.. وما لجُرحِ النظام العربي إيلامُ

.. وما لجُرحِ النظام العربي إيلامُ

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٦

"من يهن يسهل الهوان عليه"..إنه شطر بيت للشاعر أبو الطيب المتنبي؛ أحد الذين عايشوا تفكُّك الدولة العباسية وتناثرها إلى دويلات إسلامية قامت على أنقاضها. هذه حال أمتنا اليوم ونظامها العربي، الذي لا ينقصه سوى النعي، فإكرام الميت دفنه.. كيف لا ونحن نشاهد حالة الذل والمهانة التي أوصلنا إليها هذا النظام المتهالك، والأكثر كارثية أنه لا يقوى إلاعلى الشكوى والتذلل والاستجداء، وإن كمنت فيه مظاهر من قوة وسطوة لا يُظهرها إلا في مواجهته لبعضه، أو للتآمر على بعضه بعضاً، أو تشريع التدخّلات الأجنبية وشنّ الحروب على دول عربية، خدمة لأجندات أسياده ورعاته، وهذا ما نشاهد أكثر مراحله سوءاً ووضوحاً منذ ما سمّته تلك النُّظم المتهاوية إلى سحيق أفعال "ربيعها الأسود"، حيث انخرط فيه رأس هذا النظام وبما يملك من إمكانيات لا حصر لها، مُجنِّداً تلك الإمكانيات في إشعال الحرائق والحروب على أكثر من ساحة لدولة عربية، عن سابق تصوُّر وتصميم، إشباعاً لعقدة النقص التي يُعاني منها ذاك الرأس المفلس في حفظ حقوق الإنسان لديه، أو منح مواطنيه حرية التعبير وحق الانتخاب وتشكيل الأحزاب السياسية، التي يشرّعها دستورٌ مايزال مرفوض بمشيئة سُمُواتهم.

في حدثين هامين ومتقاربين زمنياً قد حصلا، الأول الاجتماع الوزاري الذي عُقد في موسكو لكل من روسيا وإيران وتركيا لبحث الملف السوري، أما الثاني فاجتماع مجلس الأمن الدولي وإقراره، وبالأغلبية الساحقة، مشروع القرار المقدَّم من ماليزيا والسنغال وفنزويلا ونيوزيلندا حول الاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث في الحدثين لم يكن لذاك النظام أي دور على الإطلاق، وإن كان في الثاني ثمة دور كان من الممكن أن يؤكد عليه، لولا أن مصر وهي الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن قد سحبت مشروعها، استجابة لضغوط مارسها عليها الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب.. وأختم "وما لجُرح بميت إيلام".

رامز مصطفى