تركيا ومرحلة الدخول في النفق المظلم!

تركيا ومرحلة الدخول في النفق المظلم!

تحليل وآراء

السبت، ٥ سبتمبر ٢٠١٥

تطور أمني خطير حدث في العراق تمثل باختطاف 18 عاملا تركيا من استاد رياضي كانوا يعملون في بنائه شمال شرق بغداد وفقا لتصريحات رئيس شركة "نورول" التركية القابضة.
بدورها أكدت السلطات العراقية أن قيادة عمليات بغداد فتحت تحقيقا بالحادثة لمعرفة تفاصيل الموضوع ومتابعته، فيما أعلنت الحكومة التركية أنها على اتصال دائم مع السلطات العراقية للتحقيق باختطاف العمال الأتراك.
لم تُعرف الجهة التي قامت بالاختطاف لكن الأصابع بحسب مراقبين تشير إلى تنظيم داعش
أو حزب العمال الكردستاني، على اعتبار أن الأول يريد إنجازاً إعلامياً عبر عملية استخباراتية تثبت قدرات التنظيم إضافةً إلى إرسال رسالة إلى أردوغان ومن معه بعد إعلانهم عن أول غارة لطائرات تركية ضمن التحالف الدولي ضد التنظيم، فيما قد يهدف حزب العمال الكردستاني إلى إعادة اعتباره وتذكير السلطات التركية بأنه موجود وقادر على تنفيذ عمليات محكمة في مناطق جغرافية متباعدة، وتهديد المصالح التركية أينما وُجدت.
في كلا الاحتمالين، يمكن القول أن أردوغان وفريقه السياسي، نجحوا في أمر أكيد واحد، إلا وهو جمع عدوين متناقضين ضدهما، ما يعني أن الفترة المقبلة قد تشهد عمليات استخباراتية وأمنية محكمة تُنفذ ضد المصالح التركية، سواءً أكانت شركات تجارية عملاقة أو عاملين فيها أو بعثات دبلوماسية أو مناوشات على الحدود أو عمليات إرهابية داخل المدن التركية ذاتها، أي أن تركيا قد بدأت فعلياً في الدخول ضمن نفق مظلم وطويل، على الأقل حتى حل معضلة الحكومة الائتلافية والبرلمان وأي القوى السياسية ستكون لها الكلمة الأقوى في الساحة السياسية التركية.