بين تصريحات دي ميستورا والميدان.. الجيش السوري يفرض كلمته!

بين تصريحات دي ميستورا والميدان.. الجيش السوري يفرض كلمته!

تحليل وآراء

الأحد، ٤ ديسمبر ٢٠١٦

عباس الزين - بيروت برس -

في ظل التقدم الذي تحرزه قوات الجيش السوري والحلفاء، في أحياء شرق حلب، تتصاعد الضغوط الدولية التي تقودها الأمم المتحدة، عبر مبعوثها الى سوريا، ستيفان دي ميستورا. يحاول دي ميستورا إيجاد أي مخرجٍ "دبلوماسي"، من ضمن صيغة دولية يحفظ من خلالها للمسلحين تواجدهم في الأحياء الشرقية، ويوقف تقدم الجيش السوري.

ما يطالب به دي ميستورا، يبدو بعيدًا عن الواقع الميداني الذي فرضه الجيش السوري خلال الايام الماضية، حيث ان تساقط المسلحين بهذه السرعة، امام تقدم الجيش في الأحياء، الى ما هنالك من الأولوية التي توليها القوات السورية للحفاظ على حياة المدنيين، وتأمين ممرات آمنة لهم، بعيدًا عن نقاط سيطرة المسلحين، كل تلك التطورات، تجعل مطالب دي ميستورا غير قابلةٍ للتحقيق، لا سيما مع قرارٍ سوري في حسم معركة حلب. وفي هذا السياق، أشار مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الى أنه يأمل في التوصل إلى "صيغة ما" لتجنب "معركة رهيبة" في حلب.
ولفت دي ميستورا، الذي تحدث في مؤتمر في روما، إلى أن المعركة للسيطرة على حلب لن تستمر لمدة أطول من ذلك، وقال "الحقيقة هي أن حلب لن تصمد طويلًا". وأضاف: "كنت أشعر أنها ستكون معركة رهيبة ستنتهي بحلول احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة. أتمنى ألا تقع المعركة وأن تكون هناك صيغة ما". وخلال الأيام الأخيرة، حققت القوات الحكومية السورية وحلفاؤها مكاسب في هجوم يهدف إلى استعادة السيطرة على المدينة بأكملها من يد مقاتلي المعارضة، بحسب رويترز. من جهتها، قالت فيديريكا موغيريني، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إنها مقتنعة بأن سقوط المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب على يد القوات الحكومية لن ينهي الحرب في سوريا.

على صعيدٍ متصل، تتعاطى موسكو بإيجابية مع اي دعوة لإستئناف المفاوضات حول حلب، لكن تلك الإيجابية تسير بشكلٍ متوازٍ مع الحفاظ على التقدم الذي يحققه الجيش السوري في الميدان، عبر رفض اي بندٍ يؤمن غطاءً لتواجد المجموعات المسلحة في حلب. فقد كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن نظيره الأمريكي جون كيري سلمه مقترحات حول تسوية في حلب "تنسجم مع المواقف التي تتمسك بها روسيا". وقال لافروف، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده في موسكو، مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا، أن كيري سلمه تلك المقترحات أثناء المباحثات بين الوزيرين في روما.
وأشار لافروف، إلى أن المباحثات الروسية الأمريكية بشأن سوريا فشلت حتى الجمعة الماضية بسبب "سعي الجانب الأمريكي إلى طرح بنود إضافية على اتفاقاتها مع موسكو، تمنح غطاء لمسلحي "جبهة النصرة"". وأضاف أن الاتصالات المستمرة، على مدى الأسبوع الأخير، بين الخبراء الروس والأمريكان، لا سيما عبر جنيف، تركزت خصوصًا على البحث عن حل في حلب. وأكد لافروف جاهزية بلاده لإرسال دبلوماسييها وخبرائها العسكريين إلى جنيف في أي وقت لاستئناف المشاورات مع الولايات المتحدة بشأن تسوية الوضع في حلب.

في غضون ذلك، أعربت الخارجية اليابانية، على لسان مساعد الناطق باسمها، ماساتو أوتاكا، عن اهتمام طوكيو بمواصلة موسكو القيام بدور بناء في سوريا. وذكر أوتاكا، في مؤتمر صحفي عقد في موسكو، أن وزير الخارجية الياباني، فوميو كيشيدا، أعرب للافروف أثناء محادثاتهما عن قلق طوكيو العميق إزاء الوضع الإنساني في سوريا، مؤكدًا على ضرورة حل النزاع هناك بطرق سياسية. وأضاف الدبلوماسي الياباني: "نتمنى أن تواصل روسيا لعب دور بناء في سوريا في المستقبل أيضًا".

ميدانيًا، تمكن الجيش السوري، من السيطرة على حي طريق الباب شرق حلب، بحيث بات يسيطر على نحو 60 في المئة من الأحياء الشرقية، التي كانت تحت سيطرة المجموعات المسلحة، قبل بدء الهجوم الواسع على هذه الأحياء منتصف الشهر الماضي. وفي هذا السياق، اعترفت تنسيقيات المسلحين، انه "بسيطرة الجيش السوري على حي طريق الباب، فإنّ النظام سيطر على نحو 60% من شرق المدينة. وبهذه السيطرة تكون قوات النظام قد تمكنت من تأمين طريق مطار حلب الدولي الجديد". بناءً عليه، فإنّ التطورات الأخيرة تشير الى أن الجيش السوري استعاد السيطرة على الطريق التي تربط بين الأحياء الغربية للمدينة ومطار حلب الذي يسيطر عليه أصلًا، والواقع جنوب طريق الباب.