الأروقة الأمريكية تدرس القوة الروسية

الأروقة الأمريكية تدرس القوة الروسية

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ يونيو ٢٠١٦

إن أردت أن تعرف ما يدور في أروقة القرار الغربي واستكشاف أمزجة قادة الرأي هناك، فما عليك إلا بمتابعة كتابات أشهر صحفييهم ومحلليهم ومراقبة دراسات مراكز أبحاثهم، فهي لا تأتي إلا بما هو مهم ويشغل حيزاً كبيراً من تفكير القيادات الغربية.
ضمن هذا السياق رأى دينيس روس في مجلة بوليتيكو الأمريكية أنّ الولايات المتحدة تتمتع بقدرة عسكرية كبيرة في الشرق الأوسط اليوم أكثر من روسيا، ولكنْ مع ذلك، يتوافد زعماء الشرق الأوسط إلى موسكو لمقابلة بوتين في هذه الأيام، ولا يذهبون إلى واشنطن. لافتاً إلى أنّه يُنظر إلى الروس الآن باعتبارهم على استعداد لاستخدام القوّة للتأثير على توازن القوى في المنطقة، في حين أنّ أمريكا غير مستعدة للقيام بذلك، معتبراً أنّ قرار بوتين بالتدخل العسكري في سورية أدى إلى ضمان بقاء الحكومة السورية في السلطة وغيّر الأوضاع بشكل كبير، ووضع الروس في موقف أقوى من دون فرض أي تكاليف مهمة عليهم، وحتى أوباما نفسه يدعو بوتين الآن ويطلب مساعدته في سورية، وهو بذلك يعترف فعلياً بأنّ روسيا هي صاحبة النفوذ هناك، كما أنّ قادة الشرق الأوسط اعترفوا بذلك أيضاً، ويدركون أنّهم بحاجة إلى التحدث مع الروس إذا كانت لديهم رغبة في حماية مصالحهم.
مراكز الدراسات والأبحاث إضافةً للباحثين والمحللين ومشاهير الكتاب عاكفون الآن على دراسة القوة الروسية الصاعدة، ما القدرات الروسية الجديدة عسكرياً واقتصادياً، ما إمكانية فتح جبهات تضغط على موسكو وتشكل خطراً بالنسبة لها لإلهائها وإضعافها ( أفغانستان، تركيا، المسلمون الروس وإمكانية تحويلهم إلى بيئة قد تنتج حركات راديكالية مسلحة تقاتل الدولة الروسية وتطالب بالانفصال) كيفية إضعاف حلفاء روسيا أو اختطافهم، وهنا تدرك أمريكا أنها لا تستطيع اختطاف إيران، وحتى الآن لم تستطع تنفيذ مخططها في سورية.
ماقاله دينيس روس يكشف جزءاً من حقيقة ما يدور في الأروقة الأمريكية، إنه خوف العم سام من تمدد القوة الروسية في العالم لكونها القطب الثاني والمنافس الوحيد للقوة الأمريكية في المنطقة.