بين البيادق.. والبيض الفاسد..بقلم: د. فايز الصايغ

بين البيادق.. والبيض الفاسد..بقلم: د. فايز الصايغ

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ يونيو ٢٠١٦

لا أعتقد أننا في سورية مررنا بما يشبه ما يجري الآن على أراضينا.. ولا أعتقد أيضاً أن دولة في العالم من الدول الكبرى إلى الدويلات تستطيع مواجهة إرهاب وقذارات العالم كله، وسكان سجونه ومجرميه ومال النفط العربي كله ست سنوات متصلة ليلاً ونهاراً.
ضوابط وقوانين ومؤسسات المجتمع الدولي ساهمت في المزيد.. بدلاً من المساهمة في التجميد والمعالجة المسؤولة بما في ذلك مؤسسة الأمم المتحدة وأمينها العام شخصياً فضلاً عن الدور الأميركي ومنظومة الدول التابعة الذي أجج المؤجج واستباح التقاليد الدولية المتفق عليها بوثائق ونصوص والتزامات أدبية أو أخلاقية، وقبلها وبعدها التزامات رسمية لحكومات يفترض أن تحترم المواثيق وتنفذ النصوص.
نفهم أن البيادق الأميركية - الصهيونية تتحرك وفقاً للمصالح بمن فيهم البيادق العربية المرتهنة للقرار الصهيوني، ونفهم أنهم إنما يثأرون للهزائم التي مني بها هؤلاء في المنطقة جراء تماسك وصمود وفاعلية محور المقاومة، وسورية حجر الزاوية فيه، ونفهم أن الصراع العربي الصهيوني بمفهومه الشعبي الواسع لا بمفهومه الرسمي الضيق مستمر وسيستمر، ونعرف طبيعة المعركة الأهم في تاريخ هذا الصراع وهي المعركة الحاسمة الفاصلة التي تدور على مختلف الجبهات المفتوحة والانتصارات التي تحققت وفي مقدمتها ومن أبرزها صمود الدولة الوطنية السورية ومؤسساتها وقدرتها على قيادة هذه المعركة من الانتصار إلى السياسة مروراً بالأداء العسكري الناجح.
هم يعرفون هذه الحقائق، ولحفظ ماء الوجه يحاولون تمديد وتسفيه الحلول السياسية مع أن لا سياسة مع مجرم، ولا حوار مع قاتل، ولا أنصاف حلول مع الإرهاب، ومن يتابع الموقف الأميركي الذي يرصده الروسي بدقة يدرك تماماً أن الولايات المتحدة تخلت عن دورها المتعلق باستتباب الأمن والاستقرار في العالم، لتتحول من خلال ما يجري في سورية إلى دولة ترعى الإرهاب، تؤسسه وتغذيه وتسخره لمصلحة إسرائيل حصراً إذ لا مصلحة لأي أميركي في هذا التسخير.. ولا لأي دافع ضريبة لا في أميركا ولا في أوروبا، بمعنى أن للبيادق دوراً في خدمة الفوضى الهدامة، والشرق الأوسط الجديد، وبوادر الجديد ما جرى ويجري في ليبيا والعراق وسورية وبعض مصر وحيث مر الربيع المسموم.
من هنا مرّت أميركا، من هنا تدخل الناتو، وفي النتيجة الدمار تلو الدمار حيث ديمقراطية برنان ليفي الصهيوني المعروف الذي استقبله بعض العرب بالأحضان فيما رشقوه في بروكسل كما أظن أو في عاصمة أوروبية أخرى بالبيض الفاسد حيث خرج من القاعة التي لوّثها بآرائه ملوثاً بالبيض الفاسد.