المشروع الإسرائيلي في الجنوب وعوامل الفشل المحتمة له.. بقلم: تحسين الحلبي

المشروع الإسرائيلي في الجنوب وعوامل الفشل المحتمة له.. بقلم: تحسين الحلبي

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٩ أبريل ٢٠١٧

في أيلول الماضي نشر سكوت لوكاس تحليلاً في الموقع الإلكتروني «أيوور لدفيو» تحت عنوان: «موت كتلة المسلحين في الجبهة الجنوبية» كشف فيه أن مجموعات هذه الكتلة المسلحة تفككت ولم تستطع مواجهة تقدم الجيش السوري في القرى الجنوبية المجاورة لمدينة القنيطرة وتلقت ضربة قاصمة في ربيع عام 2015 في مناطق كثيرة كان من بينها منطقة السويداء التي تمكن الجيش العربي السوري من تطهير جوارها من مجموعات هذه الكتلة التي كان نيربومس الدبلوماسي الإسرائيلي المختص بهذه المهام يجتمع بقادة مجموعاتها ويضع الخطط لتحركاتها وهو نفسه ذكر ذلك في أحد أبحاثه التي نشرها في مركز موشيه دايان للدراسات الإستراتيجية في العام الماضي.
ومع بداية عام 2017 كشفت صحيفة جروزليم بوست الإسرائيلية أن عدداً من قادة المجموعات حاول المسؤولون الإسرائيليون توحيدهم وزجهم في معارك جديدة مدعومة من الميليشيات في القرى المجاورة في منطقة درعا والحدود الأردنية.. ويبدو أن جدول العمل العسكري المقبل والملح بل الجاري في هذه الظروف للجيش العربي السوري، سيتوجه لتلك المنطقة خصوصاً بعدما وجدت إسرائيل أن مجابهة الصواريخ السورية المضادة للطائرات في الفترة الماضية لطائرات سلاح الجو وفرار هذه الطائرات سيشكلان مرحلة جديدة تضيق الخناق على التدخل الجوي الإسرائيلي في سماء المنطقة.
وما تزال إسرائيل تحسب حسابات كثيرة «للجبهة الجنوبية» السورية كما تطلق عليها لأنها تدرك أن ميزان القوى بين الميليشيات المسلحة الإرهابية في تلك المنطقة وبين القوى والمجموعات الرديفة المتحالفة مع الجيش العربي السوري في المنطقة نفسها لا يمكن أن يسمح بنجاح الميليشيات المسلحة في تحقيق ما تطلبه إسرائيل. ويبدو أن إسرائيل بدأت تسعى إلى إدخال العامل العسكري الأردني والأميركي إلى الجوار الحدودي الأردني السوري لتشجيع المسلحين على البقاء وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومن بينها «رويترز» بالعبرية قد ذكرت في 13 آذار الماضي أن الجيش الإسرائيلي يتابع التطورات في تلك المنطقة وخصوصاً بعد أن تمكنت وحدات الجيش السوري والوحدات المحلية الحليفة لها من توسيع مواقع وجودها مع العتاد والأسلحة الحديثة وخصوصاً استخدام المروحيات ضد المجموعات المسلحة ويعترف المسؤولون في مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان المحتل أن الميليشيات التي ترعاها إسرائيل ضد الجيش السوري بدأت تخشى من أن تعجز إسرائيل عن حمايتها عندما يبدأ الجيش السوري بتكثيف عملياته العسكرية ضد وجودها في ذلك القطاع الحدودي ويقول بعض المسؤولين في إسرائيل «لا يمكن توجيه اللوم على هذه الميليشيات إذا استسلمت أو بدلت ولاءها وتخلت عن إسرائيل والوعود التي وعدتها بها» ويستنتج التحليل الذي نشره موقع «تويتر» العبري في 13 آذار الماضي أن «أحداً لن يستغرب إذا ما تكررت صورة فشل جيش الجنوب اللبناني» جيش لحد بصورة سورية هذه المرة وعندئذ لن يعتمد أحد على إسرائيل من المسلحين».
وبعد ذلك بأسبوع نشرت صحيفة «هآريتس» الإسرائيلية تقريراً ذكرت فيه أن إسرائيل وضعت بمساعدة كمال اللبواني من الميليشيات المسلحة سيناريوهاً تحدد فيه منطقة تبدأ من مسافة 20 كيلومتراً عن القنيطرة في الجنوب لإنشاء منطقة ينتشر فيها مسلحون من جميع المنظمات الإرهابية من داعش والنصرة وكل من يرغب في الحصول على حماية إسرائيل.
لكن هذا المشروع ما زال في الهواء حتى الآن وإسرائيل تقول إنها ستنسق مع السلطات الأردنية ومع الميليشيات المسلحة قرب حدود الأردن لتجنيدها في خطته، ومع ذلك تحذر أوساط عربية وأوروبية من انخراط الأردن في مشروع كهذا لأنه سيرتد بشكل في غاية السلبية على الوضع الأردني، ولذلك تحاول السلطات الأردنية تجاوز أي دور لها فيه لأن دمشق وموسكو وطهران ستقف في مجابهته مهما كلف ذلك من ثمن وهذا ما أكدته قوى أخرى حليفة لهذه العواصم وتعمل إلى جانبها.