تفكك محور العدوان على سورية .. بقلم: غسان يوسف

تفكك محور العدوان على سورية .. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢ أغسطس ٢٠١٦

استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكل من زعيمي حزبي المعارضة كمال كيليشدار أوغلو (حزب الشعب الجمهوري)، ودولت بهجلي (زعيم الحزب القومي)، لشكرهما على معارضة حزبيهما للانقلاب العسكري، وتضامنهما مع (الشرعية الديمقراطية)، يؤكد حاجة أردوغان لهذه الأحزاب في هذه المرحلة التي يواجه فيها أخطاراً داخلية وخارجية. استثناء أردوغان لصلاح الدين ديمرطاش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يتهمه بدعم حزب العمال الكردستاني يؤكد أن أردوغان لم يستفد من دروس الماضي وأنه سيتابع عمليات الإقصاء والتمييز بين المواطنين على الرغم من أن حزب الشعوب عارض الانقلاب كغيره من أحزاب المعارضة، كما يؤكد أن أردوغان ماض في حربه العبثية ضد حزب العمال الكردستاني خصوصاً أنه اتهم الحزب بالتعاون مع فتح الله غولن ما يعني أن أردوغان وضع نصب عينيه عدوين داخليين لا عودة عن محاربتهما واستئصالهما كما يقول أردوغان نفسه.
في الخارج اتهم أردوغان الولايات المتحدة بدعم فتح الله غولن وأعلن سيعتبر الولايات المتحدة دولة معادية في حال لم تسلمه غولن.
أوروبياً أعلن أردوغان تعليق العمل باتفاقية حقوق الإنسان الأوروبية كما أنه سيعيد العمل بعقوبة الإعدام في حال وافق البرلمان على ذلك..
مشكلة أردوغان أنه يستخدم الديمقراطية لحماية الديكتاتورية، فالسلطات التركية تواصل حملات الاعتقال في صفوف المدنيين والعسكريين وفي أجهزة الدولة كافة، إضافة إلى إغلاق وسائل الإعلام والصحف واعتقال الصحفيين.
الشيء المريح في كل ما يجري في تركيا أن أردوغان شعر للمرة الأولى أنه ليس الرجل المحبوب أو المسيطر أو الوحيد في تركيا، بل هناك قوى أخرى تتحفز للإطاحة به وقتله وحتى تصفيته كما حدث في محاولة
الانقلاب؟
وهنا يحق لنا أن نسأل كيف يحق لأردوغان أن يتدخل بشؤون الدول الأخرى كسورية ومصر والعراق ويمنع على القوى السياسية التركية الإدلاء برأيها في قضايا تمسها وتمس الشعب التركي كالتدخل في شؤون دول أخرى؟!
أردوغان يهاجم الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية على الرغم من أنه مع هؤلاء قام بطبخ الكثير من المؤامرات على سورية كإدخال السلاح وتدريب الإرهابيين وشراء النفط من داعش.. الخ
ما يجري في تركيا يؤكد أن محور العدوان على سورية قد بدأ بالتفكك والدليل ما قام به الجيش السوري في حلب من حصار للمناطق التي يسيطر عليها المسلحون ودخول حي بني يزد.
وما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن القيادة التركية تدرك الآن ضرورة التعاون حول سورية بشفافية أكبر، مشيراً إلى أن موسكو تتوقع تقديم تركيا توضيحات بشأن دعم الإرهابيين في سورية، معرباً عن أمله في أن ترد أنقرة على الأسئلة المطروحة، وتتخذ الإجراءات اللازمة كي لا تُستخدم أراضيها مكاناً لدعم الإرهابيين والحرب في جارتها الجنوبية.
أما طرف العدوان الآخر أي السعودية التي تريد أن تشتري بمال النفط مواقف الدول، فقد جاءها الرد من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عندما قال في مقابلة مع البوابة الإلكترونية التابعة للجمعية
الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية: "إن استمرار الدعوات المنافقة إلى تغيير النظام في سورية، على الرغم مما حصل في العراق إثر إسقاط صدام حسين وفي ليبيا إثر قتل القذافي بطريقة وحشية، فإن أولئك الذين
يتمسكون بهذه المواقف ليسوا إلا أوغاداً، أو ربما أنذالاً يتمتعون بذلك، أو ربما يضعون صوب عيونهم تدمير الدول والمناطق لتحقيق أهداف نفعية" وهذا أكبر دليل على أن السعودية ستصبح معزولة في الحرب على سورية، لأن الأوروبي لا يعرف كيف يلملم جراحه، أما الأمريكي فاتفاقه مع الروس يدل على أنه يبحث عن مخرج!.