«جنيف 6»: لا اختراق.. ونتائج خجولة.. بقلم: مازن جبور

«جنيف 6»: لا اختراق.. ونتائج خجولة.. بقلم: مازن جبور

تحليل وآراء

السبت، ٢٠ مايو ٢٠١٧

رغم التهويل والتضخيم الذي استبق به المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا الجولة السادسة من المحادثات السورية السورية في جنيف، إلا أن هذه الجولة لم تحقق أي اختراق، وكانت نتائجها خجولة جداً حيث انتهت من دون أن تحقق أي تقدم حقيقي في ظل توتر ناجم عن عدوان شنه طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي على قوات رديفة للجيش العربي السوري كانت تتجه في عمق بادية الشام.
دي ميستورا وفي ختام أربعة أيام من المحادثات غير المباشرة في جنيف بين وفد سورية برئاسة السفير لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ووفود المعارضات، أعلن وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء، أنه «يريد استئناف المحادثات في حزيران لكن لم يتم تحديد موعد حتى الآن».
التقدم الوحيد الخجول الملموس خلال هذه الجولة كان محادثات لموظفي الأمم المتحدة مع خبراء حكوميين من جهة، وخبراء من وفود المعارضات من جهة أخرى، تطرقت إلى «القضايا القانونية والدستورية»، على أن تعقد اجتماعات مماثلة خلال المحادثات المقبلة وربما أيضاً بين كل جولة. وقال المبعوث الأممي في هذا الشأن «نحن لن نقوم بصياغة الدستور، لكن هذا سيساعد كثيراً».
ويبدو أن تخطيط الأمم المتحدة لتكون جولة «جنيف 6» التي انتهت الجمعة قصيرة ومركزة جداً، وفق ما أعلن نائب المبعوث الأممي رمزي عز الدين رمزي خلال زيارته إلى دمشق قبيل انطلاقها، تركت آثارا سلبية على المحادثات بسبب ضيق الوقت، ذلك أن الأطراف لم تكن قادرة على مناقشة السلال الأربع (الإرهاب، الدستور، الانتخابات، الحكم) المتفق عليها في جدول الأعمال المعتمد في الجولة الرابعة.
وإضافة إلى الخلافات السياسية، طغى على ختام جولة «جنيف 6» عدوان «التحالف الدولي» الذي استهدف قافلة للقوات الرديفة للجيش العربي السوري كانت متجهة في عمق بادية الشام باتجاه الحدود العراقية السورية في منطقة الشحمة، حيث دخل الطيران المعادي من طريق الأجواء الأردنية على علو منخفض، واستشهد خلال العدوان ستة مقاتلين وجرح ثلاثة، وذلك بالتناسق شكلاً ومضموناً مع مجموعة من التحركات والتصريحات السياسية والميدانية العدوانية من واشنطن ضد دمشق. كما أن التزامن مع الجولة السادسة من محادثات جنيف، أوصل رسالة أميركية مفادها أن الساحة السورية لن تُترك للحلول السياسية المقترحة روسياً.
وكما تمكنت الدبلوماسية السورية المحنكة من فرض سلة الإرهاب على سلال دي ميستورا الثلاث التي طرحها في محادثات «جنيف 4»، تمكن وفد سورية في «جنيف 6» من إجبار دي ميستورا على التراجع وسحب ورقته «لتشكيل لجنة تشاورية للشؤون القانونية والدستورية» التي قدمها إلى الوفود المشاركة في «جنيف 6»، حيث أكد وفد سورية أن هذا الأمر ليس من اختصاص المبعوث الأممي.
وفي إشارة إلى النتائج الخجولة لـ«جنيف 6» قال الجعفري في تصريح صحفي، عقب انتهاء الجولة، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: «في هذه الجولة ناقشنا بشكل رئيسي موضوعاً واحداً فقط وهو يمكن أن تعتبروه الثمرة التي نجمت أو نضجت أو نتجت عن هذه الجولة وأعني بذلك اجتماعات الخبراء.. حدث اجتماع واحد للخبراء أمس بين خبرائنا وخبراء المبعوث الخاص وهذه هي النتيجة الوحيدة التي خرجنا بها في هذه الجولة».
وعما إذا تمت مناقشة أي من السلات الأربع قال الجعفري: «في أربعة أيام لم نتطرق إلى أي سلة من السلات الأربع ونتكلم فقط عن موضوع اجتماعات الخبراء».
وقال الجعفري رداً على سؤال بشأن تزامن الاجتماع مع عدوان أميركي ومجزرة لداعش بحق السوريين إضافة إلى الطموح بتحقيق نتائج أفضل في هذه الجولة: «طموحنا السياسي هو الأعلى من حيث الاهتمامات والمشاغل ضمن جميع الأطراف المشاركة.. طموحنا هو الأعلى لأننا نريد أن نركز باستمرار على مسألة مكافحة الإرهاب.. الإرهاب المتمثل بالمجموعات الإرهابية وإرهاب الدول والحكومات الذي يجري بحق بلادنا».
وحول تحديد سقف زمني لاجتماعات الخبراء وهل ستستمر خارج نطاق اجتماعات جنيف، قال الجعفري: «لم أقل ذلك.. قلت إنه في هذه الجولة جرى اجتماع وحيد فقط على مستوى الخبراء وهو الاجتماع الذي جرى بالأمس أنا أقصد بين خبرائنا وخبراء المبعوث الخاص ولكن الاتفاق هو أن تجري هذه الاجتماعات الفنية خلال الجولات وليس بين الجولات أو بعدها».
ونفى الجعفري تصريحات البعض عن أنه جرى التركيز خلال الاجتماعات حول موضوع الانتقال السياسي وطبيعة الحكم، قائلاً: «هذا الكلام كذب وافتراء وزور بالمطلق». وحول الادعاءات الأميركية بشأن سجن صيدنايا، أوضح الجعفري أن «الغرض من القصة المفبركة من المخابرات الأميركية هو لزيادة الضغط علينا سياسيا كحكومة وثانيا التمهيد لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض لأنه يتكلم عن إنشاء ناتو جديد عربي إسلامي.. إلى آخره وهي قصة مضحكة.. وذلك بتمويل سعودي خليجي وهم جاهزون لصرف مليارات الدولارات على فبركة حروب في المنطقة زيادة على الحروب القائمة».
وعلى الرغم من أن المبعوث الأممي صرح في ختام «جنيف 6» أن الجولة القادمة من المحادثات ستعقد في حزيران القادم، إلا أن دي ميستورا يتحدث عن توقعات وعليه أن ينتظر نتائج زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة ليتمكن بعدها من الحديث على ما يمكن تسميته اصطلاحا وفق المعتاد «جنيف 7».