قَطَرُ.. بقلم: محسن حسن

قَطَرُ.. بقلم: محسن حسن

تحليل وآراء

الاثنين، ٢١ مايو ٢٠١٨

● قَطَرُ ، دويلةٌ عربيّةٌ صغيرةٌ جدّاً ، تفتقدُ لمعظَم مُقوّمات الدّويلة ، ..... للشّعب ، و الأرض ، والحضارة ، والثقافةِ  ،و التّاريخ ..... و بالتّالي تَفتقد لثلثّي مقوّمات الدّويَلة ....
● وهي لا تمتلك ، سوى النّفط .... تمتلك من النّفطِ الكثير ، ومنَ الغازِ ، , العمالةِ ، وسوء الخُلُقِ ، وعَدَم الانتماء ... خرجَتْ من تحتِ العباءةِ ، السعوديّةَ ، وهجرتِ البيتِ الخليجي ، وارتمت في الحضن الأمريكّي ، أكثرَ ، فأكثرْ .... وبدأتِ الولاياتُ المُتّحدةُ الأمريكيَّة ، تزيّن لها ، الأخطاءَ بكافّةِ أساليب التّرغيبِ ، و التّرهيب ، تمهيداً للسيطرةِ على النّفطِ ، والغازِ ، و القرارِ ، والحفاظِ على التّخلُّفِ الفكري ، والقُصور العقليِّ ، و الثقافيِّ .... والَفَرقَةِ ، و الْفِتَن ، و العداوةِ ، و البغضاءِ ....
● كلُّ العربِ يحتاجون إلى " فيزا " للدخول إلى قَطَرَ ، ولا يحتاجُها ، الإسرائيليون ، فيدخلونها كالقطريين  ، متى يشاؤون ... فقطرُ صديقةٌ لإسرائيلَ، وعقدتْ معها عقوداً ، لحمايةِ "المونديال" الذي سيُقام فيها في عام ألفين ، واثنين وعشرين ، ودفعت لها مُسبقاً ، مُقابل ذلك ، أجراً كبيراً ....
●وعندما فُجّرت أنابيبُ الغاز الذاهبةُ من مصر إلى إسرائيل حزنت قطرُ  ،وعبّرت عن عزمها لإمداد إسرائيل ، بكُلّ ما تحتاجهُ من الغاز وغيره ... فالصديقُ يُعرفُ أيامُ العثرةِ ، وعليه أن يكونَ عوناً لصديقه ويَتكفّلُ به.........
●وتملك قطر إلى جانب النّفط ،الغاز ، محطّةَ الجزيرةِ ، أكبرَ محطّة ، إعلاميّة ، للتشويش ، و التشويه ، والفبركة والأكاذيب  ، والّتضليلِ ، وإمكانياتِ ، توجيهِ الإساءات ، وخلق العدوات .... ولديها ، القرضاوي ، بفتاويهِ الإسلاميّةِ ، الأمريكيّةِ ، الإسرائيليّةِ واجتهاداته ، المارقة الغربية..........
●فقد باع لهم دينه ، ولسانه ، وعمامَتَهُ ، وأصبح مُتخصّصاً ، بالفتاوى في سوريّة ، بما لم يسمع ، به نبّيٌ ولا دينْ ... يفتي في سوريّة ، فقط بالقتلِ ذبحاً ، والاغتصابِ ،قهراً ،و الزنى جهاداً .... أباح كُلّ المُبيقات ،وحللّها ، إسلاميّاً ،وشرعياً ... حلّل في سوريّة ،كُلّ المُحرمات ،فماذا  أبقى من الدّين ؟!! فتاوى أمريكيّة ، إسرائيلية ، وهّابيّة ، خالصةً ،يُباركُها القرضاوي ببركاته ،ويكسبُها الشرعيّة بإيمانه ،وزندقته ،ويُلبسها عباءاتها الإسلاميّة بتقواه ، ورصانته ... وعندما تعتدي إسرائيل على غزّة ،و المقدسات الإسلامية ،و المسيحية ،والإنسانية  ،والفلسطينية ،و المسجد الأقصى وكُلّ المُحرّمات...... يصمتُ القرضاوي ،ويُصبح أميّاً ويبتعدُ عن الافتاء و الاجتهاداتِ ... وعندما تقتلُ إسرائيلُ كُلّ المسلمين، وغير المسلمين ، و الأطفالَ ، و النساءَ ،والشيوخَ والمسنين بالقنابلِ الفُسفوريّة ،... لايدعو القرضاوي حتى إلى الجهاد ولا يَطالِبُ بحقوقِ الإنسانِ ،وتبقى إسرائيلُ في مأمنٍ من لِسانهِ ، وكأنه يؤيدها بسكوته ، وصَمْته......
