عندما تقع داعش... في حبّ «إسرائيل»! .. بقلم: د. رفعت سيد أحمد

عندما تقع داعش... في حبّ «إسرائيل»! .. بقلم: د. رفعت سيد أحمد

تحليل وآراء

الجمعة، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٦

ها هي الحقائق تتكشف «إسرائيل» كانت حاضرة في كلّ مشهد المعارضات العربية التي ظهرت بعد 2011، خاصة المعارضات الدينية، وفي المشرق العربي تحديداً ها هي الوثائق تخرج، والحقائق تنجلي، لتقول إنّ تلك «المعارضات» التي أدمت الأوطان واستنزفت الجيوش، وشرّدت الملايين باسم الثورة والدين، لم تكن سوى أداة – وأداة في الفعل رخيصة – في أيدي المخابرات الغربية، والإسرائيلية، وأنها أدّت ولا تزال دوراً رئيسياً في خدمة أهدافها في المنطقة تفكيكاً للوطن، وإعلاء لروح الطائفية والمذهبية المقيتة، لتصبح دول المنطقة مجرد ولايات دينية تعيش وسطها «الولاية الإسرائيلية اليهودية» في اتساق وأمان!
لكن هل كان هناك بالفعل تواصل وعلاقات بين داعش وأخواتها من قوى المعارضة الدينية بل و السياسية والكيان الصهيوني؟
تقول الحقائق، فى أحدث أخبارها ووثائقها الآتي:
أولاً: أكدت المعلومات والوثائق المتوفرة منذ العام 2011 وحتى 2016 أنّ عدة مئات من الجرحى لجماعة داعش والنصرة في سورية يعالجون في مستشفيات «إسرائيل»، وهناك زيارات موثقة لقادة الكيان الصهيوني لهؤلاء الجرحى والترحيب بهم.
ثانياً: أكدت المعارضة التركية أنّ حكومة أردوغان أمدّت داعش وأخواتها بأسلحة «إسرائيلية» من طريق قاعدة «أنجرليك» الأميركية وعبر مراكز التدريب للمسلحين في منطقة أضنة التركية على الحدود مع سورية حوالى 300 ألف مسلح عربي وأجنبي دخلوا سورية وتدرّبوا بأسلحة إسرائيلية وأميركية ثم لاحقاً ربطت تركيا بين مخابرات داعش وعملاء موساد وتجار سلاح إسرائيليين مباشرة، وكانت أحدث إطلالة لأحد قادة جيش الإسلام إحدى جماعات المعارضة الدينية المسلحة في سورية عبر الإعلام الإسرائيلي واسمه إسلام علوش وهو المتحدث الرسمي لـ«جيش الإسلام» وكان لقاء عبر الصحافية الإسرائيلية اليزابيث تسوركوب، وأعلن فيه تعاطفه ومحبته وقادة تنظيمه لإسرائيل، وأنّ العداء فقط لنظام بشار، وأنه قد وافق في اللقاء على عقد «اتفاقية سلام بين سورية وإسرائيل، تحسمها مؤسسات الدولة التي ستقام بعد أن تنتصر الثورة». فأيّ ثورة تلك… وأيّ إسلام هذا الذي يعبر على جثة الوطن بأيدي وبأسلحة إسرائيلية؟!
ثالثاً: في العام 2014 زار القيادي في «الائتلاف السوري المعارض!» كمال اللبواني مقرّ الكنيست، وأدلى بتصريحات حبّ وعشق لإسرائيل، وصفقت له أجهزة إعلام وسياسة خليجية وغربية باعتباره معارضاً مستنيراً حضارياً على النقيض من النظام الذي يحاربه، نظام بشار الذي يرفض الصلح مع إسرائيل حتى اليوم على حدّ زعمه»!
وبعد زيارة اللبواني، أكد معلق الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن ديفيد، أنّ علاقات «إسرائيل» مع التنظيمات المعارضة في سورية «تتطور يوماً بعد يوم»، «ليس فقط التنظيمات الليبرالية، بل المتطرفة أيضاً»، بما يشمل «جبهة النصرة التي سلّمتنا في تلك الفترة أسيراً أميركياً كان موجوداً في قبضتها».
وتباهى اللبواني وفقاً لما ذكرته جريدة «السفير» اللبنانية بزيارته إسرائيل أربع مرات، وأبدى مرونة حول إقامة اتفاق سلام دائم مع تل أبيب، وعرض على حكومة الاحتلال «التنازل عن الجولان» ورأى في إسرائيل «الأمل الأخير» ، ودعا جيش الاحتلال «إلى التدخل العسكري المباشر» في سورية!
