اليهودية الصهيونية والربيع المزعوم!!.. بقلم: د. بسام الخالد

اليهودية الصهيونية والربيع المزعوم!!.. بقلم: د. بسام الخالد

تحليل وآراء

الاثنين، ١ أغسطس ٢٠١٦

Bassamk3@gmail.com
لم يتوقف "اليهود" منذ أن فكروا باحتلال أرض فلسطين عن حبك المكائد ضد العرب وضد الشعوب التي تقف في وجه تحقيق مطامعهم وأحلامهم، وإننا عندما نتحدث عن المكائد"اليهودية" ضد العرب، فإننا نؤكد على "اليهودية الصهيونية"..هذاالمصطلحالعنصريالذيأفرغه الصهاينة من مفهومه الروحي، بحيث غدت اليهوديةتلك الرسالة السماوية مجيّرة لمصلحةالمشروع الصهيوني الكبير الذي يتلخص في السيطرة على العالم ونشر الوباء "التوراتي المزيف" المتعطش لدماء الشعوب واكتساح حضاراتها وإلغاء دورها ووجودها من خلال تزوير التاريخ وإشاعة إيديولوجية الضعف والكذب، هذه الإيديولوجية التي تجعل من الله سمساراً للعقارات يطوّب لبني إسرائيل"أرض الميعاد" ويختارهم وحدهم،من دون أبناء هذا العالم الشاسع، ليكونوا أنصاره وأعوانه!
هذه"اليهودية" التي نتحدث عنها، هي اليهودية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعنصرية الصهيونية والتي أسست (دولة إسرائيل) المخالفة لتعاليم اليهودية الحقيقية التي تقول: "إن الرب عاقب اليهود على ماأفسدوا في الأرض فجعلهم شتاتاً، وإن إقامة دولة لهم مخالفة لإرادة الرب"، ولعل حركة ناطوري كارتا"حراس المدينة" هي الفئة اليهودية الوحيدة في العالم التي ماتزال تؤمن بهذه التعاليم من بين اليهود، وأتباع هذه الفئة مضطهدون في الولايات المتحدة وفي العديد من الدول التي يوجدون فيها.
هذه اليهودية هي التي نعنيها بوصفها مشروعاً للهيمنة على العالم وليس بوصفها رسالة سماوية وإننا، بالطبع، لا نستطيع أن نفصل بين "اليهودية الصهيونية" وأي يهودية مكائديةتبيح احتلال وطن الغير وتمارس القتل والتشريد والتهجير في سبيل خدمة"دولة إسرائيل"

وهذا منصوص عليه في (بروتوكولات حكماء صهيون) وفي اعترافات وممارسات اليهود أنفسهم من خلال أحلامهم في امتلاك العالم ومن خلال المكائد التي يحيكونها ضد العرب بالدرجة الأولى وضد الشعوب الأخرى التي تقف في طريق تحقيق مشروعهم.
لقد عاش اليهود الصهاينة على خلق المكائد عبر تاريخهم، وبخاصة ضد العرب، ورفضوا التعايش في أي مجتمع وجدوا فيه، بدءاً من المجتمع الأمريكي الذي احتضنهم وليس انتهاءبالدول التي أقامت معهم معاهدات سلام كمصر والأردن، فعندما يوزع الحاخامات الكبار رسائلهم على يهود العالم يبدؤون بالمقطع التالي: (العرب هم أول من يجب إبادتهم بشكل مبرمج، وأقوياء العالم من أزلامنا سيساعدوننا في تنظيف الأراضي المتاخمة لإسرائيل)!!
هذا الكلام يؤكد موقف حكومات إسرائيل المتعاقبة من عملية السلام ووأدها في المهد، لأن الهدف ببساطة هو إبادة العرب بشكل مبرمج،وهل من تبرير لهذا التحدي سوى اعتماد الصهاينة على أزلامهم من أقوياء العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، لتنفيذ هذه المخططاتوالمشاريع؟!
ما يجري اليوم في منطقتنا من حروب و" ثورات" وصراعات، طائفية ومذهبية وعرقية، ليس وليد المصادفة، فقد خططت له ماكينة المكائد الصهيونية بدقة وعناية وتروٍّ وسلّمته للـ (أزلام) في الولايات المتحدة وحلفائها ليعهّدوه بدورهم إلى الأدوات المنفذة تحت شعارات رنانة عنوانها (الفوضى الخلاقة) التي نحصد نتائجها اليوم، ومن ثمَّ بقاء العرب في حالة صراع وحروب وتفرقة وفوضى تمهيداً لتحقيق حلم الصهاينة في امتلاك العالم من بوابة "الشرق الأوسط"، وإذا لم يدرك العرب هذه الحقيقة حتى الآن، فلن تقوم لهم قائمة بعد هذا الربيع المزعوم!!