الجسد الحنون أيقونة الدفء والبرد..؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

الجسد الحنون أيقونة الدفء والبرد..؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الخميس، ١١ فبراير ٢٠١٦

كلما قلتُ: انطوى زمن الكتابة، يجرفني العشق الأبدي للكلمات.. يجرحني الحبر، كما يجرح العطر الهواء، كي يسترد فتوة النسمات..
الدمعات شهية ممكنة، إذا أحسن الحزن توقيعها، كموسيقا نبع على مدخل غابة!!؟
النبع عاشق كبير يجمع تواقيع الغيمات، ويدعو السواقي والجداول لحفلة ميلاد المطر..
يشكل فصحى الحقول، ويطرب بالدلع المائي خضر الأعالي والسهول..
الأنثى على مقربة من الكتابة، كالنبع والغابة، وتحد القلب من جهة الجريان..
في لحظة الحرج العاطفي، النساء (يتسكعن)، كما يحلو لهن، في (حواكير) الفؤاد المعنى..
(وهات يا شروقي وخذي يا عتابا).. وإذا مررت بطفولة عشق، يربينها، و(يُدوخن) أعصاب الأحباب، كساقية تغازل ضفة خجولة..
هنَّ الكلمات.. لكن. أين شرحُهن؟!
لا قواميس توضح الأنوثة أو تشرح النساء، أو تطرز شال غيمة، مهما بالغنا بالقراءات و(تحويش) الغيمات!!؟
النساء مفردات شائكة جداً وسلسلة في وقت واحد وعديد.
كالعاصفة لا تفسير لها سوى الأغصان.. والنظرة الجميلة، لا تفسير لها سوى الغمزة الواقفة على طرف لهفة.
الشوارع المغرورة أو المتواضعة، لا تعرف معنى الخطوات لولا اللواتي يعبرنها، والهواء يحوم عطرهن.. يتنفس طويلاً قرب الدلالات الدلعة، كتنفس الحكمة على مرأى العقل.. العطر كرامة ممكنة ومستحيلة، والجسد الحنون أيقونة الورد والدفء والبرد والوعي والجنون.. الأزقة لا كيانَ لها من دون مرورهن المستطاب.. والياسمين من غيرهن ينعسُ قبل الأوان.. والحكي ينهب حاله الضجرون.
الشرفات تتمزق قمصان حبقها وألبسة أحلامها الداخلية.