من يمتلك السيادة؟.. بقلم: ندى الجندي

من يمتلك السيادة؟.. بقلم: ندى الجندي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٦ يوليو ٢٠١٦

صدق أو لا تصدق إنه يُحدق بقوة في ضوء الشمس من دون أن يخشى أن تحترق عيناه!
أهو اليقين الثابت الذي يجعله يُبصر الحقيقة عن بُعد، أم هي نظرة ثاقبة تمكنه من تحديد هدفه بدقة مهما كانت أشعة الشمس حارقة، إلا أنها لا تحرفه عن مساره!
أهي الجرأة أم الشجاعة أم كلتا هاتين القوتين، إنه يحرك كامل قواه للوصول إلى هدفه!
أم هو التحدي الأكبر الذي يُجسد لعبة الحياة والموت.. وهل من وجود في هذه الحياة من دون أن نركب موجة التحدي!
جرأة وشجاعة تحركهما نظرة ثاقبة لمواجهة أكبر التحديات، ألا تمثل في عمقها قوى عظمى تُجسد صورة السيادة؟؟
وهل يمتلك السيادة من يفتقد قوة البصر والبصيرة التي تجعله يدرك خفايا الأمور ويستقرئ المستقبل.
الحياة مواجهة كبرى.. لعبة تحدٍ قاسٍ، إما نمتلك ناصيتها ونستطيع إدارة دفتها ومواجهة أي إعصار مهما كان جامحاً وإما باستسلام غبي نفقد وجودنا ونعيش عبثية قاتلة إذا كان الهدف غير محدد فكيف له أن يدرك هدفه إذا كانت المعرفة تنقصه، لا يعي ما هدفه الحقيقي وعمَّ يبحث؟
إنه يحلق بقوة وعنفوان.. الهدف بالنسبة إليه واضح ومحدد، يرتفع في السماء عالياً.. قد يغيب عن الأنظار ونتوهم أنه اختفى ولكنه يعود بقوة خارقة وجرأة لا حدود لها لينقضَّ على الثعابين، ثعابين الأرض!
إنه العقاب طائر ليس كأي طائر، رمز السيادة، رمز القوة والهيبة.. إنه يمثل أفكار الجمال عند القدماء، هو رمز من رموز الجرأة وفنون الدفاع عن النفس، أما في الأساطير الآسيوية فيعتبر العقاب بديلاً للشمس.
ارتبط اسم العقاب بالنصر العسكري، اتخذه نابليون رمزاً للإمبراطورية الفرنسية لأنه رمز النظرة الثاقبة التي لا تخيب أبداً.
العقاب لديه القدرة على التحديق بقوة في ضوء الشمس وسط النهار!
الشمس هي النور.. هي الحقيقة وهذا لا يعني أنه لا يتعذب، وهل يصل أي كائن إلى هدفه من دون مشقة أنه يرتفع عالياً.. لذلك شبه بالمسيح، إنه يصعد إلى السماء كما ارتفع المسيح أثناء الصعود إنها رؤية الحق.. صورة من صور العلاقة مع الكلي.
من صفات العقاب أيضاً أنه لا يأكل جيفة أبداً، إنه يأكل من صيده وغالباً ما يترك نصف فريسته للطيور الأخرى، فهو مثال الكرم لذلك استحق رمز السيادة.
صور نبيلة يُجسدها هذا الطائر الجارح، تعالوا نتفكر لماذا هو رمز السيادة؟
إنه أولاً يعرف هدفه ويحلق بقوة باتجاهه، وهل يستطيع الإنسان أن يحيا من دون هدف يعطي معنى لحياته.
فأي معنى نعطيه لحياتنا؟ فالهدف يجب أن يكون محدداً ومدروساً بعناية.
ثانياً التفكر في قوة هذا الطائر وجرأته للوصول إلى هدفه ما هي إلا دعوة لالتماس كامل القوة والشجاعة باتجاه الهدف المرسوم، فالكل يمتلك مهارات.
والمهم هو إعطاء كامل ما عند الإنسان من أجل تحقيق هدفه.
العقاب يرتفع عالياً في السماء، وتحديات الحياة تتطلب منا الترفع عن تفاهة الحياة اليومية، إنه يحوم فوق، يدعوك لتجاوز حدود ذاتك ورفعها فوق مجال حقل الرؤية الخاص بك.
حلق بعيداً وارتفع.. تأمل.. سوف نكتشف جوانب نفسية خاصة بك، تسعى لتنميتها.. إنها دعوة للخروج من الرؤية المحدودة من منظار واحد.. من إرث بائس، من تقليد أعمى، إنها دعوة لرؤية مكنون الجمال الحقيقي، إنها دعوة لمعرفة الذات معرفة حقيقية، وبالتالي يمتلك الإنسان السيادة على الذات، ومن يمتلك السيادة على الذات فهو سيد على الأرض.
إنها دعوة للغوص إلى الأعماق التي من خلالها تتجلى رؤية الحقيقة ومن يمتلك قوة هذه الرؤية لا يخطئ الهدف أبداً.
العقاب رمز الإرادة الحرة، إنه رمز الجمهورية العربية السورية، رمز السيادة والقوة ومن يمتلك السيادة يستطيع الصمود.
سورية مهما تكالبت عليها الأمم إلا أنها تمتلك من قوة البصيرة، ما يمكنها دائماً من رفع راية النصر رغم الآلام، لأن لعبة التحدي هي الأقدر على مواجهتها.