الإعلام الوطني تكاملي لا تنافسي.. بقلم: سامر يحيى

الإعلام الوطني تكاملي لا تنافسي.. بقلم: سامر يحيى

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٤ أبريل ٢٠١٧

الحكومة هيئة تمتلك القوة الشرعية لفرض الأحكام والقوانين للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع، وتنظيم حياة أفراده، واستثمار موارده البشرية والمادية والجغرافية، انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية، بما يحقق مصلحة الوطن وأبنائه بآنٍ معاً، ودور الموظّف الحكومي القيام بدوره وواجبه انطلاقاً من المهام الملقاة على عاتق مؤسسّته، في إطار تنفيذ الرؤى والسياسات وفق البرنامج الحكومي.
         وباعتبار سوريتنا دولة مؤسسات، من المفترض أن نكون قد استفدنا من تجاربنا ومعارفنا وخبراتنا السابقة، بانكساراتنا ونجاحاتنا، بتقدّمنا بالكثير من المجالات وتأخرنا ببعضها، بتحدياتٍ بشرية ومادية ومعنوية وداخلية وخارجية تعرّضنا إليها، مما يجعلنا مؤهلين وجاهزين لإعادة تنظيم أنفسنا والنهوض بمؤسساتنا، بعيداً عن التنظير الخلّبي، واحتراماً لقدسية دماء الشهداء، وصمود الوطنيين الشرفاء، فمن الضروري أن تكون لدى الحكومة صلة وصلٍ بينها وبين جمهورها، وهذه المهمة يجب أن تتصدّى لها وزارة الإعلام، باعتبارها صلة الوصل بين المواطن والحكومة، وأن تبدأ بمكافحة الترهل والفساد لتكون قدوةً لغيرها من المؤسسات، لأنّها اللسان الناطق والمعبّر عن حاجات الوطن والحكومة والمواطن بآنٍ معاً، بتقييم الأخطاء وتصويبها، وتدعيم الإيجابيات ونشرها، انطلاقاً من المنهجية الوطنية الواضحة والثابتة، المنطلقة من تاريخٍ عريق، وشعب حي وقادر على العطاء والإبداع في أحلك الظروف، ومتنبّهاً مما يحاك حوله من مؤامرات وفتنٍ ومحاولات استقطاب من قنوات فتنة وتضليل وذات رأي متناقض بل معادٍ لنسيجنا الوطني بكافة أوردته.
           إن أهم ما يجب العمل عليه هو الانتقال من مرحلة علينا وسوف وسنعمل، إلى مرحل العمل الجاد والذي يلمسه المواطن على أرض الواقع فشخصنا الأمراض بما فيه الكفاية، حتى بات الطفل يشخّص مشاكل أكبر مؤسسة حكومية وطنية، والانتقال من الشعارات المطاطة المسمومة، التي بات يدركنا جميعاً حتى الكثير ممن يتحدّثون بها ويطلقونها.. ومن هنا أضع أفكاري التي قد تكون لبنةً إضافية لما طرح من أفكار، لتطوير وبناء الوطن واستكمال عملية نهوضه واستعادة أمنه واستقراره:
ـ إعادة فتح القنوات السورية التي تم إغلاقها مع إعادة تسميتها ضمن تخصّصات تناسب كافّة شرائح المجتمع، بعيداً عن التشابك والتشابه في البرامج.
ـ صياغة المعلومة بما يتناسب وطبيعة مجتمعنا، ودراستها من كافة جوانبها الإيجابية والسلبية للتمكّن من البناء عليها في برامجنا الإعلامية المتنوعة المقروءة والمسموعة والمرئية.. مستفيدين من أخطاء الآخرين لا منتقدين لها..
ـ وضع المحللين السياسيين وكل من يظهر على وسائل الإعلام، مهما كانت مدة إطلالته ودوره، بالمعلومات الكافية والحقيقية، ليتمكّن من طرح فكرته ورأيه بأسلوبٍ إيجابي وطني بنّاء كل ضمن اختصاصه، بهدف إيصال المعلومة وتوضيح السلبيات وتدعيم الإيجابيات، للتمكّن من المنافسة واستقطاب المشاهدين.
ـ تشكيل فريق عمل ضمن كل تخصّص لتحسين صياغة المعلومة بالطريقة الأفضل والأكثر قبولاً من المواطن، والأقرب بالوصول إليه، لتحقيق الفائدة المرجوة..
ـ الانتقال من مرحلة الضيف المحاضر، إلى ضيوف متحاورين، بنقاشٍ بنّاء وهادئ ويستقطب المشاهد، لا ينفّره، وإيصال المعلومة بسلاسة وهدوء، لا تنفير المستمع رغم صدقية المعلومة وأهميتها.
ـ تشجيع المحال التجارية والمؤسسات الوطنية، ودور الإيواء إلى ما هنالك لمتابعة القنوات الرسمية السورية، للوصول للهدف المنوط به، فنرى الكثير ممن ينتقدون الإعلام السوري لم يشاهدوا التلفزيون الرسمي في حياتهم قط..
ـ وزارة الإعلام تتبع للحكومة السورية، التي هي تدير البلد، وبالتالي، المفترض أن تكون العلاقة بين وسائل الإعلام السورية تكاملية لا تنافسية، وتوحيد كافّة الأدوات والآليات والجهود من أجل إنجاح جميع القنوات ضمن تخصصاتها، لا سيّما، إعادة قناة تلاقي لتكون لسان حال المصالحات الوطنية، وتحقيق التلاقي بين أبناء المجتمع، مقابل قيام بقية الوسائل الإعلامية بتخصّص ما لتسهيل المتابعة وإيصال الرسالة الوطنية لكل المواطنين دون استثناء، مما يتطلّب إعادة بث كافة القنوات التلفزيونية هوائياً وفضائياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ـ لفت انتباه الرأي العام وتصحيح وجهة نظره وإظهار التناقضات في القنوات التضليلية والمعادية، انطلاقاً من سلبياتها، وكشف السم الذي تبّثه في الدسم، واستغلالها نقاط ضعفٍ على أرض الواقع لتحويل الوجهة وتنفير المواطن من وطنه، وتمزيق وحدته الوطنية والفكرية..
الإعلام الوطني يجب أن يكون صلة الوصل بين المواطن والحكومة بما يصب مصلحة الوطن، لا تناقض ولا تباعد، لا تنفير ولا تدجين، بعيداً عن التضليل والتشهير والتهويل، أو الإطراء ورفع المعنويات السلبي.. بل وضع الرؤى والقدرات والإمكانيات لتحقيق التكامل والنهوض معاً بالوطن، وبالتالي نستطيع وقتها إيصال الرسالة وإعطاء الدروس والعبر للآخرين لا نستزف طاقاتنا وقدراتنا ومواردنا المادية والبشرية.