كوميديا الرياض.. الجميع يضحك ..بقلم: إيفين دوبا

كوميديا الرياض.. الجميع يضحك ..بقلم: إيفين دوبا

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٦ مايو ٢٠١٧

 إذن كان هنالك قمة عربية إسلامية أمريكية في الرياض، العاصمة السعودية بعد فراغ طويل اكتظت بالمصطفين لتحية الرئيس الأميركي المجنون بالمال والصفقات، والعاجز عن حل أي ملف أو قضية ساخنة او حتى الالمام بها بشكل ديبلوماسي، والقادم إلى الشرق الأوسط ليبيع الكلام رغم أنه لم يكن معسولا كما كان أيام عهد أسلافه.

خرجت قمة الرياض بشكل غريب هذه المرة، لم يكن الإعلام العربي خارج دول الخليج بهذه الشراسة حين التحدث عن قمة خليجية أميركية كما جرى في الوقت الحالي، حتى تلك الوسائل الإعلامية التي كانت بعض أسهمها محسوبة على النظام السعودي، لم تسكت، بل أبدت انتقادا شديد اللهجة بحق السعودية من خلال عروض تلفزيونية كوميدية قدمتها على الشاشات، أقل ما يمكن التعليق عقبها، بأنها نالت من هيبة الدولة السعودية ووضعت بقايا «كرامة» إن وجدت، على المحك.
الجميع يضحك الآن بعدما جرى في الرياض، أولا من حجم الصفقة ماديا والمبلغ الملياري الخيالي الذي قدمه الخليجيون وفي مقدمهم السعودية، لترمب دون مقابل ملموس، وثانيا من التوصيات التي بات يعرف الجميع حول العالم، باستثناء أصحاب الضيافة في الرياض، بأنه مجرد أماني لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع، الجميع يستهزء وأصبح الحدث فاكهة الأخبار، حتى أن الحدث لم ينجح كثيرا باستفزاز المحور الذي يقف في مقابل واشنطن وأتباعها، على العكس هناك من يرى على هذه الضفة أن ترمب جاء ليخدع الخليجيين ومضى إلى تل أبيب مسرعا.
لكن الضحك الدولي ما زال مستمرا، حتى الأوساط الغربية ذات التحالفات مع واشنطن لم تعلق بإيجابية كثيرا على مجريات القمة الكوميدية، ربما لا تأخذها بكثير من الجدية، كل ما جرى بالنسبة إليها أن رئيسا أمريكيا ذهب ليحتفل في دولة خليجية وستعود الأمور إلى نصابها لاحقا، أي أن لا شيء سيمكن تغييره على صعيد تحقيق الأهداف الغربية طالما أن دول الخليج التي تجمهرت حول ترمب لترى هذا الرجل الغريب الأطوار وهو يقف بينهم، هي مجرد دول واهنة، تعلقت بقشة دونالد.
خلاصة بسيطة يمكن استنتاجها حيال الرأي الدولي حول واقعة الرياض، أن الضحك على لحى أصحاب الجلالة والسمو بات أمرا يسيرا، بل هو أبسط مما نعتقد، ولا يمكن غعطاءها أبعادا في الأهمية أكثر مما يحتمل، وما يضحك أكثر، هو اعتماد واشنطن على مثل هؤلاء، هذا ما لا يليق بدولة كبرى ويدفع للسخرية حقا.
عاجل