صاروخ كوريا الشمالية يحيّر العالم.. بقلم: محمد صالح الفتيح

صاروخ كوريا الشمالية يحيّر العالم.. بقلم: محمد صالح الفتيح

تحليل وآراء

الاثنين، ١٥ مايو ٢٠١٧

 بعد عدة تجارب فاشلة لصواريخ بالستية، متوسطة المدى (مداها بضع مئات كيلومترات) - دفعت المراقبين للاعتقاد أن الولايات المتحدة قامت بتخريب هذه التجارب (ربما عن طريق هجمات إلكترونية)، عادت كوريا الشمالية وأجرت البارحة تجربة صاروخية غامضة. إذ انطلق الصاروخ الجديد، المجهول الاسم حتى الآن، إلى مدى 700 كيلومتر، وهو مدى عادي بالنسبة لباقي صواريخ كوريا الشمالية. إلا أن الغامض في تفاصيل إطلاق هذا الصاروخ هو أنه قد حلق لثلاثين دقيقة (وهذا زمن طويل جداً) ووصل الصاروخ إلى ارتفاع 2000 كيلومتر قبل أن يعاود الهبوط.

لا بد من بعض الشرح هنا. هناك نوعان من صواريخ الأرض-أرض. الأول، الصواريخ الجوالة ( cruise missiles) والتي تقل سرعتها عن سرعة الصوت وتحلق بموازاة سطح الأرض وعلى ارتفاع منخفض - بضع كيلومترات إلى بضع مئات أمتار فقط. والثاني هوالصواريخ البالستية (ballistic missiles) التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بعدة مرات (6 إلى 8 مرات) وتتخذ مساراً أهليلجياً (elliptical orbit) - أو للتبسيط مسار على شكل قوس. ويكون هذا المسار على ارتفاع عشرات الأمتار عن سطح الأرض. فصاروخ إسكندر الذي يصل مداه إلى 280 كيلومتر يحلق على ارتفاع 50 كيلومتر تقريباً، وصاروخ سكود الذي يصل مداه إلى 600 أو 700 كيلومتر يحلق على ارتفاع 90 كيلومتر تقريباً. أي ان ارتفاع تحليق الصاروخ يكون عادةً أقل بكثير من مداه، فلماذا كان ارتفاع تحليق الصاروخ الكوري ثلاثة أضعاف مداه؟!

التفسير الأخير الذي يتداول الآن هو ان الكوريين تعمدوا أن لا يكشفوا مدى الصاروخ من خلال إطلاقه إلى ارتفاع عالي جداً وإلى مسافة أفقية قصيرة ولو كان الصاروخ قد أطلق بالطريقة التقليدية، وحلق لنفس الزمن، وبسرعة 8 ماخ* (حوالي 9800 كيلومتر في الساعة)، لكان مداه بكل تأكيد بين 4500 و 5000 كيلومتر، وهذا ما يضع القواعد الأميركية في المحيط الهادئ، بمافيها قاعدة غوام الشهيرة، في مدى الصواريخ الكورية.