جنيف 4 والنيات المكشوفة .. بقلم: محمود الشاعر

جنيف 4 والنيات المكشوفة .. بقلم: محمود الشاعر

تحليل وآراء

الخميس، ٢ مارس ٢٠١٧

كلما بدأت المباحثات وعقدت الاجتماعات الرامية إلى إيجاد حلول سياسية تخرج السوريين من أزمتهم وتوصلهم إلى بر الأمان كان لابد لأبواق شيطانية أن تصعد من لهجتها الإعلامية الحاقدة ،يرافقها في ذلك أحداث دموية وتفجيرات إرهابية تهدف إلى عرقلة مسار الحلول والتشويش على سير المباحثات ،والأحداث الأخيرة في حمص خير دليل على ذلك بتزامنها مع المؤتمر المنعقد في جنيف -4- والذي فيما يبدو لا يختلف عما سبقه من مؤتمرات كان عنوانها العريض الدوران في دائرة مغلقة والمراوحة في المكان لم يكن جنيف -4- مبشراً بالأفضل حيث المواقف المعادية اتخذت سابقاً والمبعوث الأممي يوزع الحصص متجاوزاً وقائع الميدان التي تقلب الموازين وقد بدا جلياً ومنذ بداية المؤتمر أن المشغلين والممولين لوفود المعارضة ومنصاتها وهيئاتها ليس لديهم أي مصلحة بالذهاب إلى التفاوض بحثاً عن حل سياسي ناجع في ظل انتصارات ميدانية مدوية ورجحان مؤكد لمصلحة سورية وحلفائها ،وقد أبدى الوفد السوري ثباتاً والتزاماً واضحاً بتثبيت وقف إطلاق النار والسعي الايجابي إلى تحقيق مباحثات ناجحة في الوقت الذي بدا فيه وفد المعارضة هشاً هزيلاً ومنقسماً على نفسه حيث راح الوفد المذكور يرفع سقف مطالبه بما لا يتناسب مع الخريطة السياسية وبإيعاز من أسياده ورعاته لإفشال المؤتمر ،فالدوران في حلقة المطالب غير المنطقية أمر مرفوض وتقديم طروحات غير قابلة للنقاش ولا يحق لأحد البت فيها باستثناء الشعب السوري عبر صناديق الاقتراع وبما يتناسب مع تطلعاته وأهدافه . إن سورية المدركة لما يحاك ضدها تشترط الاتفاق على محاربة الإرهاب كأولوية لأي حل سياسي في حين أن محور العدوان يخطط لما هو نقيض لذلك ،ويتجلى هذا في الخطة العدوانية التي تعد على نار هادئة حيث تظهر النية الأمريكية في التدخل العسكري المباشر في سورية تحت غطاء إنساني يتمثل بإقامة مناطق آمنة للنازحين السوريين مما يعني مزيداً من التصعيد والعدوان ويضاف إلى ذلك العزم على إقامة منطقة أمنية في الجنوب السوري برعاية إسرائيلية أردنية خدمة لإسرائيل وتحقيقاً لأطماعها العدوانية في المنطقة مما يمهد لتقسيم سورية وشرذمتها . وأياً كانت المؤامرات الدنيئة التي يعدها محور العدوان ضد سورية فإن العزيمة السورية لاتلين ،ووحدة الأراضي السورية تبقى خطاً أحمر لا يسمح لأحد بالاقتراب منه ولن تتوقف عجلة محاربة الإرهاب حتى يتم اجتثاثه من جذوره وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية الحبيبة .