هل بدأ التدخل الإسرائيلي لإنشاء منطقة آمنة؟.. بقلم:ميسون يوسف

هل بدأ التدخل الإسرائيلي لإنشاء منطقة آمنة؟.. بقلم:ميسون يوسف

تحليل وآراء

الأحد، ٢٦ فبراير ٢٠١٧

منذ الطلقة الأولى التي أطلقت ضد سورية ممن يدعون أنهم يقومون بثورة، كان واضحاً أن هناك حرباً خطط لها أعداء سورية وفي طليعتهم إسرائيل من أجل إسقاطها والسيطرة عليها واستباحة المنطقة. ورغم كل ما حاول العدو إخفاءه من حقائق فإن وقائع الميدان كانت تأتي في كل مرة لتؤكد البصمة الإسرائيلية على مجريات العدوان على سورية ـ وفي هذا السياق لا يمكن لأحد أن ينسى كيف استهدف الإرهابيون منظومة الدفاع الجوي السوري في الأشهر الأولى للعدوان من أجل أن يفتحوا السماء السورية للطيران الإسرائيلي، الذي كان أيضاً يقدم لهم الخدمات العملانية في كل مرة تشعر إسرائيل بأن وضع الإرهابيين حرج في مواجهة الجيش العربي السوري.
واليوم ومع تصاعد الحديث عن المناطق الآمنة يبدو أن إسرائيل بدأت تكثف العمل من أجل هذا الأمر وهذا ما كشف عنه عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية وزير الاستيطان اللواء يواف لغنات كشف عما اسماه خطة وصفها بالإستراتيجية تتضمن التصورات والشروط الإسرائيلية للحل في سورية وفق الرؤية الإسرائيلية بما يكفل تحقيق مصالح إسرائيل على حد قوله، وهو يقصد هنا وبشكل ضمني خطة تتيح لإسرائيل إنشاء منطقة أمنية في الجنوب السوري مع السير قدما بضم الجولان السوري المحتل وخاصة أن إسرائيل استحصلت على اعتراف ممن يدعمهم كيان الاحتلال الإسرائيلي بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل في حال وصولهم إلى السلطة.
اما في التنفيذ الميداني وبعد الكثير من عمليات الدعم العملاني واللوجستي الذي قدمته إسرائيل للمجموعات الإرهابية خاصة جبهة النصرة وداعش ومن يدور في فلكهما من فصائل الإرهاب المتعددة الأسماء، بعد كل ما قامت به إسرائيل جاء الإعلان الإسرائيلي وبشكل وقح عن بدء عمليات مباشرة يقوم بها الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الجماعات الإرهابية المتمركزة على طول خط وقف إطلاق النار، وفي هذا السياق نشر شريط فيديو يتضمن عملية استطلاع برية قامت بها وحدة إسرائيلية متخصصة لجمع المعلومات والرصد داخل الأراضي السورية. حيث تضمن التقرير مشاهد عن تسلل تلك الوحدة الخاصة التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية إلى الأراضي السورية، بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية عن تحركات الجيش العربي السوري وحلفائه في المنطقة، وأظهر التقرير أن العملية بدأت بعد منتصف الليل خلال الأسبوع الماضي حيث انطلق عناصر الوحدة مشيا على الأقدام وواصلوا السير حتى وصلوا إلى تلة تطل على قرية تسيطر عليها مجموعة إرهابية تتبع تنظيم داعش الإرهابي واطلع عناصر الوحدة على ما يجري داخل القرية ومحيطها، وراقبوا بالمناظير الليلية تحركات الجيش العربي السوري في المناطق المقابلة كما أشرف عناصر الوحدة الإسرائيلية على تدريب إحدى المجموعات المسلحة بالنيران الحية.
هذه العملية وسواها تؤكد أن إسرائيل ماضية قدما في عدوانها على سورية وأنها الظهير والعضد المساند للمجموعات الإرهابية التي تعمل في الجنوب متكئة على الدعم الإسرائيلي، فإسرائيل التي عجزت خلال ست سنوات عن تحقيق حلمها في إسقاط سورية والسيطرة عليها عبر مجموعة من العملاء والمرتزقة الذين يدعون أنهم سوريون، تعمل الآن من أجل نجاح خطة المناطق الآمنة «الجديدة» ليكون لها نصيب في منطقة الجنوب.