القضية الجوهر.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

القضية الجوهر.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

السبت، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٦

الـ "حياة" كلمة من أربعة حروف. ولكن متى كان الوجود تقدر حروف الكلمات على الإحاطة به؟
الحياة، بكل ما فيها من نبض حركة الكائنات الحية ومن صمت الجماد، هي مسألة المسائل التي ولدها الإعجاز في سياق عملية الخلق، ومع ذلك بقيت عصية على مدارك عقل البشر، منذ أن كان البشر وكانت البشريّة من مفرزات الحياة.
ترى أي عقل هذا الذي لا يعجز عن تفهم المسائل الصعبة لا مجرد فهمها في الوجود؟  ليقول أو يدعي أنا أعلم. أنا أعرف. الخ؟
في اعتقادنا أن العقل القادر على النفاذ إلى جوهر القضايا، وفي مقدمها الحياة، باعتبارها القضية الجوهر في الوجود الإنساني على الأرض منذ كان في البدء وحتى نهاية الدهر ليس عملاً سهل المنال، كما هو دأب الفلاسفة والمفكرين الذين يحاولون تعريف الـ "الحياة" بأكثر من أنها "حياة".
في بداية التفكير بمسألة الحياة، تندرج أمور عديدة، بينها ما يتعلق بمتطلبات البقاء وحاجات الإنسان اليومية أو الموسمية، إذا ما حصل عليها خيِّل إليه أنه عاش حياته على نحو ما يرغب أو على نحو ما كان يتصوّر. مع هذا لا يستطيع أن يضع تعريفاً لحياته. هل هو حيّ جاء ليمارس حياته بلا هدف أم هو جاء ليؤدي دوراً في سياق التعامل مع معطيات الوجود؟
كل هذه الأسئلة يصعب على المرء إيجاد الإجابات غير القابلة للرد عليها. مع هذا يستمر في طرح الأسئلة ولا يعثر على جواب. فالحياة  قضية، كما هي مسألة ملحة تطرح نفسها على العقل البشري، ولأنها كذلك تبقى مصدر قلق دائم وفي حالة البحث عن الجوهر: لماذا أنا موجود؟  ولماذا أنا دائم البحث عن جواب يبعد القلق عن النفس؟
في نهاية المطاف، سيقبل العقل البشري أنه جاء إلى الحياة ليس بإرادته، ومن غير المنتظر أن يغادرها بإرادته. فالحياة قضية لغز إذا ما حاولنا معرفة أسراره شعرنا بالإحباط .
ولذلك أقول: الحياة قضية عصية على التعريف، المهم أن نعيشها بخطوات تعرف إلى أين تمضي وأين تستقر حتى يأتينا الجواب على الأسئلة كافة في لحظة قد لا نكون مهيئين لاستقبالها عن سابق تصوّر .
iskandarlouka@yahoo.com