«ابن سلمان وترامب وأردوغان» رافقتكم المهانة!!..بقلم: عزة شتيوي

«ابن سلمان وترامب وأردوغان» رافقتكم المهانة!!..بقلم: عزة شتيوي

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٨ مارس ٢٠١٨

ياشام عاد الصيف منتصراً.. وعاد بنا جناح الجيش العربي السوري إلى الغوطة لتتعمد دمشق بدماء الشهداء من جرمانا الى المزة.. ويندفع «فيلق الدوحة وأردوغان» وجيش ابن سلمان من بنود الاتفاق على رؤوس أصابع ذعرهم
خارجين من الأنفاق بأكياس الخسارات التي ملأتها الدولارات لسنوات, وجاهزين للترحيل من توقيت دمشق التي فتحت أوتسترادها الدولي في حرستا فكان مرورها السياسي عريض الموكب أمام عيني كل من أميركا وبريطانيا وفرنسا.‏
العرس في حرستا وجوبر وزملكا وعربين وقريباً في دوما، وطبل التسوية يدق على أبواب مخيم اليرموك, فأعدت إدلب نفسها لتلوك أوراق داعش والنصرة التي أشهرت على بعضها سيوف الاقتتال ليخرج الجولاني على مضاربه المتبقية يوزع «الفيزا» الإرهابية للدخول وهو كالمخبول من هول المشهد، لا يجد من يشحذ منه خليجياً أو غربياً موقفاً أو إشارة ..أو يدعي معه نصراً سوى السلطان أردوغان الذي يرفع علم العثمانية فوق عفرين وكله يقين أن ينضوي الأميركي تحت رايته في شرق سورية, فهو أي- أردوغان- الحلقة المتبقية بين الغرب والشرق الأوسط وهو القيمة الاقليمية المفقودة برأيه أمام ثقل ايران, لذلك راح يوزع «حلوى عفرين» فوق جثث الأكراد ووسط اعتراض الشبان الاتراك «الشيوعيين» على ما يقوم به «امير المؤمنين في مشروع الخلافة العثمانية الجديدة» ظناً منه أن واشنطن ستأكل من تلك الحلوى في منبج وما بعدها, وقد يتذوقها الرئيس فلاديمير بوتين من شدة الحاجة للرقصة السياسية التركية في سوتشي وآستنه, وفات السلطان أن واشنطن تأكل «حلوى عفرين» على ضرسها السياسي لتنفع نفسها وتلوك كل أوهامه بناب الناتو المغروس في العظم العسكري لأنقرة.. أما روسيا التي تفتح أبواب التسوية في آستنة وسوتشي فهي ببرودتها الدبلوماسية تحاول تجميد دور السلطان وتفريزه لطبخات في التسوية الميدانية لسورية وخاصة أن أردوغان بات «القائد الأعلى» لداعش والنصرة و«الباب العالي» الذي ينفذ أوامره «المسلحون» وقريباً قد تنتهي ولايته بحكم انحسار المشهد الإرهابي إلى إدلب التي ستحترق فيها الكثير من الأوراق الإقليمية والدولية أيضاً وقد بدأت فعلاً..‏
بدأ حرق الأوراق الإرهابية لذلك ترك محمد بن سلمان جيش الإسلام في عتمة خساراته في الغوطة, وهرول إلى البيت الأبيض بصناديق المال السعودي يعطي مفتاحها لترامب الذي زاد إغراء الأمير بتغيير ديكور البيت الأبيض بما يغوي السعودية من حرب على إيران واخرج من جعبته السياسية «صقري» الخارجية الأميركية واستشارته القومية «بومبيو وبولتون» فأفرغت الرياض كل جيوبها لشراء هذين اللاعبين الأميركيين من ترامب واللعب لمصلحتها ضد طهران.‏
تشتري السعودية كل بازار ترامب الذي يعود ريعه لصفقة القرن.. تشتري «تلك الثرية جداً» كما قال عنها التاجر الأميركي حتى الإفلاس.. لذلك يستمر التاجر بفرد البضاعة العدوانية تجاه الجمهورية الإسلامية.. ولن يغلق السوق الأميركي حتى يبيع ابن سلمان «كلابيته» للأميركان بتوريم الأوهام النووية لكن..‏
حرب «النجوم النووية» التي بدأت بتفاعلات التصريحات تنتهي بقمة أميركية مع كوريا الشمالية فواشنطن لا تريد الحرب، بل التصعيد حتى مع إيران لتجلس للتفاوض بعد تمزيق مشروع الشرق الأوسط الجديد على خرائط صفقة القرن التي يعيقها فقط محور المقاومة.. لذلك تزول الغمامة الإرهابية عن سورية بومضات الانتصار الكاسح.. ويخرج كل الخليج وأميركا وأوروبا من خرائط ميداننا تباعاً بباصات الخسارة إلى وجهات أخرى.. رافقتكم المهانة.‏