لماذا بريطانيا؟

لماذا بريطانيا؟

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٨ يونيو ٢٠١٧

تعددت في الآونة الاخيرة العمليات الارهابية في بريطانيا، اطلاق نار، دهس، طعن بالسكاكين، كلها وسائل لجأ اليها منفذو هذه الهجمات لايقاع اكبر عدد من الضحايا وحصد ارواحهم وكأن كل ذلك بات متوقعاً وعادياً.
“ceux qui dirigent le monde, ceux sont les intérêts” وكأن هذه المقولة تنطبق كثيراً على ما يحصل ليس فقط في بريطانيا بل في الغرب أجمع فما حصل في لندن والشانزيليزيه ليس ببعيد وغريب عما حصل في باريس وبروكسل وفلوريدا. والجدير ذكره أن بريطانيا تواجه أخطر مستوى من التهديدات الإرهابية منذ هجمات الجيش الجمهوري الأيرلندي في لندن في سبعينات القرن العشرين، وفقا لهيئة رقابية جديدة أُسست لمتابعة إجراءات وقوانين مكافحة الإرهاب.
ولكن لماذا يركز الارهابيون المتطرفون على بريطانيا؟

قبل ايام وخلال صلاة عيد الفطر في مدينة نيوكاسل البريطانية، دهست سيارة تقودها سيدة تبلغ من العمر 42 عاماً عدداً من الأشخاص مما أسفر عن إصابة 5 أشخاص.

لماذا تكاثر عمليات الارهاب؟ سؤال.  وفي حديث خاص لموقع المرده مع احد المراقبين للمشهد الدولي العام الدكتور شارل رزق الله أكد أنه “كانت هناك تهديدات من قبل المنظمات المتطرفة لبلبلة الوضع في أوروبا والولايات المتحدة، لاسيما بعد مسألة قطر، وقد بدأت بتنفيذها على ما يبدو.
لماذا في بريطانيا؟ أو لماذا التركيز عليها؟
فلفت الى أن من المرجح أن ما حصل في بريطانيا هو رسالة الى الولايات المتحدة ورئيسها لأن بريطانيا هي الحليفة الاولى للدولة الأميركية. وهذه الاخيرة تستعين ربما بالخبرة البريطانية، لأن بريطانيا ضليعة جداً ببلدان الشرق الأوسط ومن اكثر البلدان الاستعمارية تعمقا بايديولوجيات شعوبه”.
كما أن المنظمات تتهم بريطانيا بأنها تدير السياسة الشرق أوسطية من وراء الستار والولايات المتحدة الأميركية في الواجهة.
ورجح رزق الله حدوث تطورات سريعة تؤدي الى تدخل عسكري وهذه الانفجارات والهجمات هي السبب المباشر للحرب. فهذه المنطقة كانت ولم تزل محط أطماع الدول. وجود الكيان الصهيوني والثروة النفطية ومستقبل فلسطين، جميعها اليوم تشكل” المسألة الشرقية ولا يجب ان ننسى التحالف “الاميركي -البريطاني-الفرنسي” الذي كانت تفرضه الظروف بين هذه الدول منذ الحرب العالمية الأولى.