إسرائيل ومشروعها القديم الجديد للدول المجاورة لفلسطين

إسرائيل ومشروعها القديم الجديد للدول المجاورة لفلسطين

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٣١ مايو ٢٠١٦

تحسين الحلبي
تطورات مثيرة بدأت تتتابع وتتزامن في إسرائيل والأردن خصوصاً لجهة التغيير الوزاري في إسرائيل والقرارات التي اتخذها الملك الأردني في حل البرلمان والحكومة وتكليف (الملقي) بتشكيل حكومة جديدة.
ففي تل أبيب قرر نتنياهو تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع لأنه بحاجة لأصواته الستة في الكنيست وتوفير هامش يحقق لها أغلبية مريحة لسياسته المقبلة ولو قبل موشيه يعالون الذي سلم وزارة الدفاع لليبرمان بموجب صفقة نتنياهو وتسلم وزارة الخارجية وهي التي لا يرغب نتنياهو منحها لليبرمان لما ظهرت أزمة بين نتنياهو ويعلون واستقالته من الكنيست.
ويؤكد سجل المواقف السياسية لكل من ليبرمان ونتنياهو أن الاثنين من صقور الليكود ويسرائيل بيتنا ولا فرق بين الاثنين سوى بالخبرة العسكرية التي تتوافر ليعالون ويخطئ المحللون الذين يعتبرون أن وجود ليبرمان في وزارة الدفاع يخدم مصلحة اليمين المتطرف في إسرائيل وكأن يعالون لا ينتمي لهذا اليمين أو أنه من (الوسط).
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ما الذي دفع نتنياهو لهذا التغيير؟ يبدو أن أهم الأسباب تعود لرغبة نتنياهو بتوفير زيادة في الأغلبية البرلمانية التي يقودها الليكود طالما أن ثلاثة أحزاب من الوسط لديها (40) مقعداً وستشكل معارضة لا يتفق مع سياستها ليبرمان الذي بقي بمقاعده الستة خارج الحكومة الائتلافية وانضمام ليبرمان سيحرمها من المراهنة عليه وسد أبواب احتمالات تشكيل المعارضة لتحالفات تغري بعض أحزاب الائتلاف بعرقلة قرارات الحكومة أو حجب الثقة عنها خصوصاً إذا تمكنت مناورات المعارضة بالحصول على موافقة كتلة الأحزاب العربية ومقاعدها الثلاثة عشر بالتصويت لحل حكومة نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة لا يرغب بها نتنياهو في هذا الوقت. ومع ذلك ستظل سياسة نتنياهو وخططها المعدة لسورية والمنطقة قائمة دون تغيير في أهدافها… لكن التغييرات التي طرأت على الوضع الحكومي والبرلماني الأردني هي التي بدأت تستقطب اهتماماً متزايداً من كثيرين من المحللين السياسيين المختصين بالشؤون الأردنية والفلسطينية. فالدكتور لبيب قمحاوي لاحظ في تحليل نشره في موقعه الإلكتروني وفي موقع (كنعان) تحت عنوان: «فلسطين في حضن الأردن: التسوية التي يجب ألا يريدها أحد» أن إسرائيل تحيك مؤامرة تحمل كارثة على الفلسطينيين والأردنيين أهمها «إغلاق ملف القضية الفلسطينية وفتح الباب أمام احتمالات لفرض تسوية ما في فلسطين ترتبط بالأردن» ويضيف: «إن ما هو مطروح الآن من الإسرائيليين ينحصر في إعطاء الأردن السكان والسيادة الأمنية على الفلسطينيين».
ويرى الدكتور (قمحاوي) أنا الغزل السعودي- الإسرائيلي وقصة جزيرتي تيران والصنافير يضع الطرفين أمام تماس يجري توظيفه لإلغاء الملف الفلسطيني بتمهيد للخيار الأردني.. وإذا تناولنا ما يتحدث عنه الإسرائيليون من الجهة الأخرى نجد أن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي نشر بقلم مديره الجنرال المتقاعد عاموس يادلين (رئيس المخابرات العسكرية) حتى عام 2011 خطة يدعو فيها نتنياهو إلى تشكيل تنسيق إسرائيلي – أردني – سعودي – تركي لفرض الخارطة السياسية الجديدة للشرق الأوسط وتوسيع المصالح الإسرائيلية بمشاركة فعالة في منطقة حدود الجولان المحتل وحدود الأردن مع سورية.
والمعروف أن عدداً من المسؤولين الإسرائيليين كان قد أشار إلى خطط لإعادة رسم حدود الأردن وسورية في الجوار مع فلسطين بموجب شعار «لا حدود عربية مقدسة مع الدول المجاورة لإسرائيل أمام حدود أمن إسرائيل المقدسة» وإذا كانت مثل هذه المشاريع ما تزال نصوصاً على الورق فإن أي ضعف أو صمت عربي تجاهها أو تواطؤ معها سيؤدي إلى تشجيع إسرائيل على تنفيذها ولا نقول نجاحها لأن القوى المتصدية لمثل هذه المشاريع ما تزال تملك مصادر القوة القابلة لإحباطها بفضل التصميم والإيمان بالانتصار عليها.