أركان ادارة ترامب والحقائق البديلة.. بقلم: جهاد الخازن

أركان ادارة ترامب والحقائق البديلة.. بقلم: جهاد الخازن

تحليل وآراء

الخميس، ٩ فبراير ٢٠١٧

عندما سئل الرئيس دونالد ترامب في مقابلة تلفزيونية لماذا يحترم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أنه «قاتل»، رد قائلاً إن في الولايات المتحدة «قتلة كثيرين». وزاد: «هل تعتقد أن بلادنا بريئة جداً».

الرئيس الأميركي هو أيضاً القائد الأعلى للقوات المسلحة وإصبعه على الزر النووي، وقد يبدأ يوماً ما لا يستطيع وقفه، لذلك اقترح عضوان ديموقراطيان، واحد في مجلس الشيوخ والآخر في مجلس النواب، تشريعاً يمنع الرئيس من توجيه ضربة نووية أولاً (أي قبل الطرف الآخر) من دون إعلان الكونغرس بمجلسيه الحرب.

الرئيس ترامب مخيف، أو هو يخيفني بتطرفه وجهله وغوغائيته، ولكن كتبت عنه كثيراً فأختار اليوم أن أتحدث عن بعض أعوانه الكبار.

ستيف بانون كان رئيس الحملة الانتخابية التي انتهت بفوز ترامب بالرئاسة، والرئيس المنتخب عينه المساعد الاستراتيجي الأول له، ثم عينه عضواً في مجلس الأمن القومي ما أثار على ترامب وبانون حملة سياسية وصحافية لم تنتهِ بعد.

ما هي صفات بانون «الحميدة» سوى أنه تزوج ثلاث مرات وطلق ثلاث مرات، مقابل زواجين اثــنين وطــلاقين لترامب ثم زواج ثالث؟

بانون أنتج أفلاماً وثائقية وأخرى طويلة، وقرأت عن فيلم لم يرَ النور يتحدث عن إسلاميين رديكاليين يسيطرون على الولايات المتحدة ويغيرون اسمها إلى «الولايات الإسلامية الأميركية». عندما أصبح بانون الرئيس التنفيذي للموقع الإخباري الإلكتروني «برايبارت» نشر تحقيقاً يقول إن اللاجئين السوريين مسؤولون عن «انفجار كارثي» لمرض يأكل لحم البشر، وأمراض أخرى غير معدية، ومع ذلك نسب إلى اللاجئين السوريين أنهم يصيبون الناس بها.

بانون كاثوليكي، وأسوأ مما سبق أنه ذهب إلى روما لحضور تطويب البابا يوحنا بولص الثاني، واختار أن يتحالف مع كاردينال أميركي متشدد وآخرين ضد البابا فرنسيس، وهذا شهرته أنه معتدل ليبرالي. كان البابا فرنسيس في موقف قوي وباراك أوباما في البيت الأبيض، أما الآن فهو يواجه بانون ومن ورائه الرئيس ترامب وهما يفضلان المحافظين في الكنيسة والسياسة.

التفاصيل كثيرة، ولكن أنتقل إلى الجنرال مايكل فلين الذي طرده الرئيس أوباما من رئاسة وكالة استخبارات الدفاع لكذبه، وترديده نظريات المؤامرة من دون أي أساس لها، ثم زعمه أن إيران كان لها دور في الهجوم الإرهابي على مقر ديبلوماسي أميركي في بنغازي ما أدى إلى قتل السفير كريستوفر ستيفنز وديبلوماسيين أميركيين معه. هو أعلن بعد إطلاق إيران صاروخاً بعيد المدى أن إدارة أوباما لم تتعامل مع إيران كما يجب، وقال إنه يحذر إيران لأنه سيكون هناك رد فعل على أعمالها.

ومن بانون وفلين إلى الآنسة كيلي آن كونواي، مساعدة الرئيس ترامب، التي أشارت مرة إلى «مجزرة بولنغ غرين»، وعندما قيل لها إنه لم تحدث مجزرة هناك قالت إنها أخطأت في كلمة واحدة، فقد كانت تريد أن تقول «إرهابيَيْ بولنغ غرين»، وهما مسلمان اتهِما بإرسال أموال إلى القاعدة في العراق.

هي شكت من تحامل الميديا عليها، ولكن لم يمضِ يومان حتى قرأنا في الميديا نفسها أن الآنسة كونواي لم تخطئ في كلمة كما زعمت لأنها تحدثت عن «مجزرة بولنغ غرين» سنة 2011 في مقابلتين، واحدة مع مجلة كوزموبوليتان والأخرى مع TMZ. كلام كونواي مسجل ولا سبيل لإنكاره.

عندنا في لبنان المثل «الكذب ملح الرجال»، ويبدو أن أركان إدارة ترامب سمعوا به ويستوحون منه.