سورية عصية على الكسر...والبشرى من حلب

سورية عصية على الكسر...والبشرى من حلب

تحليل وآراء

الخميس، ٢١ يوليو ٢٠١٦

خيام الزعبي

السوريون كتلة واحدة، ولهذا السبب لن تسقط سورية في يد التكفيريين أبداً، لأنها عصيّة على التكسير أو التمزق، قد نختلف ولكن لا ننقسم، لأن هناك مساحة مشتركة بين السوريين، وهي حب سورية والدفاع عنها.. هكذا قال لنا الرئيس الأسد، بأن "في سورية رجال عصية على الإنكسار ومستعد لمواجهة أي إعتداء على الأرض السورية" و "أن الجيش السوري يتقدم على كل جبهة تقريباً"، في هذا الإطار أدرك العدوان ومرتزقته أن أهدافهم وأحلامهم تبخرت وتحطمت على صخرة صمود الشعب السوري، وأنه بعد أكثر من خمس سنوات من تجنيد أمريكا وحلفاؤها من العرب آلتهم العسكرية وأموالهم ضد سورية، باتوا يفهموا بأن سورية عصية على الإنكسار .

بكل تأكيد هى حرب شرسة تستهدف سورية، فالقضية لم تتعلق بنظرية المؤامرة، لأنها لم تعد نظرية، بل حقيقة وأمراً واقعاً علينا أن نتعامل معه بكل جدية وإحتراف، فهي حرب عدوانية بدأت منذ عام 2011، حينما قرر السوريين الوقوف في وجة التدخلات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، التي أرادت فرض سيطرتها بالقوة، ومن وقتها ونحن نواجه ضربات متتالية من الجميع، الأعداء والأصدقاء معاً، الكل غير راض عن سورية وإنفرادها بقرارها وعدم خضوعها لإملاءات خارجية، كأن السيناريو يعاد صياغته من جديد تجاه سورية، ولا زال أزلام تدمير العراق هم ذاتهم الذي يتزعمون المسرح السوري، ومن تفاهة الأمر إن السيناريو يعاد صياغته فمن تزعم من العرب تقسيم وزعزعة إستقرار العراق هم ذاتهم الذي يسعون لتدمير سورية وتفتيتها.

إن قراءة ما يجري في المنطقة لا يدع مجالاً للشك بأن العمليات الإرهابية التي تنفذ ضد الجيش السوري يراد لها أن تحطمه أو تضعفه وتلهيه في معارك جانبية، ما إن بدأت العسكرة في الأزمة السورية حتى بدأت ملامح الإستراتيجيات العربية والإقليمية والدولية تتضح، فرسمت إسرائيل ومن لف لفها رؤيتها على نحو يجعل من سورية محطة للتخلص من بلد مزعج، وإستنزاف لقوى أخرى مزعجة تهدد مصالحها، فضلاً عن إسقاط النظام السوري ضمن مخطط يضمن لأمريكا تأمين أمن اسرائيل، لكن جميع هذه الخطط فشلت ولم يبق أمام أمريكا إلاّ القبول ببقاء هذا النظام، بسبب عجزها وعدم قدرتها علی إسقاطه بأي شكل من الاشكال، كما إضطرت الی تغير سياساتها وتعلن أن الحوار السياسي هو الأفضل لتحقيق الأمن والإستقرار في سورية، والذي يعتبر إنتصاراً إستراتيجياً حقيقياً لسورية ولحلفائها في المنطقة.

في سياق متصل يدرك العدوان ومرتزقته اليوم، أن سورية كانت وستظل عصية على الغزو والإنكسار، وأنها لم تسمى بمقبرة الغزاة عبثاً، وقد عرفوا ذلك جيداً وهم يواجهون أبطال الجيش السوري في كافة الجبهات، ووجدوا أنفسهم محاصرين في جحيم سورية مما شكل ضغطاً كبيراً على داعش وأدواتها الذين اضطروا إلى إخلاء بعض مواقعهم في تحت وقع الكثافة النارية التي لم تعهدها حلب من قبل والتي وصفها سكان المدينة على أنها حرب عالمية ثالثة .

في نفس السياق أحرز الجيش السوري خلال أيام سابقة تقدماً ملموساً إخترق فيه جميع جبهات مدينة حلب والريف، ما خلق حالاً من الهلع والفوضى في صفوف داعش والمجموعات المسلحة الأخرى، إذ تمكن الجيش السوري من تطهير مختلف مناطق حلب، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على العملية العسكرية للجيش، كما يواصل الجيش تقدمهُ في محيط المدينة وباتجاه عدد من أحيائها الشرقية، وذلك بالرغمِ من محاولات مسلحي جبهة النصرة وحلفائهم إفشال هذا التقدم، وأحكم الجيش السوري سيطرته على طريق "الكاستيلو" المنفذ الوحيد للأحياء التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة كما أحكم الحصار على الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها هذه المجموعات في مدينة حلب بعدما قطع آخر منفذ إليها بشكل كامل، وعلى صعيد أخر يتقدم الجيش السوري في اللاذقية وحماة وريف دمشق، والرقة التي تعتبر معقل تنظيم داعش الأساسي الذي يتعرض لضربات شديدة في مناطق تمثل لوجوده أهمية إستراتيجية كبرى وتمثل هذه العمليات ضغطاً كبيراً على داعش وبذلك يبدو أن محاولات المسلحين والمتطرفين تبوء بالفشل، فيما يتقدم الجيش السوري وحلفاؤه في الميدان الحلبي، وهو ما سيُشكل آثاراً جيوعسكرية على الميدان السوري بأكمله.

مجملاً....واهمون الذين يعتقون أنهم قادرون على كسر شوكة سورية، لأن سورية شوكة لا تنكسر وعندما يقاوم أبناء سوورية فإنما يقاومون لينتصرو، فالقتل والترويع لن يغير حلم السوريين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خال من التطرف، فالشعب السوري قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدته الداخلية وبإرادته وجيشه العربي التي لن تستطيع اي قوة أو إرهاب أن تكسرها، فسورية صامدة ومنتصرة بإذن الله، بفضل سواعد وعزيمة رجالها الأبطال وتوحدهم وإيمانهم الراسخ بالنصر المؤزر على أعداء الإنسان، فليس أمامنا نحن شعب سورية إلا التمسك بميثاقنا الوطني وإتباع طريق المقاومة والكفاح المسلح لتحرير كل شبر من الأرض السورية وإعادة البسمة إلى أطفالنا، أطفال سورية.

وأخيراً أختم بالقول، مهما تحاول داعش وأدواتها بكافة قوتها والمدعومة من الأعداء الا انه لن تموت سورية وستبقى مرفوعة الرأٍس بشعبها وشهدائها وليعلم الجميع إننا كلنا فداء سورية، لذلك نقول لهم إبحثوا وفتشوا عن مكان أخر، لتخرجوا بها زبانيتكم... فسورية لا يمكنها أن تُحكم بأدوات الماضي والرجعية المتخلفة، وهي السباقة دوماً نحو، المستقبل .. ومناراته المتنوعة من حرية وكرامة وتقدم وتطور