تركيا أردوغان تنفجّر ويرتدّ الخنجر المسموم إلى الصدر...

تركيا أردوغان تنفجّر ويرتدّ الخنجر المسموم إلى الصدر...

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٥ أغسطس ٢٠١٨

د. يحيى غدار
 
وصف الرئيس بشار الأسد أردوغان بالـ»أزعر»، وأطلقت غرفة صناعة حلب عليه لقب «لصّ حلب»، وهو سمّى نفسه عام 2004 بأنه وكيل الأميركي و»الإسرائيلي» في مشروع «الشرق الأوسط الكبير» لتفتيت العرب واحتراب المسلمين وإشاعة الفتن… وقد وصفه معلّمه، أربكان، بأنّه عميل الـ»سي أي آي»…
 
أعلن أردوغان عن أمله بأن يصلي في الجامع الأموي، وأن يضمّ حلب والموصل إلى «سلطنته» التي يحاول إعادة تصنيعها على قياس السلطنة العثمانية البائدة…
 
تورّط في التآمر على العرب حتى النخاع، في العراق، وفي سورية وفي ليبيا، وحيث توفّرت له الأسباب أو الرهانات والأوهام…
 
زجّت تركيا بكلّ قدراتها لتدمير سورية، بقصد احتلالها، واحتلّت مساحات واسعة من أرضها، وتحاول تتريكها والعبث ببنيتها الديموغرافية والسكانية، وتقوم بإسكان المسلّحين وعوائلهم بديلاً عن سكانها الاصليين…
 
أعدّ أردوغان خناجره المسمومة وطعن سورية في ظهرها، وانقلب على العلاقات الأخوية والودّية، وعلى الانفتاح الكبير بين السوق السورية والسوق التركية يوم صارت سورية معبر تركيا الى العرب والمسلمين وعموم الشرق لتعويضها عن انتكاساتها مع الاتحاد الاوروبي…
 
حفر أردوغان كلّ الحفر لأخيه السوري، وأعدّ كلّ السموم، وما زال يحشد عشرات الآلاف من المسلّحين من جيشه العثمانيّ ويعاند في حلب وريف حماة وإدلب، ويعبث محاولاً تخريب «أستانة» والتملّص من تعهّداته أمام الراعيين الروسي والإيراني المقاتلين بالسلاح والرجال الى جانب سورية…
 
لكن زمنه قد نفذ، وأوهامه كلها سقطت في سورية، وسورية تستعجل انتصارها وإلحاق هزيمة مذلّة بأردوغان وجيشه، وأدواته من المسلّحين الإرهابيين المنتمين لجماعات الإخوان المسلمين وداعش والنصرة، والجيش السوري قد أتمّ استعداداته لبدء الهجوم الشامل وتحرير كلّ شبر من سورية…
 
أردوغان، ما زال يمارس ألاعيبه البهلوانية، مفترضاً نفسه سلطاناً عثمانيّاً، وربما لم يدرك بعد أنّه يسوق تركيا إلى أخطر أزمة في تاريخها وأنه يأخذها في طريق الانهيار والتفكّك والحروب الأهليّة، فما خطّطه وسعى إليه في سورية يرتدّ عليه ويضع تركيا أمام مقصلة الأزمنة…
 
انهيار الليرة التركية، والأزمة الاقتصادية الجارية لا علاقة لها بالإجراءات الأميركية المُدانة والمرفوضة، فالاقتصاد التركيّ الذي أتمّ أردوغان وعائلته «لبرلته»، ونهب مدّخرات تركيا وبيع قطاعها العام بأبخس الأسعار، لتلميع معجزته الاقتصادية «الفقاعة» بالاستدانة، وإطلاق اقتصاد الاستهلاك والاستيراد بعكس ما كانته تركيا من دولة زراعية سياحية صناعية ناهضة… قد بلغت تلك السياسات ذروتها وبدأت تضرب الأزمة بعنف وعمق في النظام وآلياته وعناصره ومرتكزاته…
 
تركيا «أردوغان السلطان» بعد الانتخابات المبكرة، في طريق الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي، وفي طريقها لتعميق أزماتها وانشقاقاتها العمودية، لا خيار لها إلا أن تطيح باكراً بأردوغان وحزبه، وتعود الى أصلها ومكانتها وقيمتها…
 
تركيا لمن يعرف بالاقتصاد والمال وللمتابعين هي اليوم على عتبة انهيار دراماتيكي شبيه بما جرى مع روسيا والأولغارشية عام 1998 وتقترب جداً من نموذج انهيار «النمور الآسيوية»، بل هي أشبه ما تكون بأزمة الأرجنتين وفيها كلّ أوجه الشبه مع ذلك النموذج…
 
قلناها من اليوم الأول هذه سورية، وهي نقطة توازن الاستراتيجيات العالمية، يُمنَع العبث بها، ومن زرع خناجره المسمومة في ظهرها، سترتدّ إليه الخناجر وفي صدره، وها هي سورية تفي بوعدها وتزيد…
 
أمين عام التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة