السنديانةُ ، والجبل.. بقلم: محسن حسن

السنديانةُ ، والجبل.. بقلم: محسن حسن

تحليل وآراء

الاثنين، ١٤ مايو ٢٠١٨

- كان الجبلُ ، عارياً ، عالياً ، شامخاُ ،قويّاً ،صامِداً ، لا يَخشى الرّيحَ ، ولا يخافُ العِاصفةَ .... نبتت شَجَرِةُ السنديان ، في أعلى قُمَّتِه ... نَمَتْ فيه ، تجذّرتْ وعَلَتْ .... وارتِفعَتْ ، نحو السماءِ.... أَنِسَتْ به وأنِسَ بها، فاحتضنها ،وضمَّها  إليه ،وأصبحت جزءاً مِنه ،وصديقةٌ له ..... شَمَخَتْ الشجرةُ على القُمَّةِ تيهاً ،وتباهَتْ بالجبل صموداً ،وشموَخاً وعاشا مَعاً، و تبادلاأحاديثَ الليالي الطّوالِ ، وحكايا العُمُرِ ، وقِصَصَ التّاريخ .... و تعلّما من بعضهما ، الصّبْرَ ،والقوّةَ ، والثباتَ ، و الشموخَ ، و الصّمودَ ، في وجه الرّيحِ، والعواصفِ و الزمنْ .....
- وفي الخريف ، سَقطتْ ثِمارُ تلكَ الشّجَرَةِ ، على قُمَّةِ ذاكَ الجَبَلِ ،  فأذرتْها الرّياحُ , على امتداد السّفوح ....
سكنتْ فوقها غيمةٌ ، رعتْها حَمَايةً ، وحُبّاً ، وَسَقتْها مِاءً ، مَطراً ، وأغدقتْ عليها حناناً ، فأمِنَتْ ، وتمسّكتْ ، و تجذّرتْ  ، ونَمتْ ، وتجذّرت اشجارُ سنديانٍ ، واعدَةٌ ، بطَلَةٌ ، صامِدَةٌ ضّمَّها الجبلُ إلى صدِره ، وَحَنا عِليها ، فَكَبرُتْ ، وتعانقت ، وَاتحدتْ ، وتعانقَتْ ، وشكلتْ غابةً على امتداد سفوح الجَبَلْ ... وازدادت صموداً ، وثباتاً ، وقوّةً ، وتجذّراً ، سائَرةً على نهجِ أمِّها الأولى ، وتحت رعايَتِها و توجيهاتِها ... وصَلَتْ إلى سُنَّ الشباب ، والقوّة، و العظَمَةِ ، واصبحت والجبلُ شيئاً واحداً .... الجْبَلُ يبَدو كأنّه الغَابةُ ، و الغابةُ تبدو كُأنهُا الجَبَلُ....
- لَبِسهُا الجبلُ ثوباً أخْضَرَ ، زاهياً ، وبرز بها ، قويّاً ، عزيزاً ، جَميلاً ، شامخاً ، وأصبحا معاً – الشجرِةُ والجبَلُ – أكثرَ جمالاً ، وأكبرَ حجماً ، وأشدَّ مهابَةً وقّوةً ، وأضخمَ وجوداً ، ,أكثرَ تنوّعاً ...
- شَكّلاوحدةً ، قويّةً ، صامدَةً ، وتباهتْ بهما الأرضُ وافتخرَ بهما الوجودُ ، وسَعُدتْ بهما الدَّنيا.. أوتْ إليهما ، مخلوقاتٌ كبيرةٌ ، وصغيرةٌ ، وقويّةٌ ، وضعيفةٌ ، زارتها الطيورُ ، وسكَنْتها الوحوشُ، وعاشَتْ في أعاليها النّسورْ......
كَبُرتِ الغابَةُ تحتَ رعاية أمِهّا ، الأولى ، وسيدتها ، المُطاعَةِ ، المدُافعَةِ ، عنها ، والقائدةِ لها ، والنّاطقةِ باسمها ....
- أُعجبْتُ بتلكَ السنديانة ..
