تقسيم فلسطين و التجارة بالأكراد في حرب الغاز.. بقلم: كفاح نصر

تقسيم فلسطين و التجارة بالأكراد في حرب الغاز.. بقلم: كفاح نصر

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٤ يوليو ٢٠١٧

 وقّع كيان الإحتلال الإسرائيلي اتفاق خط غاز "ميد إيست" مع كل من اليونان و قبرص و ذلك لتزويد آوروبا بالغاز, وهذا الخط نتيجة طبيعيه لسقوط خط غاز نابوكو ومعه خط غاز شرق المتوسط الذين قاتل لأجلهم أردوغان, ولكن مثل هذا الخط يحتاج الى إمدادات في حين مصر تحولت الى مستورد للغاز و لم يبقى في المنطقة سوى الغاز القطري و غاز كردستان العراق و شرق المتوسط, و غاز كردستان العراق بحسب وثائق نابوكو يمكن أن يزود هذا الخط بعشر مليارات متر مكعب من الغاز, ولكن على ما يبدو أن واشنطن غير مهتمة بغاز كردستان العراق و إيصاله الى الأردن و منه الى كيان الإحتلال الإسرائيلي و ربما لسبب أن واشنطن لا تريد المواجهة مع دمشق و من التي وصلت الى الحدود العراقية و من خلفها موسكو ولكن السبب الرئيسي بعيد عن ذلك حيث أن وصول غاز كردستان العراق الى الأردن سيجعل تركيا خارج جميع المخططات الأمريكية و بعبارة أخرى هي دفع لتركيا الى الحضن الروسي و الادارة الأمريكية لن تسمح بمثل هذا لان وجودها في الناتو يعني الاشراف على البوسفور, و كذلك كيان الإحتلال الاسرائيلي لن يسمح بذلك لانه يجازف بوصول الغاز الروسي الى سورية عبر تركيا و بالتالي المنافسة في أسواق الأردن و مصر علماً بأن البنية التحتية موجودة لا تحتاج الى أي عمل, و بالتالي الغاز الموجود في كردستان العراق نعمه و نقمة على كل من الولايات المتحدة الأمريكية و كيان الإحتلال الإسرائيلي, و لكن الفرق بين الأمريكي و الصهيوني أن الحرس الأمريكي القديم لازال يراهن على امدادات عبر تركيا بينما كيان الإحتلال الصهيوني مستعد للتخلي عن غاز كردستان العراق لعدة أسباب أولها الطمع المستقبلي بأن يتم نقل النفط الخليجي الى آوروبا عبر كيان الإحتلال الصهيوني و ليس عبر تركيا و هو أهم من غاز كردستان و هذا الأمر يدعمه ترامب بينما الحرس القديم في الادارة الامريكية لازال يفكر في نقل الوقود عبر تركيا و عينه على شرق آوروبا ضمن الصراع الأمريكي الروسي على آوروبا و لهذا يتهم ترامب بالعمالة لموسكو, و بحسب المصادر فإن ترامب ذاهب في خدمة كيان الإحتلال الإسرائيلي و بالتالي محاولة فدرلة الأكراد دون أن يقوم لهم دولة و إستعمالهم كعامل ضغط على تركيا و بذلك تكون واشنطن مديرة الصراع الكردي التركي, و كذلك كيان الإحتلال الإسرائيلي يحتاج الى ورقة كردية للضغط على تركيا لأجل التفاوض في المتوسط, و بالتالي هناك شبه إجماع صهيوني أمريكي للاستفادة من القضية الكردية عبر تركها تراوح في المكان, و لكن يبقى السؤال الأهم ما هي خيارات إمداد خط الغاز الصهيوني. بعيداً عن غاز قبرص و غاز فلسطين المحتلة عام 1948؟

-          خيارات إمداد خط الغاز الصهيوني

مما سبق فإن وصول الـ عشر مليارات متر مكعب من غاز شمال العراق الى الأردن فكيان الإحتلال أمر صعب لانه يتعارض مع مصالح جميع القوى المتصارعه في المنطقة دون إستثناء و لن تسمح أي قوة بربط كردستان العراق بالأردن و بل مثل هذه الفكرة قد يحتاج الى حرب عالمية و عملياً قامت سورية و العراق بقطع الطريق على مثل هذا الحلم و بالتالي أصبحت إمدادات خط الغاز الصهيوني مرتبطة بأربع منابع وهي الغاز في سواحل فلسطين المحتلة عام 1948 و بشكل خاص حيفا و الغاز الموجود و بشكل خاص في قطاع غزة أي أراضي فلسطين المحتلة عام 1948 و الغاز القطري و كذلك النقطة الصعبة وهو الغاز المشترك بين لبنان و الأراضي الفلسطينية المحتلة و من هنا أصبح السؤال ما تأثيرات حرب الغاز المستجدة على أوضاع المنطقة و ما هي خيارات كيان الإحتلال الإسرائيلي.

-          الغاز في سواحل غزة

كيان الإحتلال الصهيوني فعلياً بدأ العمل في سواحل غزة و بل ما يدعو للفضول أنه يعمل في حقول غاز مشتركة مع مصر على عكس الوضع جنوب لبنان حيث لم تتجر أي شركة على العمل, و لكن مع فشل إسقاط سورية و الإكتشافات الهائلة للغاز في المتوسط أصبح دفع عملية السلام في المنطقة ضرورة و في حال قيام دولة فلسطينية فإن غاز سواحل غزة من حق الدولة الفلسطينية و من هنا بدأت المