من دمشق إلى أستانا.. بقلم: نعيم إبراهيم

من دمشق إلى أستانا.. بقلم: نعيم إبراهيم

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٥ فبراير ٢٠١٧

تبدأ اليوم الجولة الثالثة من لقاء أستانا وعيون أبناء الشعب العربي السوري ترنو إلى هناك، عسى أن يروا دخانا أبيضا يجوب سماء العاصمة الكازاخستانية يعلن التوصل إلى تفاهمات تؤسس لحوار سوري- سوري من دون تدخلات خارجية مشبوهة، تضفي شرعية على احتلال جديد بلبوس حقوقي إنساني ومصالح اقتصادية متشابكة.
لا شك أن المطلوب في أستانا هو الالتزام الكامل باتفاق لوقف إطلاق النار في كل الأراضي السورية مع استمرار وتصعيد استهداف الميليشيات الإرهابية مثل داعش والنصرة، على اعتبار أن القضاء على الإرهاب هو الهدف الرئيسي للجميع بالتنسيق مع قوات الجيش العربي السوري والحلفاء.
المأمول أن يجعل صقيع أستانا المجتمعين أكثر حرارة في التعاطي مع ما هو مطروح على الطاولة وتغليب العام على الخاص في قضية أرادت قوى العدوان العالمية جعلها ميتة انطلاقا من المقولة الصهيونية «العربي الجيد هو العربي الميت».
لا شك أن محادثات أستانا العسكرية ستمهد للمفاوضات السياسية من الجولة الرابعة المرتقبة في جنيف التي ينبغي أن يشارك فيها تمثيل واسع لكل المعارضات السورية ضمن وفد واحد من دون استبعاد أي مكون سياسي تنفيذاً لأجندات إقليمية ودولية، مقابل وفد الجمهورية العربية السورية.
وإذا كان البعض المنضوي تحت أجنحة المنصات التي يزداد تفريخها كل يوم يراهن على الخارج فهو حتما سيقع في إسار الوهم وخديعة الذات قبل خديعة الشعب السوري..
لذلك المطلوب في لقاء أستانا قبيل لقاء جنيف أن يفتح الجميع، الجسور السورية بعضها على بعض مستكملين جولات التفاهمات السابقة متحدثين بكل جرأة عن مشاكل السوريين وضرورة التعاضد في مواجهة الإرهاب والمخطط الأميركي الصهيوني الرجعي ضد بلادنا.
وكي تستقيم الأمور فإن دمشق تبقى المكان الأول والأخير لحوار سوري بامتياز يؤكد الحفاظ على وحدة سورية جغرافيا وديموغرافيا.. سورية (الشعب والجيش والمؤسسات).. سورية المقاومة ضد الاحتلال والعدوان بكل أشكالهما وأدواتهما.. سورية رائدة العمل الوطني والقومي.. سورية المستقبل الواعد تنمية وحداثة.. سورية العظمى بكل ما للكلمة من معنى، التي منها يبدأ عالم جديد تنتفي فيه الأحادية القطبية والهيمنة على الثروات والمقدرات براهنها ومستقبلها.. فخذوا العبرة من فلسطين ولبنان والعراق وليبيا واليمن والسودان….. والحبل على الجرار إذا ما استمر هذا الانبطاح الرسمي العربي أمام مشاريع التقسيم والتفكيك.
وبعد
من أستانا إلى جنيف، رسالة دمشق هي: الوحدة قوة والمقاومة طريقنا إلى النصر على الإرهاب وخالقيه وداعميه وإسقاط الأوهام والسقط بكل ألوانهم.