رابعاً: أرسل الرئيس السابق لـ «الائتلاف السوري المعارض» أحمد الجربا، عدة رسائل عبر تيار «الغد السوري» إلى من أسماهم بـ«الشعب الإسرائيلي» مفادها أنّ تياره «راغب في حوار علني أو سري» مع إسرائيل، وفقاً لصحيفة «معاريف»!
أما «المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية» المدعو رياض حجاب فقد التقى في إحدى قاعات ميونيخ وزير الدفاع الصهيوني موشيه يعلون الذي تعهّد بدوره بعد أن استمع الى محاضرة حجاب عن المعارضة السورية باستمرار تقديم مختلف أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية في سورية بما فيه العسكري والطبي!
وعلى المنوال ذاته شارك وبفاعلية المتحدث باسم «مكتب العلاقات الخارجية للجبهة الجنوبية» التابعة لـ«الجيش الحر» واسمه عصام زيتون في مؤتمر المخابرات والسياسة الإسرائيلي الأشهر «هرتسيليا للأمن القومي الإسرائيلي» لعدة أعوام متتالية بما فيه عام 2016.
خامساً: قام كلّ من بسمة القضماني عضو ما يسمّى بالمجلس الوطني السوري المعارض، وصدر الدين البيانوني قائد جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وعدنان محمد القيادي بالهيئة السياسية العليا للتجمع الثوري لسورية المستقبل والمعارض فريد القادري وقيادات الجيش الحر والنصرة وداعش باللقاءات مع الإعلام الإسرائيلي خاصة القناة الثانية وبالزيارة لتل أبيب خلال الفترة من 2011-2016 واصفين إسرائيل بأنها دولة صديقة للثورة السورية! فأية ثورة تلك تدعمها دولة عدوان وإرهاب واسمها إسرائيل؟
سادساً: ما يسري على داعش وتنظيمات المعارضة السورية يسري على تنظيمات المعارضة الدينية في مصر والعراق وليبيا وغالب الدول العربية بعد 2011، وما اكتشف من وثائق وأدلة دامغة على علاقاتهم بإسرائيل يحتاج إلى مجلدات وليس إلى مقالات إن نوعية الأسلحة المضبوطة مع داعش ولاية سيناء على سبيل المثال في التفجيرات التي تمّت منذ 2012 وحتى اليوم 2016 أغلبها صناعة إسرائيلية بل إنّ القنابل التي استخدمت في انفجار مديريتي أمن المنصورة والقاهرة كانت صناعة إسرائيلية، طبعاً ربما جاءت عن طريق طرف ثالث أو عبر التهريب، ولكنها إسرائيلية! والمستفيد النهائي من استخدامها في تقديرنا هم أعداء هذا الوطن، وتل أبيب من بين هؤلاء الأعداء مهما تحدث المطبّعون من إعلاميين ورجال أعمال هذا الزمان البائس!!
سابعاً: تؤكد الحقائق السابقة ما ذكره قبل أيام الباحث في مركز «بيغين السادات» الإسرائيلي مردخاي كيدار الذي تحدث، في ندوة حول موقف إسرائيل من جبهة النصرة و داعش المنبثقتين عن تنظيم القاعدة في سورية، وكذلك انطلاق نشاطها في مصر ثم تجذرها في العراق، إنّ «أهداف تنظيم القاعدة بكلّ أجنحته تتطابق مع مصالحنا وأهدافنا، ورؤية النصرة وباقي تنظيمات القاعدة التي تتلخص في تقويض الجيش السوري والدولة السورية وتقسيمها إلى أربع دول، تؤدّي إلى تحقيق مصالح استراتيجية عليا»، وأنّ «ما يجري في سيناء وفي العراق من إشغال واستنزاف للدولة هناك، يخدم استراتيجياً مصالح إسرائيل».
تلك هي الحقيقة وهذا هو جوهر رسالة تلك المعارضات الدينية والسياسية المسلحة اليوم في منطقتنا.. إنها ليست واقعة فحسب في حبّ «إسرائيل» لكنها من شدة الحب والهوى أضحت تابعة كلية لها، وأداة فى يدها تفعل بها… وبنا ما تشاء!
االبناء