أكاذيب تكشفها حقائق ..ماذا يحدث في البحر الأحمر وباب المندب؟.. بقلم: محمد صادق الحسيني

أكاذيب تكشفها حقائق ..ماذا يحدث في البحر الأحمر وباب المندب؟.. بقلم: محمد صادق الحسيني

تحليل وآراء

الاثنين، ٣٠ يوليو ٢٠١٨

نشر موقع ديبكا الاستخباري الإسرائيلي مقالاً، حول الوضع الراهن في منطقة مضيق باب المندب، وذلك بتاريخ 28/7/2018، وفِي إطار الحملة المنسقة الهادفة إلى تمهيد الأجواء لإعلان حلف عسكري عدواني معادٍ لإيران، وبالتالي لحركة التحرر العربية، هذه الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ويشاركها فيها أذنابها الإقليميون من صهاينة ووهابيين.
 
إذ كان آخر حلقات هذه الحملة، بعد تصريحات بومبيو النارية ضد الحكومة الإيرانية، خلال مشاركته تجمعاً من بقايا شاه إيران ومشارب إيرانية أخرى، في لوس انجلوس قبل يومين، واتخاذ السعودية قراراً بوقف شحنات نفطها عبر مضيق باب المندب، بدعوى أن ناقلتي نفط سعوديتين قد تمّ قصفهما من قبل قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية بتاريخ 24/7/2018. نقول إنه وبعد هذه التطورات هبّت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لتقديم الدعم لحليفها السعودي المأزوم والمهزوم محمد بن سلمان، الذي حاول استدرار تدخل أميركي مباشر في حربه على اليمن تحت حجة حماية ممرات النفط. وهي المحاولة التي باءت بالفشل التام، بدليل تصريحات العديد من المسؤولين الأميركيين بأن الولايات المتحدة لن تنتقل الى التدخل المباشر في هذه الحرب.
 
أما ما تفتق عنه عقل جنرالات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لدعم ربيبهم محمد بن سلمان، فكان ما أشرنا الى نشره أعلاه والذي يدعي بما يلي:
 
1 – إن ما تمّ قصفه، من قبل سلاح البحرية اليمني، هو ناقاتي نفط سعوديتين، بينما الحقيقة تنافي ذلك تماماً، كما سنوضح لاحقاً.
 
2 – إن مَن نسّق عملية القصف الصاروخي البحري، من قبل البحرية اليمنية، هي سفينة التجسس الإيرانية سافيز Saviz المليئة بأجهزة التجسس عالية الدقة والتي تقوم بتنفيذ عمليات رصد لحركة السفن التجارية والحربية في البحر الأحمر، وتحديداً في المنطقة الواقعة بين قاعدتها في جزيرة دهلك الإرتيرية ومدخل باب المندب.
 
3 – إن هذه السفينة زوّدت القوات البحرية اليمنية بالمعلومات المتعلقة بخط سير ناقلتي النفط السعوديتين مما أتاح لها قصفها بصواريخ أرض / بحر / من طراز C801 او C802 الإيرانية الصنع، كما يدّعي الموقع.
 
ولكنّ هؤلاء الجنرالات الإسرائيليين نسوا الحقائق الدامغة التي تكذب ادعاءاتهم وادعاءات حليفهم الغارق في الأزمة محمد بن سلمان حتى أذنيه.
 
ومن بين أهم الحقائق الدامغة التي تؤكد كذب ادعاءاتهم ما يلي:
 
أ- إن التسمية التي تطلق على الصواريخ الإيرانية المضادة للسفن، والمصنوعة بشكل تام في إيران، هي: صاروخ نور – الفئة الأساسية… ثم نور الفئة الثانية والثالثة والرابعة. أما الفئة الأحدث من هذه الصواريخ فتسمى قادر Gader . وهي مزودة برادارات ذاتية لتعقب الهدف بعد الإطلاق اضافة الى الكثير من التجهيزات الالكترونية التي تعمل على جعل دقة إصابة الهدف لا تحتمل خطأً أكثر من متر واحد في إصابة الهدف.
 
ب – إن سلاح البحرية اليمني، وبالتالي الجيش اليمني وقوات أنصار الله، يمتلك مخزوناً كبيراً من الصواريخ الصينية المضادة للسفن، من طراز C 801 وطراز C 802، والتي كانت الحكومة اليمنية، في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قد اشترتها من الصين ضمن صفقات تسلح حكومية مسجلة وموثقة عالمياً ولدى جميع الأطراف المختصة. أي أن سلاح البحرية اليمني ليس بحاجة للصواريخ الإيرانية حالياً.
 
ج إن تلك الصواريخ تطير على ارتفاع خمسة إلى سبعة أمتار فوق سطح البحر. وهي تطير نحو القطعة البحرية المستهدفة، اضافة الى أنها مزوّدة بأنظمة مضادة للتشويش Anti-jamming Systems لتلافي تشويش السفن المستهدفة أو قواعد الحرب الالكترونية الموجودة على السواحل . وهذا ما يجعل تعطيل الصاروخ أو التقاطه مستحيلاً للأسباب المذكورة أعلاه.
 
د- ولهذا السبب بالذات، ونتيجة لكون الفرقاطة السعودية والمصنوعة من قبل شركة DCN الفرنسية، وهي من فئة لافاييت والمعتبرة الفرقاطة الشبح الاولى في العالم، والتي ضربت بصاروخ C 802 الصيني يوم 24/7/2018 ولكونها مزودة بالتجهيزات التالية:
 
رادار مزدوج بحري وجوي من طراز DRBV 15 C.
 
جهاز تحذير من الموجات اللاسلكية.
 
أو الإرسال اللاسلكي المعادي من طراز Sa gon ARBG 1.
 
جهاز تحذير من الموجات الرادارية المعادية من طراز ARBR 21.
 
جهازا تشويش على الرادارات المعادية من طراز Dagaie MK 2 والذي يسمى بالانجليزية Chaff System.
 
نقول إنه نظراً للأسباب المذكورة أعلاه فإن وزارة الدفاع الفرنسية قد أرسلت، وبشكل عاجل وطارئ، وفداً من مهندسي سلاح البحرية الفرنسي، كما يضم الوفد مهندسين من شركة بناء السفن DCN، الصانعة للفرقاطة السعودية، وشركة ثاليس Thales الفرنسية للصناعات العسكرية وشركات أخرى شاركت في تجهيز هذه الفرقاطة، وذلك للتحقيق في الاسباب التي أدت الى هذه الضربة الموجعة لفخر الصناعات البحرية العسكرية الفرنسية، الفرقاطة لافاييت.
 
والنتيجة هي أن كل الوقائع تؤكد ما يلي:
 
أن لا علاقة لإيران بموضوع إصابة الفرقاطة السعودية.
 
لا صحة لما يروّجه المسؤولون السعوديون وأجهزة إعلامهم ويدعون فيه ان ما استهدف كانتا ناقلتي نفط عملاقتين وأن إحداهما قد أصيبت بصاروخ ولَم تتسرب منها أية كميات من النفط.
 
وجوابنا على ادعاءات هؤلاء الجهلة أنه لو كانت السفينة المستهدفة ناقلة نفط لانشطرت قسمين واشتعلت النيران في النفط الذي تحمله. وما على وزير النفط السعودي غير الفالح والمسمى الفالح إلا أن يسأل المهندسين البحريين الفرنسيين: ماذا كان سيحدث لو أنّ صاروخ C 802 هذا أصاب ناقلة نفط!؟