البيت الأبيض الآن.. جوزتين بخرج.. بقلم: إيفين دوبا

البيت الأبيض الآن.. جوزتين بخرج.. بقلم: إيفين دوبا

تحليل وآراء

السبت، ١٥ أبريل ٢٠١٧

 الولايات المتحدة الأميركية، تنازع، لا يمكن أن تكون إلا نهاية مأساوية لدولة كبرى، وعلى هذه الشاكلة المهينة لمثل هذا النوع من الختام، لا يعني ذلك أن الفيضانات ستغرق المدن الأميركية أو تفشي الجوائح، لكنها لن تكون على ما يرام طالما أن شبح التقسيم بدأ يطل بشكل شبه يومي، والانقسام السياسي على أشده، لكن هذا ليس كل شيء أبدا.

من المهين جدا بالنسبة لدولة كأميركا، أن يسكن البيت الأبيض رجل "شوارعي" وغير منمق، ولا يجيد قراءة المعطيات ولا كتابة القرارات، شخص أمّي وجاهل برتبة رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترمب البذيء والفاجر أخلاقيا لا يمكنه أن يكون ليوم واحد رئيسا لدولة بتلك القدرات، فكيف استمر به الحال لأشهر، لم يسبق لأميركا أن فعلت هذا الأمر، صحيح أن من سبقه ليسوا ملائكة على الإطلاق، لكنهم لم يكونوا بهذا المستوى من الحماقة التي ستعيي كل من سيحاول مداواتها من الداخل الأميركي أو من الخارج.
في أوجه الدنيا الكثير من الغرائب، كما أن يكون شخص معتوه كدونالد ترمب يقوم على هذا القدر الكبير من الثروة المالية، فيما بعد سيتولى منصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، في الوقت الذي لا يجب أن يكون في هذا المكان شخص عقله "جوزتين بخرج"، لكن على ما يبدو فإن الولايات المتحدة تمر بظروف عصيبة للغاية حتى أنها فتحت أبواب البيت الأبيض لعجوز أرعن يتشدق بالأرقام المالية فيما يسخر منه الإعلام الأميركي بشكل يقارب الازدراء، وكذلك الجمهوريين والديمقراطيين.
من الطبيعي أن يكون ترمب حاليا بهذا الجنون، لا يمكنه أبدا أن يكون لبقا فهذه ليست أخلاقه ولا تربيته، الأخيرة لا تسمح أن يكون إلا وفق طبائع "الزعران"، لا يهم، المهم أن بلاده تلقت ضربة عالية بعد العدوان الاميركي على سورية، فقد أصبحت هيبة الجيش الأميركي على الأرض وكذلك سمعة الصناعات العسكرية الأميركية، انظروا جيدا، لقد أطلق الجيش الأميركي 59 صاروخ توماهوك العالي الدقة والمسير والبعيد المدى، هذا النوع أحد الأسلحة الاستراتيجية في الولايات المتحدة، ولم يصل إلا 23 منها، وبعد نحو ساعات قليلة جدا عادت قاعدة الشعيرات الجوية للعمل وتنفيذ مهامها في مكافحة الإرهاب، ألا يكفي هذا الأمر لتمريغ الهيبة العسكرية الأميركية في التراب، هذا لا يعني ترمب ولا يهمه ولا يفهمه، ولولا ذلك لما أقدم على العدوان، ما يعنيه هو الخسائر في مبيعات الأسلحة الأميركية، هنا سيزعق ترمب كثيرا وهو في الحالات العادية شخص بذيء وسيء السمعة، فما بالكم لو كان مغتاظا إلى درجة لا توصف

عاجل الاخبارية