حلب تفتك بمخططات الغرب.. بقلم: خليل موسى

حلب تفتك بمخططات الغرب.. بقلم: خليل موسى

تحليل وآراء

السبت، ١٧ ديسمبر ٢٠١٦

 تدور أحداث المشهد الأخير في القلعة الحلبية، ما بين البناء على الانتصار السوري، والقلق الصهيوني لما أنجزه محور المقاومة، مروراً بفشلٍ استخباراتي “غربي – صهيوني” وصولاً إلى دوامة الهزيمة الاستراتيجية لأعداء المحور ، وهنا يبقى باب الاتجاهات مشرَّعاً للمنتصر في الجولة الأصعب، من الحرب المفتوحة بجميع معايير الصراع الدولي.

في لقاء مع موقع قناة المنار، يشرّح الدكتور حسن حسن الخبير العسكري والاستراتيجي، المشهدَ في حلب وآفاق التطورات القادمة بموضوعية علمية مأخوذة من سير الميدان.

الأهمية الاستراتيجية لمدينة حلب هوس صهيوني..

من تشخيصه للمشهد يجزم الدكتور حسن أن على جميع الدول ان تضبط مواقيتها وفق الانتصار الاستراتيجي في حلب للجيش السوري، وأهم براهين الأهمية الاستراتيجية للمدينة، أتى بها الخبير من الاهتمام الصهيوني بهذه البقعة من الأرض واستماتته بمحاولات دعم مسلحيها ، كما عرّج لتوضيح ما وصفه بـ “القراءة الدقيقة للعدو الصهيوني” انطلاقاً من  خلوِّ أدراج واشنطن من الأوراق السورية في حال نجح الجيش السوري في حسم المعركة لصالحه، ليأتي بدء انتهاء فاعلية الدور الغربي في المنطقة، ثم تراجع الدور الإقليمي السعودي – التركي، ما يقابله صعود الدور الإقليمي الإيراني في المنطقة بما يعني الشأن السوري كونه شريك في محاربة الإرهاب، وزيادة الفعالية القتالية لحزب الله وتزايد قوته ودوره وحضوره الذي لم يعد خافياً على أحد وهنا تزايد التهديد الوجودي للكيان الصهيوني. وهنا يذهب الخبير إلى أبعد ما يراه آخرون، وهو إمكانية نمذجة المقاومة لما حدث في حلب ضمن عمق الأراضي الفلسطينية.  وكل هذا ينضوي تحت مخاوف صهيونية من تأثر الكيان بها، وكلها باتت قيد التحقق.
يزيد محدثنا في تفاصيل أهمية الانتصار الاستراتيجي في حلب أن المخاوف الصهيونية والغربية على حد سواء لم تتوقف إلى هذا الحد إنما تعدت إلى الأهم، وهو وضوح قوة الرئيس الأسد، وتثبيت أكبر لشرعيته المبنية على قاعدة شعبية متينة، أمام المجتمع الدولي.

ماذا يجري على وقع الانتصار في حلب.. وماذا عن الاستخبارات الصهيونية!

من الانجاز في حلب والانتصار المدوي باعتبار حلب قلعة الارتكاز الدولي في هذا الصراع، يبدي الخبير الاستراتيجي تفاؤلاً في سير المعركة لصالح محور المقاومة، ولكن هنا يؤكد أن تفاؤله حذر وموضوعي وعلمي، في هذا السياق بناءً على ما سبق من أحداث في سنوات الأزمة.
فالحسم في حلب سيعجّل الحسومات التالية له، وهذا المشهد يتضمن تفاصيل أخرى، فلم تنتهِ الحرب عند تلك المدينة الأهم، كون الإرهاب ينتشر في مناطق أخرى. وهنا أكد أن المشغلين الدوليين سيستنزفون أدواتهم الإقليمية بكامل مقدراتها، والمشغلين الإقليميين سيستنزفون المسلحين حتى خيار التخلي المذل عنهم كما حدث في حلب.

يقول د.حسن حسن انه لولا وجود ضباط استخبارات فرنسية وضباط من الموساد لما لجأ المشغل الدولي إلى الرضوخ عند رغبة الجيش السوري وإخراج المسلحين بهذه الطريقة المهينة، ولكان تخلى عنهم، ويستدل على وجود غرف عمليات خاصة غربية وصهيونية، من خلال إشعال وحرق نقاط معينة في الأحياء الشرقية، والتي هي مقرات تلك الغرف القيادية لإخفاء آثارها وهذا ما أخر الموافقة على تطبيق الخيار السوري واستعار القتال يوم الأربعاء ليلا في تلك الأحياء.

وهنا يلخص الخبير الاستراتيجي بأنها “هزيمة استخباراتية وعسكرية ومعنوية بآن معاً للمشغل الغربي”، وينهي هذا القسم بالتشديد على التحذير من خلط أوراق في الأيام القادمة، بما يتضمن أحد الأمور الثلاثة، إما استثمار الغرب للحكومة التركية عند منطقة الباب في حلب أو التصعيد في مناطق البادية السورية، إلى جانب احتمال تحريك الرقة واستثمار دواعشها.

ما بعد حلب والباب المفتوح..

من خلال مراقبة القرارات المتخذة من قبل القيادة في دمشق خلال سنوات الحرب على الدولة السورية، والتجارب والاحتمالات التي توضع لدى المحللين والمراقبين، ويعاد بنائها من جديد فور مباشرة الجديد بتحركات جديدة بعد كل إنجاز يحقق، يرى الخبير الاستراتيجي د. حسن حسن أن قرارات الحكومة السورية كانت وما زالت تبنى على الإرادة الشعبية في الدرجة الأولى  ولكن على أسس علمية واستراتيجية وبما سيخدم مصلحة الشعب السوري في نهاية الحرب وتحيق الانتصار الكامل.
وهنا يوصد الباب بعد انتصار حلب على خيارات وتحليلات كثيرة أمام الجهات والجبهات المتبقية، لتكون الاتجاهات كافة مفتوحة وفق أولويات الامن الوطني السوري، وبما يمكن أن يفعله المشغل الغربي من مسلحين .
إذا وإلى هذا الحد ومع إعلان المدينة في حلب مطهرة كاملةً، سيعتري المشهد السياسي الدولي، شكل من الإجراءات الجديدة التي ستكون مأخوذة على ما أسسه الجيش السوري بانتصاره في مركز الحرب الدولية على سورية، وسيكون بعدها حسابات معقدة تنهك بالدرجة الأولى تفكير الكيان الصهيوني، وتعيق استمرار تحالفات الغرب على شكلها السابق