الأمريكيون يشترطون عبثاً والروس متمسكون بالأسد.. بقلم: علي مخلوف

الأمريكيون يشترطون عبثاً والروس متمسكون بالأسد.. بقلم: علي مخلوف

تحليل وآراء

السبت، ١٠ أكتوبر ٢٠١٥

يعيش الأمريكي حالياً أسوأ أيامه، لم يعد الرهان على "الاعتدال" سوى مزحة سمجة، ولن يستطيع بعد اليوم إعادة عقارب الساعة والتاريخ لتكرار مخطط تفكيك القوة السوفييتية.
لكل زمان دولة ورجال، وعلى ما يبدو فإن نجم العم سام قد بدا يخبو، حقيقة تعلمها مراكز الدراسات والأبحاث الأمريكية وتعمل لمنع حدوثها بشكل كامل، مخططات كثيرة تُعد الآن من أجل حفظ ماء الوجه، إضافةً للحفاظ على أكبر قدر من المكاسب.
واشنطن الآن في حرب تكسير عظام مع موسكو، وساحة النزال في سورية، هي تريد أن تضع شرطاً واحداً على الروس من أجل تعاون استخباراتي وعسكري ضد داعش، ألا وهو التخلي عن شخص بعينه، ألا وهو السيد الرئيس بشار الأسد!
الروس أعادوها مراراً وتكراراً، إنهم ليسوا بصدد دعم طرف ضد آخر، وكل ما يريدونه هو عدة أشياء أولها دفن عناصر داعش قبل تمددهم ووصولهم إلى تخوم الأراضي الروسية، وثانياً حفظ التواجد الروسي على المياه الدافئة في المتوسط، بمعنى آخر ضمان أمان التواجد الروسي في منطقة الشرق الأوسط والتي تُعد سورية عقدتها وقلبها، الروس قالوا أيضاً إن الشعب السوري هو وحده من يحدد من تكون قيادته، عبارة لطالما رددها مسؤولو روسيا، لكن الأمريكيين يصرون على تجاهلها.
في هذا الصدد أعلن المندوب الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي دوغلاس ليوت أن الناتو لن يتبادل المعطيات الاستخباراتية مع روسيا ما لم تتخل موسكو عن دعمها للرئيس بشار الأسد، وتذرع المذكور بالقول إن القوات الروسية تعمل على دعم الأسد، بينما يرى أعضاء التحالف الدولي أن الأسد يجب عليه الرحيل. وطالما لا تتوافق أهدافنا بهذا الشكل لا أرى أي آفاق لتبادل المعلومات الاستخباراتية".
إذاً فإن الأمريكيين يحاولون حتى الرمق الأخير التمسك بشرطهم المتعلق بشخص السيد الرئيس، والروس سيكونون متمسكين بخيارهم القائل إن لا رهان ولا تعاون ولا تنسيق إلا مع الجيش العربي السوري، القوة الوحيدة القادرة على محاربة الإرهاب، والرئيس الأسد هو قائد هذا الجيش والسبب الرئيسي لتماسكه، فتأملوا.