ترامب والخلاف مع الحلفاء.. بقلم:  جهاد الخازن

ترامب والخلاف مع الحلفاء.. بقلم: جهاد الخازن

تحليل وآراء

السبت، ٩ يونيو ٢٠١٨

إذا نجحت الصفقة بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ-أون يوم الثلثاء المقبل فهي ستكون تعويضاً عن كل فشل آخر في السياسة الخارجية للرئيس الأميركي، بما في ذلك دوره في قمة الدول الصناعية السبع في كندا اليوم (أكتب صباح الجمعة). كوريا الشمالية «قشّة» بالمقارنة مع اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية أو دول الاتحاد الأوروبي التي تضم حلفاء تاريخيين للولايات المتحدة. مع ذلك الاتفاق معها، وأراه ممكناً، سيكون تعويضاً عن الفشل مع الحلفاء.
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس قال إن أي اتفاق مع كندا والمكسيك يجب أن ينتهي «أوتوماتكياً» خلال خمس سنوات، ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو رد قائلاً إن لا رئيس وزراء كندياً يقبل شرط السنوات الخمس. كان ترودو مستعداً للذهاب إلى واشنطن والتفاوض مع الرئيس ترامب، إلا أن بنس قال في مقابلة هاتفية إن أي اجتماع يجب أن يسبقه اتفاق على السنوات الخمس لنهاية أي اتفاق، والنتيجة أن ترودو لم يذهب إلى واشنطن.
أهم من ذلك أن دونالد ترامب يريد فرض ضرائب عالية على واردات الولايات المتحدة من الحديد والصلب (الفولاذ) الأوروبي، وأيضاً نحو 50 بليون دولار على الواردات من الصين. هو يحلم أو يهذي.
ثلاث مؤسسات أميركية يؤيدها الأخوان كوش رفضت زيادة الضرائب على الواردات، وبدأت مبادرة ضد هذه الزيادة. هذه المؤسسات يشارك الأخوان كوش في تمويلها، وهما يمولان حملات انتخابية لمرشحين جمهوريين وقضايا ينتصر لها حزب ترامب. أيضاً جريدة «وول ستريت جورنال» قالت قبل أيام إن ترامب يريد أن يخوض حرباً لا حاجة لها مع بعض أفضل أصدقاء الولايات المتحدة… هي أضافت أن ترامب ليس عبقرياً في عقد الصفقات وإنما يبدو أنه يريد حماية الإنتاج الأميركي بطرق تقليدية قديمة.
بل إن رئيس مجلس النواب بول ريان أعلن معارضته موقف ترامب وقال: «أنا ضد القرار (قرار ترامب). هذا القرار يستهدف حلفاء أميركا بدل أن يتعاون معهم».
أريد قبل أن أكمل أن أسجل أن وزير التجارة الأميركية ويلبور روس قابل نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي في بكين محاولاً تخفيف حدة المواجهة على التجارة بين البلدين ومعلوماتي من الميديا الأميركية أنه لم ينجح.
كان عند ترامب من المستشارين وزير الخارجية ريكس تيلرسون ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني غاري كوهن، إلا أنهما استقالا وخلفاهما مايك بومبيو وزيراً للخارجية ولاري كودلو مستشاراً للرئيس، ومعهما الوزير روس والمستشار بيتر نافارو وممثل الولايات المتحدة التجاري روبرت لايتهيزر.
طبعاً هناك وزير العدل جيف سيشنز الذي عزل نفسه عن التحقيق في تدخل الولايات المتحدة في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. ترامب قال في تغريدة له أخيراً: «إن متابعة دور روسيا مستمرة، وكل ذلك لأن جيف سيشنز لم يقل لي إنه سيعزل نفسه عن التحقيق. وقت طويل ومال بُدِّدَ على التحقيق ودمرت حياة ناس كثيرين. كنت سأختار رجلاً غير سيشنز (لو قال إنه سيبتعد عن التحقيق)».
بقيت نقطتان:
– ترامب استضاف إفطاراً رمضانياً ضم من السفراء العرب السعودي والكويتي والأردني والإماراتي، وقال في خطاب قصير له: «إننا نحتفل بتقليد مقدس لإحدى أعظم ديانات العالم».
– كان يُفترض أن يستضيف الرئيس فريق فيلادلفيا إيغلز الذي فاز ببطولة كرة القدم الأميركية، إلا أن لاعبين كثيرين قالوا إنهم لن يشاركوا لأن الرئيس يصر على الوقوف لدى عزف النشيد الوطني، وهناك لاعبون سود يفضلون الركوع احتجاجاً على معاملة السود. النتيجة أن الاحتفال في البيت الأبيض ألغي.