نحن وترامب و.... الكلاب.. بقلم: نبيه البرجي

نحن وترامب و.... الكلاب.. بقلم: نبيه البرجي

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٠ فبراير ٢٠١٧

تريد اقصاء تلك الكلاب الذي تنبح في وجهك، ما عليك سوى ان تأمر طائراتك بضرب ايران اذا لم يتسنّ لك الوقت لاعطاء الاوامر الى الاسطول بفرض الحصار عليها».

هذه نصيحة صديقه الملياردير اليهودي شلدون ادلسون اليه. ادلسون اياه الذي فرش السجادة الحمراء لبنيامين نتنياهو في نيويورك. وقد تكون تلك نصيحة نتنياهو الاكثر غبطة بوصول رجل أحمق مثل دونالد ترامب الى البيت الابيض, ويرى في اسرائيل الخط الامامي للدفاع عن الولايات المتحدة.
مستشاره وصهره جاريد كوشنر يرى في اسرائيل خط الدفاع الامامي عن... الله!
على كل، لا احد مع دونالد ترامب سوى نتنياهو وبعض العرب الذين قال ادلسون اياه انهم يشترون، بشغف، الطائرات الحربية كما لوانهم يشترون بائعات الهوى. هل من دور لهذه الطائرات سوى دور بنات الهوى ما دامت مهمتها تدمير بيوت العرب على اهلها من العرب؟
الا اذا كنتم قد شاهدتم (في الرؤيا) ان ثمة طائرة عربية واحدة، من الطائرات الفارهات، لامست صحراء النقب او شواطئ نهاريا...
المجمع الصناعي العسكري الاميركي يستنزف دماءنا وثرواتنا. اي قوة هائلة لايران, بالطائرات الهرمة وبالدبابات الهرمة, امام آلاف الطائرات والدبابات (والصواريخ) العربية التي خرجت للتو من احدث المصانع الاميركية والاوروبية؟...
لا زبائن اكثر سخاء من الزبائن العرب في ارتياد معارض الاسلحة. حقاً، اننا نشتري الاسلحة الاكثر حداثة، والاكثر تعقيداً، بشغف من يشتري الجواري وينتقل بقدميه العاريتين بين ليالي الف ليلة وليلة...
بيان شركة الخدمات المالية (اتش.اي.اس ماركت)، ولمناسبة افتتاح «معرض ومؤتمر الدفاع الدولي- ايدكس 2017»، اشار الى ان نسبة الانفاق العسكري العربي في العام المنصرم تناهز 15 في المئة من مجموع الانفاق العسكري العالمي الذي يبلغ 1,570 تريليون دولار...
اذاً، العرب انفقوا اكثر من مائتي مليار دولار في عام واحد في المجال العسكري، والبيان يتوقع ازدياد الاقبال العربي على التسلح هذا العام في ضوء الاخطار التي تهدد المنطقة...
ذلك المبلغ الاسطوري لم يوظف في التنمية، التنمية البشرية، ونحن الذين نزداد غرقاً (واحتراقاً) في المواعظ والفتاوى، بل وفي الشعوذة الايديولوجية (لا الرقي او الارتقاء التكنولوجي). المبلغ ذهب هباء في الدفاع.
الدفاع عن من وفي وجه من؟ أليس الوهن البنيوي في الدول والمجتمعات العربية، هو اساس ذلك الخواء الذي يجعل ايران تخترقنا بكل عقدها الجيوسياسية (والتاريخية)، والذي يجعل رجب طيب اردوغان يمتطي ظهورنا، بل ويمتطي جثتنا، من اجل استعادة بلهاء للسلطنة العثمانية...
اي دفاع اذا كانت سوريا محطمة، واذا كان العراق ممزقا، واذا كان اليمن قد تحول الى مقبرة، واذا كنا عاجزين عن صياغة ميثاق يعيد الى ليبيا وحدتها  بدل ان تبقى ضحية القبائل والميليشيات و... لعبة الامم؟
ثمة عرب وينتحبون الان حين يقرأون ان الحبل الذي يلتف حول عنق مايك فلين سيلتف غدا حول عنق دونالد ترامب بعدما اعتبر وزير خارجية عربي (وهذا ما نقله مستشار في جامعة الدول العربية) «ان دونالد ترامب سيثأر من خيانة باراك اوباما لنا».
لنتصور ان رجلنا هو دونالد ترامب الذي وصف الصحف الكبرى والشبكات التلفزيونية الكبرى بـ«القذرة». لسنا، حتماً، في موقف الدفاع عن مؤسسات تتعامل مع العرب على انهم قهرمانات العصر، ولكن أليست صحيفة واحدة (الواشنطن بوست) هي التي خلعت ريتشارد نيكسون عن عرشه...
نيكسون نائب دوايت ايزنهاور لثماني سنوات، والرئيس الذي انهى حرب فيتنام، واخترق ديبلوماسيا اسوار الصين، وفصل الدولار عن الذهب، وفي عهده وطأ اول كائن بشري ارض القمر...
من هو دونالد ترامب لنراهن عليه في ضرب ايران، او في حصارها، كما لو ان المنطقة ليست بحاجة (مصيرية ) الى بعض العقل لتلملم جثثها وتقفل قبورها وخزائنها المشرعة على مصانع السلاح لتشرع ابوابها على مصانع المستقبل...
والسلام عليكم...!

الديار