من ربط البحار الخمسة إلى ربط الدول الخمس!! .. بقلم: غسان يوسف

من ربط البحار الخمسة إلى ربط الدول الخمس!! .. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

السبت، ٢٠ أغسطس ٢٠١٦

هل تكون حلب هي من وحدت الأطراف المتحاربة في المنطقة؟ سؤال يُطرح اليوم مع بدء التعاون الذي رأيناه بين جميع الأطراف.. إيران الحليف الطبيعي لروسيا وسورية فتحت قواعدها للقاذفات الروسية القاذفات الروسية "تو – 22 إم3" و "سو - 34" والعراق سمح بمرورها عبر أراضيه لضرب الإرهابيين في سورية، أما بالنسبة لتركيا فيقول برلماني روسي: إن تركيا قد تمنح قاعدة إنجرليك الجوية لاستخدامها من الطيران الحربي الروسي في عملياتها ضد الإرهابيين في سورية!
فما العوامل الأساسية التي ساهمت في هذا التغيير الجوهري في مواقف الدول المعنية بالأزمة السورية وخصوصا تركيا؟! السبب الرئيس كما يرى المتابعون هو محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرض لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الخامس عشر من الشهر الماضي واكتشافه أن أصدقاءه المفترضين أي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية  الإمارات والسعودية بالتحديد كانوا هم من تآمروا عليه لا بل يريدون قتله وتصفيته.
ربما لم يكن أردوغان يتوقع أن يأتيه الطعن ممن كان بالنسبة الخادم المطيع الذي مكنهم جميعاً من إرسال أسلحتهم وإرهابييهم إلى سورية لتحقيق مطامعهم في السيطرة عليها ونقلها من محور طهران- موسكو إلى محور -واشنطن إسرائيل السعودية- أن يكونوا هم من سيغدر به ويتمنون موته!!
ولذا لم يجد أردوغان سوى موسكو حليفاً قوياً يستطيع أن يؤدب الأصدقاء الأعداء في الغرب فكانت الزيارة إلى (الصديق فلاديمير بوتين).
وعلى اعتبار أن الغرب المنافق برأي أردوغان يتعامل مع إيران من تحت الطاولة ويهاجمها إعلامياً من فوقها فكان لابد من توطيد العلاقة مع حليف موسكو الرئيس في المنطقة وعدو الغرب لتكن زيارة ظريف إلى أنقرة مقدمة لزيارته إلى إيران ليكتمل المثلث الجديد - روسيا إيران تركيا!
تركيا تعرف أن خطة أردوغان لن تنجح في بناء هذا المثلث من دون تقديم تنازلات في سورية والانسحاب تدريجياً من حلف الناتو وفتح قاعدة إنجرليك أمام القاذفات الروسية؟!
علي بن يلدريم رئيس الوزراء التركي الحالي يجيب عن هذه التساؤلات بإعلانه خطة لحل الأزمة في سورية وتذليل المشاكل مع كل من سورية والعراق كما حدث مع كل من روسيا وإسرائيل.
إذا نحن اليوم على أعتاب تغيير استراتيجي في المنطقة يبشر بانهيار أحلاف وقيام أخرى كارتدادات للأزمة السورية، فبعد ما يقارب ست السنوات يعلن الحلف الآخر فشله لابل وبداية تفككه، في حين نجد أن حلف -موسكو طهران دمشق- يزداد قوة بعد انضمام كل من العراق وتركيا إليه ولو بشكل غير معلن.
وهنا لابد أن نذكر بنظرية الرئيس بشار الأسد عن ربط البحار الخمسة قبل أكثر من عشر سنوات، فهل نحن على أعتاب تحقيق هذه النظرية وانكفاء تدريجي لحلف شمال الأطلسي من المنطقة؟!