«الآمنة» قنبلة ترامب إلى جنيف..بقلم: سامر علي ضاحي

«الآمنة» قنبلة ترامب إلى جنيف..بقلم: سامر علي ضاحي

تحليل وآراء

الأربعاء، ١ فبراير ٢٠١٧

عقب الجلسة المغلقة التي خصصها مجلس الأمن لبحث الأزمة السورية والاستماع إلى «إحاطة» المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا حول اجتماع أستانا الذي جرى برعاية الترويكا الثلاثية موسكو وطهران وأنقرة، خرج دي ميستورا ليفاجئ الجميع بتصريحات أزاحت «الإغلاق» عن طبيعة الجلسة وحولتها إلى مفتوحة، بكشفه عن مجمل ما حصل فيها.
تزامن ذلك مع تصاعد الغضب من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تقييد الهجرة إلى بلاده من 7 دول بينها سورية داخل أميركا وخارجها، إضافة إلى تصاعد الخطاب الأميركي حول ما يسمى «المنطقة الآمنة» وتفسيرات الروس لها على أنها مختلفة عن «الآمنة» التي كانت تجول في فكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وبالنظر إلى تصريحات دي ميستورا التي بدت تفاؤلية إزاء التقدم بسرعة في مسألة السعي نحو الحل السياسي ولاسيما أن المبعوث الأممي أبدى تفاؤلاً ملحوظاً بثبات اتفاق وقف الأعمال القتالية، وبدا صارماً عندما أمهل المعارضات حتى 8 شباط الحالي لتوحيد وفودها في وفد واحد سياسي وعسكري يمثل المعارضة في محادثات جنيف التي تأجلت جولتها القادمة إلى 20 الجاري، لكن ما قاله دي ميستورا من أن الجلسة لم تتطرق إلى «المناطق الآمنة» يمكن اعتباره ثغرة قد تتطور لتصبح فجوة قد تطيح بجهود جنيف.
فمن جهة يعني التصريح أن مجلس الأمن نظر إلى مصالح الترويكا الثلاثية أولاً ولم يأخذ بالحسبان أن رئيساً كترامب لا يمكن توقع ردود أفعاله، ويمكن أن يتشدد أكثر في طرح «الآمنة» مستقبلاً، ومن ثم إغفال الدور الأميركي في حل الأزمة لا يمكن للمبعوث الأممي ولا لمنظمته تحمل أعبائه وإن كان يمكن النظر للمسألة من زاوية أخرى بأن الروس ذوو الخبرة الدبلوماسية العتيقة لا يمكن أن يغفلوا مسألة كهذه ويصرون على ضرورة التواصل مع واشنطن.
ومن اليوم حتى 20 الجاري يمكن أن تتبلور نظرة ترامب أكثر ويجد الرئيس الجديد الفرصة سانحة أمامه فيحاول إعادة «الهيبة» للسياسة الأميركية التي اتهم سلفه أوباما بأنه لم يحمها وذلك خلال حملته الانتخابية، وبالتالي يدفع ساسته نحو تركيز جنيف على ما يطرحه من إقامة «مناطق آمنة»، بدلاً من التركيز على العملية السياسية التي تجنب دي ميستورا في تصريحه الإشارة إلى ما نصت عليه من انتقال سياسي وربطه فقط بالقرار الأممي 2254، ما يعني فيما يعنيه نسف كل جهود التحضيرات للمحادثات في جنيف وصولاً إلى إمكانية إفشالها مثلاً، وإن كان التأجيل من 8 إلى 20 شباط يحمل في أحد طياته الاستئناس بمواقف ترامب.
ومن اليوم وحتى انعقاد المحادثات من الأفضل أن تتكثف الاتصالات الدولية مع الإدارة الأميركية لسبر أغوار نياتها المسبقة من المحادثات ولاسيما من الروس والأتراك إذا ما علمنا أن مواقف ترامب ضد إيران واضحة وهو ما يدفع لزيادة احتمال إفشال الرعاية الإيرانية للمحادثات ككل، وقد يتطور إلى زيادة الضغط لسحب القوات الإيرانية العاملة في سورية.
وسواء كنا مع الطرح أو رفضناه فإن الإدارة الجديدة في واشنطن تبدو جدية جداً في كل ما تطرحه وأن نبحث في الأمر مسبقاً اليوم خير من أن نبحثه كأمر واقع لاحقاً وهاهي المدرعات الأميركية وصلت لقوات سورية الديمقراطية شمالاً على مرأى وأعين رادارات دول مهمة تعمل في سورية.