الانتصار في حلب يقض مضجع القيادة الإسرائيلية.. بقلم: تحسين الحلبي

الانتصار في حلب يقض مضجع القيادة الإسرائيلية.. بقلم: تحسين الحلبي

تحليل وآراء

الاثنين، ١٩ ديسمبر ٢٠١٦

جندت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقالات ومقابلات في القناتين العاشرة والثانية للإعراب عن المخاوف والقلق الشديد من مرحلة ما بعد الانتصار السوري في حلب ومضاعفاته على دورها الداعم لعدد من مجموعات المعارضة السورية المسلحة و التنسيق معها- وفي الأيام الماضية استضافت القناة العاشرة ضابطاً إسرائيلياً متقاعداً دعا علناً إلى إرسال وحدات كوماندوس إسرائيلية وحدد عدد أفرادها بألف إلى منطقة القتال في شرقي حلب لإبراز الدعم العسكري الإسرائيلي لهذه المجموعات وفي صباح الثامن عشر من الشهر الجاري استضافت القناة الثانية «رونين بيرغمان» المحلل الاستخباراتي في وسائل الإعلام الإسرئيلية لتحليل الأخطار المقبلة على العلاقات بين إسرائيل ومجموعات المعارضة المسلحة، وفي الموقع الإلكتروني لمجلة «نيوز ون» «News-1» بالعبرية كتب العميد المتقاعد من سلاح المخابرات العسكرية الإسرائيلية «أودي ديكيل» تحليلاً جاء فيه «يزداد الاعقتاد في إسرائيل أن يحاول الجيش السوري التفرغ بعد سقوط حلب للتوجه إلى المنطقة الجنوبية من أجل إنهاء وجود المتمردين فيها. وفي مثل هذا الوضع ستكون عمليات الجيش السوري قرب حدود الجولان وسيظهر معها خطر انزلاق الأحداث إلى المنطقة الإسرائيلية».
ومع ذلك يدعو «ديكيل» إلى ضرورة وجود حالة مستقرة في تلك المنطقة المحلية بانتظار رؤية الوضع الشامل في سورية.
لكن صحيفة جروزليم بوست تشير بالمقابل إلى أن القيادة السورية أصبحت الآن في مرحلة ما بعد حلب أكثر قوة وقدرة على الانتقال إلى مناطق أخرى لتحريرها من المجموعات المسلحة وهو أمر يفرض على إسرائيل والإدارة الأميركية واقعاً يختلف عما قبل حلب.
ولاشك أن الانهيارات التي بدأت تتوالى في منطقة أرياف دمشق لدى المجموعات المسلحة وميلها إلى المصالحات لم تتوقعه القيادة الإسرائيلية أو أنها لا ترغب في الاعتراف بمضاعفاته على دورها ومخططها في المنطقة الجنوبية من سورية.
لم تعد وسائل الإعلام الإسرائيلية ولا تصريحات بعض الضباط تتطرق إلى المخطط الإسرائيلي لإنشاء «جيب عسكري» للمجموعات المسلحة عند حدود الجولان المحتل ولن تجد «إسرائيل» في المملكة الأردنية شريكاً في مثل هذا المخطط ولذلك يرى بعض المحللين في «إسرائيل» أن المصالح التي كانت تربط بين «إسرائيل» وبعض الدوائر العربية لم تعد تقوم بدورها بعد انتصار الجيش السوري وحلفائه في حلب، فما ستخسره «إسرائيل» سيحمل خسارة لكل من دعم المجموعات المسلحة عند الحدود الجنوبية لسورية.
وكانت صحيفة الاتحاد داخل فلسطين المحتلة منذ عام 1948 الناطقة باسم حركة «حاداش» أول أصوات الداخل في تهنئة الرئيس الأسد بالانتصار في حلب ما جعل المخاوف الإسرائيلية تتزايد من الانعكاس الإيجابي الذي حمله هذا الانتصار للفلسطينيين في الداخل.. ولم تكن «إسرائيل» وحدها المهزومة في هذه الحرب الإرهابية على سورية بل إن أوباما نفسه اعترف في آخر مؤتمر صحفي له قبل يومين بأن إدارته لم تستطع تحقيق أهدافها في سورية.
وحاول تبرير هزيمته حين قال إنه «يترك منصبه بعد أن خلف وراءه بلاداً أكثر أمناً مما كانت عليه حين تسلمها من الرئيس بوش الابن».
لكن هذا الزعم لا يقف صامداً أمام حقيقة أن أوباما ترك بلاداً لم تعد هي القطب الأوحد لأن روسيا والصين فرضا دورهما بشكل ملموس إقليمياً ودولياً كقوة كبرى رغماً عن إدارة أوباما وحلفائها.
فعالم (ترامب) الرئيس المنتخب وعالم (نتنياهو) المقبل في السنوات القادمة سيختلف كثيراً وسيسجل أول هزيمة لواشنطن وتل أبيب منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في الشرق الأوسط وعلى يد سورية وحلفائها في المنطقة.