تلبك معوي يصيب مناطق المعارضة.. برزة تتقيأ مقاتليها

تلبك معوي يصيب مناطق المعارضة.. برزة تتقيأ مقاتليها

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٣٠ مايو ٢٠١٧

علي مخلوف

تقيأت برزة آخر جماعة من مسلحيها، فيما ينتظر 300 منهم التحول من حالة البكتريا الخبيثة كمسلحين سابقين إلى بكتريا حميدة بعد تسوية أوضاعهم.

وجهة مسلحي برزة وعائلاتهم كانت كمن سبقهم إلى ادلب و جرابلس، وسط مشاهد مذلة حاول هؤلاء منعها عبر تصويرهم دون جدوى، فكانت الهزيمة أشبه بدمغة على أجسادهم، حتى أقنعتهم التي تلثموا بها لم تستطع إخفاء الانكسار في أعينهم، فقد ركبوا الباصات الخضر في النهاية وكأنها وسيلة نقل إلى مكب نفايات أصبح بمثابة المثوى الأخير بالنسبة إليهم.
وعلى جبهة البادية يواصل الجيش العربي السوري تقدمه على طريق دمشق ـ السويداء وفي القلمون الشرقي، وسط معلومات عن تسويات جديدة في الريف الدمشقي كمخيم اليرموك خلال الأيام القادمة.
ضمن هذا المشهد الميداني يبرز الاتفاق الأمريكي ـ الروسي الذي يكرّس الوجود الأميركي في التنف ومحيطها، ويحدّه عن التوسع شمالاً على طول الحدود، ولعل هذا ما فسر المنشورات التي رمتها الطائرات الأمريكية على المناطق المحيطة بالتنف.
شمالاً هناك حلب الآمنة تماماً كمدينة، وريفها الذي يسير على طريق التطهير بهدف إعلان غالبيته الساحقة مطهراً اللهم ما  عدا المناطق التي تتواجد بها قوات كردية قد يكون فيها تعقيد بسبب الدعم الأمريكي  لبعض الجماعات الكردية، بمعنى آخر هناك بلدات قد يكون لها امتداد إقليمي ودولي ما يمنع تطهيرها مع وجود تنسيق أمريكي ـ روسي متذبذب يتحسن تارةً ويتراجع تارةً أخرى.
بالعودة إلى الريف الدمشقي فإن تحرير القابون والآن برزة وإعلانها خالية من الإرهاب سيجعل الأنظار تتوجه إلى مناطق محاذية لهما كعربين وحرستا ودوما، قد تكون الوجهة القادمة عربين أو حرستا على اعتبارهما على طريق حمص ومن البلدات الملاصقة للعاصمة، في حين أن تطهير دوما وتحريرها قد يتأخر أكثر لأن ثقل النظام السعودي موضوع بها ممثلاً بعصابة جيش الإسلام، وهذا الأخير يعلم تماماً أن مقلته في الذهاب إلى ادلب أو جرابلس في حال أُجبر على ترك دوما، لأنه سيكون عندها أمام عدد من الميليشيات الكارهة والمنافسة له كفيلق الرحمن وملحقات جبهة النصرة، وهو بذهابه إلى ادلب سيكون بمثابة من يسير إلى مشنقته حيث قاتله.
إن عودة كل من القابون وبرزة وحل مشكلة مخيم اليرموك وتنامي المخاوف لدى البيئات الحاضنة للمسلحين في باقي الغوطة الدمشقية لاسيما حرستا وعربين ودوما وعين ترما من ملاقاة مصير مسلحي القابون وبرزة سيجعل السيناريو المتوقع في المرحلة القادمة أكثر تفاؤلاً، ومن دون الإفراط بالأمل تجب الإشارة إلى أن النظام السعودي الراعي لعدد من العصابات المسلحة لن يسمح بترك المناطق التي تنشط فيها ميليشياتها ومنها دوما، لكنها حالياً ستكتفي بمرحلة تخفيف التوتر لإعادة ترتيب أوراقها.
الثابت حتى الآن بأن سورية وحليفتها روسيا تلعبان بحذاقة على المستويين السياسي والعسكري، فموسكو استطاعت أن تجعل اتفاقية تخفيف التوتر لصالح دمشق، والدليل عودة القابون وبرزة ضمن اتفاقية خفض التوتر على اعتبار أن من يقاتل فيهما النصرة وفيلق الرحمن المتحالف معها، هذه الاتفاقية التي حيدت النصرة وحلفائها استطاعت عزلهما عن باقي الميليشيات القريبة منهما، بحيث ألزمت الغير بالهدنة وسط عمليات عسكرية ضد النصرة وفيلق الرحمن.
عاجل الاخبارية