«عاصفة الحزم» ضد قطر..!!.. بقلم: نبيه البرجي

«عاصفة الحزم» ضد قطر..!!.. بقلم: نبيه البرجي

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٦ يونيو ٢٠١٧

في لحظة ما، هل يمد الامير (الملك) محمد بن سلمان يده الى الرئيس حسن روحاني؟
السؤال رغم غرابته، ورغم استحالته، يتردد في بعض المحافل الخليجية التي تقول ان ثمة جانباً براغماتياً في شخصية ولي العهد السعودي الذي قد يعتلي العرش بين ليلة وضحاها...
 ثمة مستشارون يفكرون بصورة عقلانية، ومستقبلية، داخل الـ Think Tank الذي يحيط به. ما نقل الينا ان هؤلاء المستشارين يعتبرون ان الصراع مع ايران والذي يأخذ منحى مذهبياً في الكثير من الاحيان لم يعد يأتي باي جدوى ان على المستوى التكتيكي او على المستوى الاستراتيجي...
المستشارون اياهم يختلفون عن العديد من الاعلاميين غير السعوديين الذين يعملون في صحف او في قنوات سعودية. هؤلاء الذين يبدون وكأنهم ينقلون الحطب الى جهنم. بينهم اكثر من حمالة الحطب...
الاعلاميون الذين يطرحون انفسهم كمثقفين، وكمحللين من الدرجة الاولى، انما ينفخون في الابواق بصورة كاريكاتورية، وهم ينشطون اوركستراليا. اذا تكلم الامير عن ايران مذهبياً، اشتعلت اقلامهم بالهجوم على ايران لانها تعمل او تخطط لتشييع الرقة مثلاً، وهكذا بالحرف الواحد...
هؤلاء يعلمون ان سوريا قلعة عربية وعروبية، وان الاكثرية الساحقة من سكانها من السنّة في حين ان الشيعة فيها اقلية مجهرية الا اذا لجأوا الى تقنية الاستنساخ...
في هذه الحال، كيف لمثقف، ويعيش في الغرب بوجه خاص، ان يفكر او ان يكتب بتلك الطريقة، بدل ان يقاتل ضد التسويق المذهبي الذي لا نبرئ منه ايران حتماً، ولها هواجسها الجيوسياسية، من تأجيجه.
هؤلاء الكتبة الذين احترفوا الارتزاق يعلمون ان السنّة والشيعة حين يتصارعون حول الغيب انما يغتالون الزمن ويغتالون الحياة، كما يعلمون اذا كانوا قد قرأوا علي شريعتي ان التشيع العربي لا يمكن ان يكون نسخة ميكانيكية عن التشيع الايراني، وحيث التفاعلات الايديولوجية والحضارية القديمة تلقي بظلها على مقاربة النص كما على ممارسة الطقوس.
صاحب السمو (او صاحب الجلالة) يدرك ان وصوله الى العرش، وسط الحرائق التي تجتاح المنطقة، وفي اطار الضبابية القاتلة التي تحيط بالعلاقات الدولية، وبقواعد النظام العالمي، يضعه امام تحديات بنيوية هائلة اذا ما اخذنا بالاعتبار التقهقر الدراماتيكي في اسعار النفط، وانعكاس ذلك حتى على البنية السوسيولوجية للمملكة...
الآن، الامير (الملك) محمد بن سلمان امام اختبار غامض، وخطير. الشروط التي ارسلت الى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تعني ان تكون قطر محظية سعودية، وبعدما بات مؤكداً ان لا شيء ينقذ المملكة (والملك) حتى على المدى المتوسط من تداعيات السوق النفطية سوى الغاز القطري...
المجازفة اليمنية اتت بنتائج تراجيدية. الآن «عاصفة الحزم» ضد قطر، الدولة الصغيرة، الخالية من التضاريس الايديولوجية والطبيعية، ولكن ماذا عن التضاريس الاستراتيجية، اذا ما اخذنا بالاعتبار ان ثمة دولاً خليجية بدأت تسأل ما اذا كان دورها سيأتي بعد ان يؤتى على «الثور الاسود».
الشروط التي وصلت الى الدوحة مذلة ومدمرة. انها تعري قطر ليس فقط من مفهوم السيادة بل وايضاً من مفهوم الدولة. وما يشاع، سعودياً، ان دونالد ترامب اعطى الضوء الاخضر ليس فقط لقطع الكهرباء عن قطر وانما لاجتياحها عسكرياً...
ولكن هل الرئيس الاميركي وحده في هذه اللعبة المعقدة والتي قد تفجر الخليج. تالياً الشرق الاوسط؟
اذا سقطت (او تساقطت) قطر لن يعود محمد بن سلمان ملك السعودية فحسب، بل وملك النفط والغاز. ولكن الا يقول الخليجيون «اننا نقترب من الانفجار الكبير». من يذهب ومن يبقى؟ هنا المسألة...
الديار