خطة وقف النار في سورية من زاوية غربيّة.. بقلم: أحمد شعيتو

خطة وقف النار في سورية من زاوية غربيّة.. بقلم: أحمد شعيتو

تحليل وآراء

الاثنين، ١٢ سبتمبر ٢٠١٦

خطة وقف النار في سوريا التي اعلنتها موسكو وواشنطن بعد مباحثات طويلة ودعمتها سوريا وحلفاؤها، رأى فيها العديد من السياسيين الدوليين والمحللين خطوة متقدمة في التنسيق نحو هدف محاربة الارهابيين والتأسيس لنجاح التفاوض السوري، الا ان البعض الآخر لم يغرق في التفاؤل.

الاتفاق الذي يدخل منتصف ليل الاحد حيز التنفيذ ويشمل عموم سوريا ينص بشكل اساسي على تعزيز عمليات ايصال المساعدات الإنسانية والاستهداف العسكري المشترك للجماعات الارهابية. هذا الاتفاق الذي ليس هو الاول من نوعه بعد اشهر من اتفاق مماثل خرقته الجماعات المسلحة كيف نظر الاعلام الغربي اليه؟.

تقول “نيويورك تايمز” في تقرير ان جلسة المفاوضات بين كيري ولافروف في جنيف استمرت لأكثر من 13 ساعة وتوجت سلسلة مضطربة من اللقاءات بين الدبلوماسيَين الأميركي والروسي في الأيام الأخيرة، وتعلق على الاتفاق بالقول ان الولايات المتحدة وروسيا ستجدان نفسيهما في النهاية، أنهما على جانب واحد من الحرب ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة، مضيفةً أنهما ستقبلان على مرحلة من تبادل المعلومات غير المسبوق بهدف تبديد حالة انعدام الثقة بين القوتين بشأن الملف السوري.

لفت تقرير لفرانس برس يعتبر الاتفاق انتصارا لروسيا واعترافا ببقاء الرئيس الاسد . تحت عنوان “الاتفاق حول سوريا يعتبر انتصارا اخر لروسيا ” تقول فرانس برس ان الاتفاق الجمعة بين الاميركيين والروس ياتي لارساء هدنة في سوريا عقب محاولات عدة بذلتها موسكو لاقناع واشنطن بتعاون عسكري اوسع في محاربة المسلحين. ورغم الخلافات العميقة يشكل الاتفاق الذي سيليه تعاونا عسكريا غير مسبوق بين موسكو وواشنطن “انتصارا” للروس بحسب عدد من الخبراء كما تقول الوكالة، التي تنقل عن خبير الشؤون السياسية فيودور لوكيانوف “انه انتصار لروسيا لانها مارست ضغوطا شديدة ليتم التوقيع على هذه النقطة. وقد عملت فترة طويلة للحصول على ذلك”.

وتحت عنوان ” بشار الاسد باق” تشير الوكالة في تقريرها نقلا عن لوكيانوف الى “حقيقة ان الحكومة السورية تشارك بشكل غير مباشر في الاتفاق – من خلال الطلب من روسيا ممارسة ضغوط عليها – فان هذا اعتراف غير مباشر بان الاسد موجود ولا يمكننا ان نفعل شيئا بمواجهة ذلك”. وتابع “هذا يؤكد ان تجاوز الاسد امر مستحيل”. نقطة اخرى لصالح موسكو.

وفي جو من القاء ظلال الشك على مصير الاتفاق تقول “واشنطن بوست” أن “المشكلة التي كانت حاضرة في اجتماع جنيف هو الجماعات التي توصف بالإرهابية، حيث أشارت مصادر إلى أن الجانبين اتفقا على ضرورة مطاردة تلك الجماعات المسلحة غير المشمولة بالاتفاق، وهنا كانت نقطة خلاف جوهرية أخرى حيال تسمية وتصنيف من هي تلك الجماعات التي سوف يشملها الاستهداف؟”.

واعتبرت الصحيفة أن “الاتفاق الأميركي الروسي في سوريا ما هو إلا استمرار لاتفاقيات مماثلة عقدت في وقت سابق، إلا أنها لم تصمد طويلاً ، الأمر الذي يبدو أنه مرجح في هذا الاتفاق أيضاً خاصة أنه لم يحدد ما هي الإجراءات التي يمكن أن تتخذ حيال أي طرف يخرق الهدنة الجديدة”.

موقع “سي ان ان” ابرز موضوع الاتفاق وكشف ما وصفه أبرز تفاصيل النسخة الثانية من “اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا”، فيما حاولت “بي بي سي” التي نقلت عن مراسلتها ان المحادثات شابها الكثير من التعقيد، تسليط الضوء على الاتفاق من زاوية ما اعتبرته قلق “المعارضة “بشأن إمكانية التنفيذ بفعالية”، وذلك رغم ان الجماعات المسلحة المعارضة نسفت اتفاقات سابقة. وكذلك فعلت رويترز التي سلطت الكثير من الاضواء على المواقف من الاتفاق سواء من داخل سوريا او خارجها ولكن ابرزت تخوفا من الجماعات المسلحة على تنفيذ الاتفاق تحت عناوين مثل “مقاتلون سوريون يرحبون باتفاق الهدنة لكن مع تحفظات”، في ما يبدو ايحاءً ان المسلحين يلتزمون بالاتفاقات ويخرقها الجانب المقابل.