ودُهِشْتُ بذاَكالجَبَلْ ، وسُحِرْتُ بتلك الغَابةِ، وما سكنها ، وأوى الليل ، وعاش فيها ..... فهي غابةٌ من غاباتِ بلادي .... جَبلٌ شامخٌ ، وشجرةٌ باسقة...... جَبَلٌ ....و أشجارٌ ، وطيورٌ ، جوارح، ونسورٌ ، وصقور.... من بلادي ، من وطني الذي أعْشَقُ ، وأحُبُّ ، وافتدي ...
- كما ذاك الجبَلُ ، وتلك السنديانَةُ ، وهذه الغابَةُ .... هُناك رجال ، ونساءٌ ، وأطفالٌ ، يعيشون و يتكاثرون ، ويكبَرَونِ ، و يتجذّرون ، ويصمُدون في وجَه العواصِفَ و الرّيح ، و الحرائق ، يَتحِدِون ، وفي وجه الأشرار ، و الأعداءِ ، و الإرهابِ يقفون ، و بالحياةِ مُتعلّقون ، وفي وجه الفناء يَتعملقون ، ومَسيرة العُمُرِ يُتابعون ، وعلى الإرهاب ، والموت يَقضون ...العامِلُ و المُعِلّمُ ، وكلّ قطاعات شعبنا ، كأشجارِ تلك الغابةِ ، تجذّراً ، وثباتاً ، وقوّةً ، وصُموداً....
وفي هذا الوطنِ ، في غاباتهِ ، وسهولهِ ، وجبالهِ ، وعلى حدودهِ ، صامدون ، ومتّجذرونعليه يكبرون ، ويتكاثرون ، و إليه ينتسبون ، وعنه يُدافعون ، وبه يفتخرون ، وفي سبيله ، يستشهدون ، وهو يُباهي بهُم ، الدّنيا ، ويَفخَرْ .... الجنديُ المؤمنُ بوطنه ، حباً وفداءً ، يَزدان به وطنَه ، قوّةً ، وعِزَّةً ، زمِنعَةً، وشموخا ، ويُشكِّلُ ، ورفاقُه ، له سِياجاً ، ودرعاً وحصناً،  يحمونَهُ ، ويذودون عنَهُ ، وينتصرون ... 
- عَرِفَ أعداءُ هذه الأمَّةِ ، حضاراتِها ، وثقافاتِها ، وانتماءاتِها ، وامتداداتِها ، وساحاتِها ، وترامي أطرافِها ، وسِعَةِ سهوبِها ، وسهولِها ، وكثافةِ غاباتِها ، وشموخِ جبالِها ، وقيمتِها ، وعظمتِها ، وجبروتِها ، ونقاط ضعفها ، ومَكامِن قوّتِها ، ، وتماسُكِها ، وتحليق نسورها ، ودفاع اسودِها ، ووقوفها في وجهِ الرّيحِ، وقهرها للعواصِفِ ، والإرهابِ والموتِ .... فَخطَّطوا بذكاءٍ ، ودهاءٍ ، ودَرايةٍ ، واستمرارٍ ، ومُلاحَقةٍ ، دائمةٍ ، لتفكيكها ، وإضعافها ، ونِشرِ العداوة ، و البغضاءِ ، بَينَها .... اتّحدوا و تجمعوا ، وخطّطوا جميعاً ، منذ القديم ، باستمرارٍ ، مُتابعةٍ ، وقدُراتِه ، لانهيارهِا ، وسقوطِها ، بدءاً من النَّسَبِ و الانتماءِ ، والدّين ، بدءاً من الأشياء المعنويّة ، وأنتهِاءً بالأشياء الملموسَة ، المحَسُوسَة ، في كافّة المجالاتِ ، الاقتصاديّةِ ، والاجتماعّيةِ ، والسياسيّةِ، و الثقافيّة ، وكُلِّ مَناحي الحياة ...
- توحّدوا إعلاميّاً ، وسَمّوا المسُميّاتِ بغير اسمائها ،فأختلطتِ الأمورُ ، وساءت الرؤية، وأصبحتْ ضبابيّةً ، غائمَةُ ، غيرَ واضحةٍ .... خَطّطوا لها بِعِلْمٍ ، وخبَرَةٍ ، وتقنّيةً ، واشتروا لها المُرتَزِقَةَ ، و القَتَلَةَ ، و الفَسقَةً ، والكفَرَةَ ، و الإرهابَ .....
