلاء وأولئك مكاناً يتواجدون فيه وصيغة يتجمعون من خلالها, ويكونون خلال ذلك تحت حماية عملائها الأتراك، وهي ترى أن المنطقة الشمالية الملاصقة للحدود مع تركيا باتت هي المكان الأنسب لهذه الغاية، وهنا لا بد من التنسيق بين الحسابات الأمريكية والحسابات التركية، وهذا التنسيق يتطلب أن تتواجد العصابات الموالية لتركيا على الحدود التركية، كما يتطلب أن تتواجد العصابات الموالية لتركيا على الحدود التركية, وأن تتم إزاحة العناصر الكردية التي لا يثق الأتراك بها عن تلك المناطق إلى مناطق أخرى بعيدة في الجنوب من المنطقة التي يريدها التركي آمنة بمعاييره، وهذا بالضبط هو ما تعكف أمريكا وتركيا معاً على تنفيذه، فالميليشيات الكردية مطلوب منها التراجع الى الوراء لتحل محلها العصابات الإرهابية الموالية لتركيا وأمريكا معاً، ولا يمكن لهذا التراجع أن يتم إلا تحت النار، ولكن لماذا؟. هل لأن الميليشيات الكردية غير مستعدة لتنفيذ الأوامر الأمريكية أم لسبب آخر؟.
لننظر إلى هذه المسألة حصراً من الزاوية الكردية, وذلك من أجل فهم ما يحدث بشكل أعمق، وما الذي يعنيه التدبير الأميركي التركي؟.
إنه يعني التالي: وضع سكان الشمال السوري أكراداً وغير أكراد تحت رحمة فلول عصابات داعش والنصرة وغيرها من العصابات الإرهابية التي يجري تجميعها في نطاق القوة التي تريد أمريكا تشكيلها، وبالمقابل وضع المواطنين السوريين في المناطق الواقعة إلى جنوب المنطقة الحدودية “الآمنة” التي يتوخاها التركي تحت رحمة الميليشيات الكردية التي يكون قد جرى إزاحتها جنوباً من خلال القتال أو تثبيتها في المواقع الجنوبية التي تتواجد فيها الآن بعد أن جرى إحلالها محل داعش.
إن تدبيراً من هذا النوع سيكون كارثياً بنتائجه بالنسبة للمواطنين السوريين في الحالتين، وعدا عن محاولة عزل هذه المناطق عن الوطن أو إدخالها في امتحان المعركة الحاسمة والأخيرة, علينا أن ننتبه لما يعنيه تسليط عصابات من الأغراب على مواطنين مدنيين من مكون ثقافي مختلف، والأمر الذي لا ريب فيه أن وطأة وجود ميليشيات كردية مسلحة ضمن منطقة أغلب سكانها من المكون الكردي تختلف عن وطأة إخضاع هذه المناطق لعصابات من الإرهابيين التكفيريين الغرباء المجلوبين من أربعة أركان الأرض، والصفة نفسها يمكن أن تنطبق على سلوك الميليشيات الكردية إذا ما جرى تسليطها على مناطق سكانها بشكل عام ليسوا أكراداً، وإذا كانت مصلحة الكردي في إبعاد شبح الخطر الكردي عن حدود تركيا مفهومة, فإن لجوء الأمريكي إلى التوافق مع الكردي على مثل هذا التدبير لا يمكن فهمه إلا على أن أميركا تسعى غلى مزيد من التنكيل بالسوريين جميعاً, والى المزيد من محاولة الإيقاع بين مكونات المجتمع السوري بعد أن فشلت في إثارة فتنة بين هذه المكونات.
إنها لعبة خطيرة قذرة تواطأ عليها التركي والأميركي معاً ويعملان على تنفيذها معاً، وتعكس الحقيقة القائلة بأن الحرب الكونية الإرهابية الإجبارية الكبرى التي شنت على سورية هي الآن في خواتيمها.
لعل السؤال الذي يطرح نفسه أخيراً: إذا كان هذا ما تواطأ عليه التركي والأمريكي. فما الذي استدعى جلب السعودي والأردني إلى اجتماع باريس الاستثنائي؟.
لنفترض أن ثمة محاولة أمريكية لاستيعاب فلول الإرهابيين في الجنوب, وربما في منطقة التنف, مما يستلزم إسهاماً سعودياً أردنياً في تنفيذ الخطة الأمريكية من هذه الزاوية, بحيث يتشكل جيبان إرهابيان أحدهما وهو الأكبر في الشمال وثانيهما وهو الأصغر في الجنوب، وهذا ما يفسر الحاجة إلى اجتماع باريس العاجل، ومع ذلك, فإنه لا توجد حتى الآن معلومات يمكن الاستناد إليها لتحديد ملامح هذا الاحتمال وأبعاده باستثناء احتضان الأمريكيين لفلول داعش وعناصر إرهابية أخرى في منطقة التنف.