تغريدة ترامب تختزل المشهد .. بقلم: نبيه البرجي

تغريدة ترامب تختزل المشهد .. بقلم: نبيه البرجي

تحليل وآراء

الخميس، ٨ يونيو ٢٠١٧

لا ندري الى اين تمضي بنا تلك النيران نيران داحس والغبراء عرب ويحطمون عظام بعضهم البعض. ليقل لنا السعوديون والقطريون ما هي قضيتهم. الحداثة ام الديمقراطية ام العدالة ام المال الذي ينثر بين اقدام الاباطرة...

زميل قطري اتصل بنا مدافعاً عن «الاخوان المسلمين» على انهم «الظاهرة الثورية الاكثر نقاء في العالم العربي». اما فيصل القاسم فهو «الذي عرّى الانظمة البالية امام ملايين المشاهدين».
ازعجناه كثيراً بمقالة الامس، مع اننا نعلم ان ما يحدث ليس صراعاً حول القيم، ولا هو صراع على المستقبل، بل انه صراع الاستقطاب كما لو اننا لسنا جميعاً دون الدول وحتى دون القبائل في لعبة الامم...
لندع الزميل القطري يدلي برأيه، وبحدة بطبيعة الحال. قال «ان السعودية تريد منا اما ان نطأطئ رؤوسنا او ان تقطع رؤوسنا، ولقد قرأت لك حين كتبت انه حين زار دونالد ترامب اشار السعوديون الى قطر على انها «فبركة» الارهاب، وها ان الرجل يصرح علنا بأنه حين اثار مسألة الارهاب اشار القادة الذين التقاهم الى قطر».
اضاف «المواقف كانت منسقة بأوامر من المضيف الذي لم يترك اياً من ضيوفه يغادر المملكة وهو خاوي الوفاض».
لا يدعنا نقاطعه لنسأله ما اذا كان المال القطري بريئاً الى هذا الحد، ولم يفعل ما فعله في سوريا وفي غير سوريا، بل يتابع ملاحظاً «ان تفجير الازمة بتلك الطريقة جاء في ضؤ نتائج محادثات ترامب الذي، على ما يبدو، او كل الى السعودية ان تمسك برقابنا».
يستغرب كيف اخذت الازمة ذلك المنحى. عادة حين يحدث اختلاف او خلاف بين دولتين، يبقى الخلاف في اطاره السياسي. لم نكن نتصور ابداً اننا «الاخوة الاعداء». اذ كنت قد قرأت رواية دوستويفسكي او رواية «كازنتزاكي».
وقال «لم يكتفوا باقفال اجوائهم في وجه طائراتنا، بل اقفلوا المنافذ البرية التي كنا نتلقى عبرها المواد الغذائية والادوية، على اننا اشقاء ولا حدود بيننا. لا ادري ما اذا كانوا هنا يعاقبون الحكومة القطرية ام الشعب القطري. يا صاحبي حتى ان اميركا لم تفرض على بيونغ يانغ هذا النوع من الحصار».
بضحكة صفراء يضيف «تصور ان السعودية التي تدخلت في كل بلدان المنطقة، وربما في الكثير من دول العالم، دافعت عن انظمة ودمرت انظمة، تتهمنا نحن بالتدخل في شؤونها ومحاولة تعريض امنها القومي للخطر».
الزميل القطري يتجاهل الى اي مدى بلغ التنسيق الاستراتيجي بين بلاده وتركيا، وكيف انها وقفت الى جانب رجب طيب اردوغان ضد مصر. وحين نذكره بذلك يعلّق قائلاً «قد تكون على حق في ما قلته، ولكن لماذا لم تقدم مصر على اي خطوة ضد قطر، ومنذ ان تسلم عبد الفتاح السيسي السلطة. الآن، وبعدما خرجت الرياض باجراءاتها «الاخوية» تبعتها القاهرة. هل يمكن ان تفسر لي السبب؟».
لا ينتظر الرد بطبيعة الحال، بل يذهب الى القول ان «السعوديين لا يريدون حلفاء بل اتباعاً يشترونهم او يبتزونهم بالمال، ولاننا نملك المال لا يمكن ان يحاربونا الا بالتسويق الدعائي ضدنا على اننا نحن الذين انتجنا الارهاب».
ويقول «انت كتبت ان الاميركيين يعرفون كل شيء، وهم حقاً يلعبون بنا. الامير محمد بن سلمان يعتقد ان دونالد ترامب في جيبه. وانا اسأل، بمنتهى السذاجة، من بجيب من؟».
تأكيد بـ «اننا لن نستسلم ولو اكلنا الرمال». الزميل القطري لم يقرأ التغريدة الاخيرة لترامب «ربما سيكون ذلك بداية نهاية رعب الارهاب».
رجل يعرف كيف يضحك علينا، نحن نضحك (ونبكي) على بعضنا البعض. تغريدة ترامب تختزل المشهد، ولا حول ولا قوة...
الديار