- في كلِّ أُمَّةٍ ثقافاتٌ ، وبطولاتٌ ، وانتماءاتٌ ، وسقطاتٌ ، وخياناتٌ .... دخل أعداءُ ، هذه الاُمَّة إليها ، تحتَ مُسميَاتٍ لا تدلُّ على اسمائِها ، بتقنيات ، ومعرِفَةٍ ، ودرايةٍ ، واختصاصاتٍ في كُلِّ شيءٍ ، يودّون الكلامَ عنه ، أو الخوضَ فيه .... يعرفون الطّرُقَ كُلّها ، ,إلى اين يوصلُ كلٌّ منها .........
- زرعوا الخلافاتِو العدواتِ ، وكذبوا على المواطن العربّيِ ، يقنعونه بتآمُرِ أخيْهِ عليه ، وكراهيتهْ  له ، وأَمُّهُ مازالَتْ ، حامِلةً يه ، لم تلدْهُ ، بَعْدُ ، فَيَقْتُل أُمَّه ، خوفاً ، منه ، حتى لا تَلِدَهُ و يخرج إلى الدنيا .... خلقوا خلافاتٍ ، وضعوا عداواتٍ ، وزّوروا تاريخاً ، من الكَذبِ و التّناقضات ، وفخَّخوا الشوارعَ و الحارات .... يُفجِّروَن كُلَّاً منها عن بُعْدٍ ، وتتَّصل ببعضها ، نتائجُ المتَّفجرات ، وتَتَوحّد الحرائقُ وتشعَّلُ حريقاً عامّاً موحَّدَاً ، شامِلاً ....
- دخلوا إلى هذه الأمَّةِ عن طريق أبنائها ، بلبوسٍ إسلامّيةٍ لا تمتُّ إلى الإسلام بِصَلِةٍ ، خِدمَةً لليهوديّة و الصُهيونيّة ، و الماسونيّة ،و الوهابيّة التي لا تحوي مسلماً واحداً ،وبالتالي لا مكان فيها للفلسطينيين قط........
- دخل الإرهابُ سوريّة ، فَصَمت المسلمون عما فَعَلَ الإرهابُ ،صَمْتَ القبورِ .... لم يستنكروا ،ولم يُدافعوا ، ولم يُجاهدوا ، وكأنّهم لداعشُ اخوةٌ ، ومؤيدِون .... 
- ضغط العالمُ على سوريّةَ ، وأرسل الإرهابَ ، إليها ، مُقاتِلاً ، ومُمَّولاً ، ومُخطّطاً له ، ومدعوماً بكُلّ أنواع السّلاح ،والتّقنيّات.......
 
 - وفي ليلةٍ ليلاءَ ، خرج ماردٌ عربيٌّ ، مُسلِمٌ ، ملأ الإسلامُ قلبَه ،و العروبَةُ عقلَه،عَرفِ الإسلام صحيحاً ،بُكلِّ انُتماءاته  للعروبة ، والأخوّة ،والمحبَّةِ ، والانسانيّةِ ، والتعّايُش ، والعيش المشترَك ، والمواطَنَةِ ... للقرآنِ ،و التّاريخِ ، قارئاً ، وللإسلام واللّه عارفاً ، بمحمدٍّ مقتدياً ، لا يَضلُّ و لا يتوه ،و لا يُخطئُ ،ولا يتعثّرْ ،مُتجاوزاً كُلَّ الأخطاء ، و العثراتِ ،متمّسكاً ، بأسلامِه ، وإيمانه ، وعروبتهِ ..... صَمَد في وجه الإرهاب ،جَاهَدَ ودافعَ ، وقاتَلَ .... فتحطَّمتْ  الضّغوطُ على صخرةِ الصمودِ و المقاومةِ ..... صمدت سوريّةُ ، وخطّطت لمحاربَةَ الإرهاب ، والوقوف في وجههِ ، ومحاربته حَسَبَ الأولويات .........
