الصفقة الكبرى بين اسحق واسماعيل.. بقلم: نبيه البرجي

الصفقة الكبرى بين اسحق واسماعيل.. بقلم: نبيه البرجي

تحليل وآراء

السبت، ١٠ يونيو ٢٠١٧

 كيف يمكن اقناع اولياء امرنا بأننا قد نكون اغبياء، ولكن لسنا اغبياء الى الحد الذي يتصورونه؟ كيف يمكن اقناعهم، وهم يطأوننا باقدامهم، ان دونالد ترامب يتعامل معهم كما كان يتعامل مع... بنات الهوى؟

اغبياء ونعلم ان الادارات الاميركية المتعاقبة لم تفرق يوماً بيننا وبين الهنود الحمر الذين تحولوا الى قطع اثرية في المتاحف. لا، لا، نحن اقل شأناً من ان نوضع في المتاحف.
اغبياء، ونعلم ان الاميركيين، ولطالما قلنا ان اميركا نسخة بشرية عن القضاء والقدر، على بينة كاملة من الانظمة، ومن اجهزة الاستخبارات. ومن مهراجات هذا الزمان الذين ترعرعت «القاعدة» بين عظامهم، والذين ولد تنظيم الدولة الاسلامية داخل رؤوسهم قبل ان ينزل الى الارض، والى ما تحت الارض...
الاميركيون على دراية بكل سيارة مفخخة ارسلت الى بغداد، او الى الموصل، او الى البصرة، لا بل ان اجهزة الاستخبارات المركزية هي التي كانت، وما زالت، توجه تلك الاجهزة وتوظفها لاغراض تكتيكية واستراتيجية...
اغبياء ونعلم ان الاميركيين يعلمون كل شيء، ولديهم كل ما يلزم حول ما فعله هذا البلاط وما فعله ذلك البلاط في انتاج، او في تمويل، او في ادارة الايديولوجيات الهمجية التي تقتل نقطة التقاطع بين النص الالهي والنص البشري في مجتمعاتنا...
الاميركيون يلعبون بنا ويتلاعبون بنا. وحين كان دونالد ترامب يحمل السيف ويرقص العراضة في السعودية، كان جنرالاته ومستشاروه يقولون ان المملكة غرقت في اليمن وستغرق اكثر...
وكانوا يقولون او يميطون اللثام عن الجوانب السرية من المحادثات. هم الذين يؤكدون ان العلاقات بين بعض الدول العربية واسرائيل بلغت حداً يفوق التصور، وان الشرق الاوسط على باب الصفقة الكبرى بين اسحق واسماعيل...
هذا هو ما يصبو اليه دونالد ترامب لكي ينتقل وعبر البيت الابيض، من ارصفة لاس فيغاس الى ارصفة التاريخ...
اغبياء ونعلم ان الاميركيين يقطعون الطريق على اي دولة عربية والتحول الى قوة مركزية في المنطقة. لاحظوا اين هي  مصر الآن. هل هذه مصر حقاً؟
المصالحة الكبرى لا تنتظر سوى رفع الغطاء الزجاجي عنها. استعدوا من الآن للدوران حول هيكل سليمان. مسكين رجب طيب اردوغان حين التبس عليه الامر بين حصان السلطان سليم، ومن بعده السلطان سليمان، والحصان الخشبي...
قطر هي ورقته الاخيرة. منذ اشهر نشر جنوده فيها، واعدّ لاقامة قاعدة تجاور القاعدة الاميركية. فجأة وجد نفسه على وشك ان يخسر حتى هذه الورقة التي لا معنى لها بوجود الاساطيل الاميركية.
المثير ان هناك صحافيين اتراك تساءلوا ما اذا كان الرئيس التركي سيعود الى مد يده باتجاه الرئيس السوري. هؤلاء قالوا ان اكثر رجل في هذا العالم يشتم الاميركيين، ويكره الاميركيين، هو رجب طيب اردوغان...
اللعبة واضحة تماماً. لماذا تراجع دونالد ترامب بعدما اوحت تغريدته لكل عواصم الدنيا، بأن تميم بن حمد آل الثاني سيغادر الدوحة في اي لحظة الى مكان لائق على ضفاف المتوسط او على ضفاف الكاريبي...
لا احد يراهن على دونالد ترامب سوى العرب. مشروع المصالحة الكبرى مع اسرائيل تبلورت قبل وصوله الى البيت الابيض. امسك هو بطرف الخيط، وقال للاسرائيليين لا تغضبوا لانني لم انقل السفارة الى اورشليم. سفاراتكم ستكون في كل العواصم العربية...
الديار