لغز هتلر وأمثاله .. بقلم: د. اسكندر لوقــا

لغز هتلر وأمثاله .. بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ٢٤ أبريل ٢٠١٦

منذ حوالي عشرة أيام أعلنت الحكومة النمساوية عزمها مصادرة المنزل الذي ولد فيه الزعيم النازي المعروف أدولف هتلر. وبررت الحكومة ذلك بالسعي لضمان عدم تحول المنزل إلى مكان جذب للنازيين الجدد.
ذكرني هذا النبأ بما أشيع ذات يوم في ثمانينات القرن الماضي بأن وقائع الحرب العالمية الثانية تثبت أن أدولف هتلر وزوجته إيفا براون لم  يقدما على الانتحار في 30 نيسان عام 1945 وإنما تواريا عن الأنظار في مخبأ المستشارية في برلين.
وفي السياق المتصل قال رجل أعمال أرجنتيني ماكس غريغور إن إيفا براون لا تزال على قيد الحياة بينما انتحر هتلر فعلاً في شهر آب من عام  1967.
إن رجلاً مثل هتلر حين يصير أسطورة، كما حاولت  وسائل إعلام معينة أن تفعل منه أسطورة، دليل على أمر واحد هو أن العالم لا يزال فيه بعض المهيئين للوقوع في براثن المحتالين القادرين على إشاعة الأساطير والخرافات واستثمارها لمصلحتهم وعلى حساب الأغبياء.
يقول رجل الأعمال الأرجنتيني المذكور، في عام 1967 إن لديه الدليل على مكان وبقاء إيفا براون على قيد الحياة ومستعد لبيعه بنصف مليون دولار أمريكي، في حين أنه لو ثبت ذلك لقدر المبلغ بعشرات الملايين الدولارات لا بنصف مليون دولار فقط. ولم تعقب الحكومة الأرجنتينية على الادعاء بوجود الدليل لدى أحد مواطنيها، بينما سارعت مندوبة الروابط الإسرائيلية إلى التأكيد بأن اكتشافاً كهذا يستدعي الاهتمام.
وفي أيامنا هذه، ترى ماذا لو ادعى أحدنا بأن جمال باشا السفاح – على سبيل المثال – ما زال حياً يختبئ في إحدى القرى النائية وتحت اسم مستعار؟ وأن الرئيس الأمريكي "هاري ترومان" لم يمت ولكنه توارى عن الأنظار خوفاً من انتقام فدائي ياباني يطارده منذ زمن الحرب العالمية الثانية ليأخذ بثأر أسلافه الذين يعاني العديد منهم إلى اليوم من تبعات القنبلة الهيدروجينية التي أمر بإلقائها على مدينتي هيروشيما وناكازاكي؟
إن هتلر حتى إن مات، لكنه يبقى حياً في أذهان الذين لم يتخلصوا بعد من عقدة النازية، سواء كانت نازية ألمانية أم أمريكية أم بريطانية أم غير ذلك، وفي ضوء هذا التصور يتصرفون.
 iskandarlouka@yahoo.com