- استوعبت سوريّةُ ، ما حاق بها ، فقطعَّتْ  أيدي الإرهابِ ، وأرجلَه ، هنا ،هُناك ، كَسَّرتْ جوانحه على الجبال ، وسملت عيونَه في السهول والوديان  ، ودمّرتْهُ ، وقضت عليه في كُلُّ مكان ... صَمَّمَتْ ،وأرادَتْ ، فخابَتْ آمالُه ، وخَبَتْ أحلامُه ، وبدأ يُعاني من الوهنِ والضّعفِ ، والاحباط ، وأنّه غيرُ قادرٍ على الحراكِ والصمود ....وبدأ يفكّرُ جِديّاً بالهروب ، إن وجَدَ للهروب سبيلاً ..........
-كذبوا ودوّلوا تلكَ الأكاذُيبَ على أنها حقائقٌ ....عادَوا ، واستعدوا الآخرين ، على سوريّة ، ودفَعُوهُم مُكرَهين ، بالإغراءِ ، والإكراه ، على مُحاربتِها ، واحتلالها ، والصاقِ التّهم بِها .... تآمروا وارتبطوا ، وشاركوا بالقتلِوالقتال ، لأنهم اعجزُ من أن يقوموا بالقتال ، لوحدِهم ، فهم أضعفُ ،وأصغرُ ،وأعْجَزْ .....
- سوريّةُ تُحبُّ و تكرهُ ،من أجل الوطن ،فالوطن هو ينبوعُ الحبّ ،وسببُ الْكُرْهِ ... على ارضه يُقالُ كلّ شيء ، ويُحَلُّ بين السوريين كُلّ شيء ...تُخْلَفُ البطولاتُ ، وتُسجّلُ الانتصاراتُ ويُكتَبُ التاريخُ ... لا اعتدال في حب الوطن ولا اعتدال في كَرامته ،وحقوقه ، فالحقوقُ والكرامةُ ، والعزّةُ ، لا يُساومُ عليها .... في سوريّةَ ،الصمودُ رسالةٌ ، والحقوقُ ثوابتُ ، وِالمساسُ بها ،خَطُّ أحمرُ ،كلُّ شيء يُمكن المساسُ به إلاّ الحقوق ... طرقُنا واضحةٌ و الاتّجاهاتُ واضحةٌ ، و التطلعّاتُ العربيةُ عربيّةّ و البوصلةُ في أيدٍ أمينةٍ ....
- سوريّةُ أخر القلاع العربّيةِ ، حمتها القبائلُ عندما كانت عربيّةً ، وحماها الإسلامُ عندما كان إسلاماً ، عربياً ، أيضاً ...
- جاء الإرهابُ  العالميُّ كلُّه ، إلى سوريّةَ ، القاعدةُ ، جبهةً النًّصرَةِ ، داعشُ ، الجيشُ الحرُّ ، جيشُ الشّام  ، أحرار الشّام ، و الإرهابيّون ، الرجعيّون ، الحاقدون و المرتزِقَةُ ، ورجال الدين المخترقون ، المتآمرون ، و عرب الخليج النّاعقون ، بدعمٍ إسرائيليٍّ ، وهابيٍّ ، سعوديٍّ ، قطريٍّ ، خليجيّ ، تركيّ ، ..... و اشهرواسيوفَ حَقدهن ، لإسقاطِ الأسدِ .....
- وقفت الأسودُ ، في سوريّة ، أسوداً مُمانعةً. ، صامدةً ، مُقاتلةً .....كسّرت أنياب الوحوش ... وضاق العرين بأسوده ، وتعملقت بصموده، وبطولاته.....  قاتلَ الإرهابَ كُلّهَ  ، وسيقُتُله  ،ويدمره ،ويقضي عليه
عيونُ الأسود إلى العدوّ ، الإرهابِ ، وإسرائيلَ ، ناظرةٌ  ، وسوريّةُ أكبرُ من التُّهم...
- والأخطاء ، و الأحقاد ، والتشرزم و الطائفيّة ......
سوريّة صامدةٌ ، وسوريّة عربيّةٌ ، العروبة لغتها ، والعروبة نَسبها ، و المواطنة انتماؤها ... ستبقى سوريّةٌ ،سوريّةَ ، وسيبقى الأسدُ ، أسداً ، ورئيساً ، وقائداً
- سورية ،و الأسد ، إسمان لمسمى واحدٍ ،هو سوريّة ، و سورية هو، وهما واحدٌ ، و هما باقيان ، وسوريّةً و الأسدُ باقيان ، وصامدان ، ومنتصران ، وشامخان ، وخالِدان