أي دور يرسم لداعش أميركياً تركياً واسرائيليا .. ماذا عن فلسطين؟.. بقلم: جمال شعيب

أي دور يرسم لداعش أميركياً تركياً واسرائيليا .. ماذا عن فلسطين؟.. بقلم: جمال شعيب

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٤ فبراير ٢٠١٧

واقعاً، وعلى عكس الشائع يلتزم داعش بتعليمات الأميركي أكثر من النصرة وكلما ضعفت قدرات التنظيم الارهابي كلما طبق حرفياً التعليمات الأميركية ولو اقتضت خسارته مواقعاً أو التضحية بعشرات بل مئات المقاتلين، هذا ما تثبته معاركه مع الاتراك و«قسد» (قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً)، حيث لا يزال يقدم للاميركي براءة ذمة من أمره، منسحباً بعد قتال أشده لا يتعدى «مستلزمات التصوير» من مناطق واسعة شمال الرقة خشية أو تجنباً أو رضوخاً، فيما يستأسد أمام الجيش العراقي والحشد الشعبي في الموصل ونينوى كما أمام الجيش السوري وحلفائه في دير الزور وشرق حلب ..
داعش الآن يدرك أن قسماَ كبيراً من دوره الوظيفي انتهى فيؤدي ما تبقى عليه طمعاً بالبقاء على قيد الحياة في «كانتون» ما، يكون له فيه وظيفة محددة براتب وبدل مقبول، ويمني النفس بولاية البركة (دير الزور) وامتداداتها نحو العراق، متيقناً أن الأميركي لن يجد بديلاً أفضل منه لتأمين خط الفصل بين سوريا والعراق والمقاومة في لبنان، تماماً كما هو الآن على خط الفصل بين مصر وفلسطين المحتلة.. يرسل بعض الاشارات مؤخراً (اطلاق صواريخ وقذائف باتجاه فلسطين المحتلة) مؤكداً حضوره في ما يسميه «ولاية سيناء» واستعداده لتقديم اوراق الاعتماد الرسمي، في اشارة الى امكانية توليه حماية حدود سايكس - بيكو التي لطالما أكد في اصداراته وخطابات قادته نيته ازالتها.
اللافت في هذا المجال كان اليوم تحرك ما يسمى جيش خالد بن الوليد على خط الحدود الأردنية لجهة محافظة درعا السورية، هذه الميليشيا التي وبعدما كانت حتى الأمس القريب في موقع الدفاع، فصيلاً ضعيف الموارد، قليل العدد، انتقل بشكل مفاجئ إلى الهجوم، فارضاً سيطرته على قرى "تسيل - عدوان -سحم الجولان - تل الجموع" ليواصل التقدم لاحقاً نحو قرى " حيط - عين ذكر - المجاحيد - العبدلي- أبو حجر"، وسط انهيارات ميدانية من الميليشيات المسلحة الموالية لـ جبهة النصرة وحلفائها في المنطقة.
‎هذا التحرك والخسائر المتتالية للنصرة وحلفائها في جبهات درعا (معركة الموت ولا المذلة) والقنيطرة (هجمات حصار حضر) أمام الجيش السوري، والخشية الاسرائيلية المتزايدة من «تسوية سورية