● أوجدتْ قطرُ ، فيها ، مَكاتِبَ، للقاعدةِ ، وجبهةِ النُّصرَةِ ، وطالبان ، و الإرهاب ، و الإرهابييّن ... وقّدمَتِ الدّعمَ ، اللامحدودَ ، للمُرْتَزَقَةِ ، و الإخوانِ و القاعدةِ ، وجبهةِالنُّصرةِ و داعشَ ، وفيْلق الرّحمنِ ، وحماسَ .......
●ودَعَمَتْ ورعت كُلَّ المقاتلين ، في سوريّةَ ، و المارقين .... وحّولتْ قَطَرُ  الجامعةَ العربيّة ، إلى مؤسسةٍ تأتمِرُ بأمرها ...وهي والجامعةُ العربيّةُ تأتمران بأمرِ الولاياتِ المُتحّدةِ الأمريكيّة ...
● كان في قَطَرَ .. حَمَداناناثنان ، حَمَدُ الأكبرُ ،وحَمَدُ الأقلُّ  كِبَراً  ... كان حَمَدُ الكبير منهما ، قد وعَدَ بالصلاةِ ، في الجامع الامويّ ، في دمَشْق ، مع أردوغان ، بعد أسابيع قليلةً ، لاحُبّاً بالصلاةِ بل فرحاً ، واحتفالاً ، بسقوطِ الأسدِ.......
● ومَرَّتِ الأيامُ ، و الأسابيعُ ، والشهورُ ، والسنوات ، وهو يَنتَظرْ... ونَسيَ الصّلاةَ .... لم يَدخُل َ الجامعَ ، ولم يُصلِّ .... انتهتْ صلاحّيِتُهما ، وأزفتْ نهايتُهما ، والقتْ بهما الولاياتُ المتَّحدةُ الأمريكيّةُ في سَلَّةِ  التاريخ ، لأنّه قد تبيّن للولاياتِ المتُحدِة الأمريكية أنّهما من الاشياء التي تُستخدُم لمرةٍ واحدةٍ.......تُستخدمُ وتُلقى .... فأُلقيا .... واختفى الحمدانان بموجب الأوامر الأمريكيّة ، واصبحا من الماضِي ، ولم يُصلّ أكبرُهما في الجامع الأموي ،كما اعتقد ، وكُلّف البعضُ بالصلاة عليه ،صلاة الغائبِ ، ورحلَ هو وضاع .... وبقي الجامعُ الأمويُّ للجميع مسجداً ،وبقي الأسد للجميع قائداً ، ورئيساً ، وزعيماً...............
●يُوجَدُ في قطرَ قواعدُ أمريكيّة ، و الأفُ الجنود الأمريكين ، يتحكمّون بقطرَ في كلِّ مَناحيْ الحياة....
●في يوم ما نفخت الولاياتُ المُتّحدةُ الأمريكيّة ، أوداجَ قطرَ وجعلتْ من الدّيك القطريّ، فيلاً ، أو ديناصوراً وأصبحت قطرُ بتلك الإجراءات الأمريكيّة ، تشعر أنّها دولةٌ عُظمى ورسمت لها الولاياتُ المتحدة الأمريكيّة ،القيام بأعمال أكبر منها بكثير ...فساهمت مع النّاتو ، وإسرائيل ،في الطّلعات الجوية ، لقصف ليبيا..............
