هل توقّف عرض مسرحية خان شيخون الكيميائية؟!.. بقلم: ميسون يوسف

هل توقّف عرض مسرحية خان شيخون الكيميائية؟!.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الاثنين، ١ مايو ٢٠١٧

ألّف العدوان وأخرج ولعب مسرحية خان شيخون الكيميائية من أجل اختلاق ذريعة له تمكنه من وضع سورية تحت الفصل السابع في مجلس الأمن للتحكم بمصيرها ومسارها، وكذلك من أجل تبرير تدخل عسكري أميركي مباشر يجعل ترامب ينقلب على وعوده الانتخابية بضرب الإرهاب وتجنب الحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد.
لقد كان إخراج المسرحية سيئاً إلى الحد الذي لم نجد فيه خبيرا محترفا يقبل باتهام سورية، وزاد من انكشاف مرتكبي الجريمة الكيميائية تلك، تصرفات العدوان حيالها بدءا برفضهم إجراء تحقيق نزيه يكشف المجرم الكيميائي من دون مواربة أو محاباة، ثم مسارعة دوائر الاستخبارات الغربية إلى إلصاق التهمة بالحكومة السورية، ثم جعل هذا التلفيق موقفا رسمياً لدولها، ثم طرح الموضوع على مجلس الأمن للبدء باستثمار الجريمة وصولا إلى المسارعة إلى تنفيذ عدوان صاروخي على مطار الشعيرات السوري لتحقيق أغراض عسكرية وإستراتيجية.
الرد من سورية وحلفائها كان وفقا لرؤية علمية عملية رمت إلى تعطيل أهداف العدوان وسعت إلى كشف المجرم عبر تحقيق علمي شفاف ونزيه، وبعد أن عطل الفيتو الروسي المسعى العدواني الغربي في مجلس الأمن، ردت سورية على العدوان ميدانيا بتصعيد عملياتها العسكرية ضد الإرهاب الذي لم يكن العدوان الصاروخي الأميركي إلا من أجل مساندته وحمايته وثني الجيش عن متابعة ملاحقته.
لقد أصرت سورية وحلفاؤها على أمرين بعد جريمة خان شيخون والعدوان الأميركي: عملاني في الميدان، وسياسي قضائي في التحقيق، ونجحت في الأول ما أفشل خطة أميركا، لكن الغرب رفض أي نوع من أنواع التحقيق النزيه وادعى أن تقارير سريعة لفقت هي كافية لتحديد المسؤول، وكان صادما أن يقدم المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، ومن غير سند قانوني، على وصف الجريمة وعناصرها بما يسهل اتهام سورية رغم أن منظمة الأسلحة الكيميائية وبإملاء أميركي، رفضت إرسال خبراء إلى موقع الجريمة، ولم يستجب مجلس الأمن للطلب الروسي السوري بتشكيل لجنة تحقيق نزيهة ومحترفة.
اليوم وبعد مضي ما يصل إلى الشهر من ارتكاب الجريمة، تفاجئ منظمة الأسلحة الكيميائية العالم بموقفين، الأول استعدادها لإرسال خبرائها إلى خان شيخون بعد طول تردد وامتناع، والثاني إنكارها معرفة المسؤول عن ارتكاب الجريمة وعدم امتلاكها معطيات تدل عليه، فلماذا هذا الانقلاب؟
نرى أن الموقف هذا مرده إلى جملة معطيات وحقائق، أولها الإصرار من سورية وحلفائها على التحقيق النزيه، ثانيها انتهاء الإرهابيين وبتوجيه أميركي من طمس أدلة الجريمة، ثالثها تعطل مسارات استثمار الجريمة وتلفيقها ضد سورية، أما القول إن هناك صحوة ضمير لدى منظمة تعمل بالتوجيه الأميركي وتسيرها إرادة صهيوغربية، فإنه قول ليس في محله، فالميت لا يصحو، ويبدو أنهم أوقفوا المسرحية لأنهم فشلوا في استثمارها.