●السعودية وقطرُ ، كانتا الدّولتان الداعمتين للإرهاب ، بتخطيطِ ورعايةِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّةِ ...أخرجت الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيّةُ ،والسعودية ، نظرياً  من الإرهاب بمقابل 480 مليار دولار ، و أشياء أخر..... وستأخذ أيضاً ، ما ستملكه مُستقبلاً....وأبقت قطر ، داعمةً للإرهاب ، وعليها أن تدفع كما دفعتِ السعوديّةُ لِتُخرجُها من الإرهاب ، وتجعل منها راعيّةً للحرية ، وواحةً للديمقراطيّة وحقوقَ الأنسان ......
●قدّمت إيرانُ لقطرَ ، موادَ غذائيةً ، وفتحت لها ثلاثةَ موانئَ لاستقبالها ....  وتحّولت قضيّةُ قطرَ إلى قضيّةٍ إقليميّةٍ ، تدخلت بها ايرانُ ،وبدأت قطرُ تتقرّبُ من إيرانَ ، وقد يكونُ ذلك تكفيراً عن خطاياها وأخطائها وتصحيحاً لموقفها تجاه سوريّة ...
●الخطرُ على قطر ، لا يخدم أحد ،فالجميعُسيستأثرون به ،  بدءاً من الولاياتِ المتحدة ِالأمريكيّةِ ، وانتهاءً بدولِ الخليج ، بما فيها السعودية..... وما يحصل في قطر يخدم إيران بعض الشيء وتبدو إيرانُ هادئُةً وتودُّ أن تُحلّ مشكلة قطرَ بالحْوارِ...
●ومع أنّ قطرّ لا تَملِكُ المزيدَ من الأرضِ  فهي تبيع للإسرائيليين أَرضاً ....فالأمكنةُ الصغيرةُ تتّسع للأصدقاء ، وحتى المساحات تّتسعُ ، وتضيقُ  طبقاً ، للإرادة الأمريكيّةِ ، والدعايةِ الإسرائيليةِ........
●يوجد مبادرة من الكويت لحلّ الأزمة القطريّة ،وكذلك مبادرةٌ من فرنسا........
●لتركيا قاعدةٌ وخمسةُالآفِ عسكريٍّ تركّيٍ في قطرَ لحماية الخليج كما تقول تركيا ، ولتركيا صداقات واتّفاقات للتّعاونِ العسكريّ مع قطر ، وفي كُلّ مناحي الحياة....
●الاخوان المسلمون مدعومون من تركيا وبريطانيا وقطر للقضاء على القوميّة العربيّة كما كانت تنوي بريطانيا عندما اسّستهم ... وقطرُ لا تعتبرُ الإخوانَ إرهاباً..........
●يوجد منفذٌ بريٌّ واحدٌ لقطر ، هو منفذ ، سلوى ، مع السعودية ، فقط
●باكستانُ ، تستنكرُ ما تفعلَه قطرُ وتشيدُ بما تفعلُ السعوديّةُ وتقول عنها أنّها تعملُ على جَمْعِ كلمةِ المُسلمين.... 
●قطرُ تدعم الإرهابَ بالتّوجهاتِ والأوامرِ الأمريكيّة ، منذ البداية ، منذ خُلِقَ الإرهابُ ، وبأوامرَ أمريكيّة وِتَحْتَ نظرِ العين الأمريكيّةِ ، ورعايِتَها ومباركتِها ، وسُلطتِ الأضواءُ الأمريكيةُ على قطرَ من جديد بأنها تَدعمُ الإرهابِ الأن .....
●دعا ترامبُ قَطَرَ إلى وقفِ دعمِ الإرهابِ ، وسيقوم بابتزازها على طريقة ابتزازه ،السعوديةَ /كما فعل مع السعوديةِ / ... فترامب يجعل من العملِ نفِسه إرهاباً ، يستهجنُه ، ويقفُ ضدّهُ  ،ويجعل منه ثورةً ، وحرّيّةً ، وديمقراطيّةً ، يُباركُهُ ، ويأمر أحدَ حُكّامِ العربِ ، بمُساعدتهِ ، وتمويلهِ ، وإحدى المحطّات الإعلاميّةِ ، بالدّعاية له ، و التّرحيبِ به .... ، وإذا أحيل أيُّ موضوعٍ ، إلى الأممِ المتحدةِ ، يُنسى الموضوعُ ، هناكِ ،ويضيعُ  ،ويبقى ، في الواقع ، كما تريدُ له ، الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيّةُ ، خاصّةً مقابلَ دفع ثِمنَه إلى ترامب ، وكما يُقّدر ترامب ،ثمنه ، ويريد ...... ترامب تاجرٌ .... وأصبح الآن تاجر سياسةٍ ، ومواقف ، وكلُّ شيءٍلديه بثمن ... فلتطمئن قطرُ وتخلُـدُ ، وتنتظرُ لما يتفتّفُعنه عقلُ ترامب في موضوعِها....
●قد يرىترامُب حُلماً ، يحكيه لِقَطَرَ في الغدِ، حَلاً لها ، بكميّةً من ملايينِ الدولاراتِ ، فدولُ الخليجِ دولٌ غنيّةٌ مدعومةٌ من الولايات المتحدة الأمريكيّة ، ولولا هذا الدّعم لم تكن شيئاً وعليها أن تدَفعَ ما تُحددّه الولاياتُ المِتّحدةُ الامريكيةُ ، لتبقى .....هذا ماقاله ترامُب نفسُه ،فلتطمئنَ قطرُ ،فترامب سيطلب منها المبلغَ الذي يجبُ عليها إن تدفَعَهِ ليدعمَها وتنالُ رضاه وبركاتهِ ، في الوقت المُحدَّدِ ،ولن ينساها قطّ ... وقد يفاجئ ترامبُ خادمَ الحرمينِ الشريفينْ في إحدى الصباحاتِ الربيعيةِ بزيارةٍ عائليةٍ ،  تَحمّل كلَّ الودِ و المحبةِ ، يُسبّحانِ الله معاً ويرقُصان بالسيفِ العربّي فرَحاً ، وقد يطلب ترامب منه اعتناق الإسلام ، فالإسلامُ لفت انتباهَهُ وهو من المعجبين به كثيراً ونفسه تُساوره اعتناقَه ، وما كتبه الله على الجبينِ ستراهُ العُينْ  ...
●وقد يكسب خادمُ الحرمين الشريفين ترامُب صديقاً وأخاً في الإسلام ، كسباً كبيراً للسعوديةِ وخادم الحرمين الشريفينْ ..... وعندها ستدخُلُ أعمالُ كرم السعوديةِ وعلاقتُها الماليةِ مع الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ تحتَ عناوينَ إسلاميةٍ أخرى ، تَحتَ عناوينِ الصدقاتِ والزكاةِ ، وحقوقِ الأنسانِ المُسلمِ التي نص لله وعليها وأوحي بها .. و الكرمُ العربيَّ ، وجذورُه المعروفَةُ في التّاريخ.......
●أصبحت قطرُبالاطراءاتِ الأمريكيةِ دولةً عُظمى، وانتقل شعورُها هذا يوماً إلى مندوبها في الأممِ المُتّحدةِ .... و في لحظةٍ  من لحظاتِ ، فقدان العقل ، تكلمّ مندوبُها بشيء من عَدَمَ ، الكياسةِو الدبلوماسيةِ مع المندوب الرّوسي هناك .... فنظر المندوب الروسي إليه باستهجانٍ و استنكارٍ لا أكثر ،  أعاده بعدها ، إلى حجمِه الطّبيعيّ ، الصغيرِ ، الصامتِ ، الهادئِ ، المرتجفِ ، الخائفْ ....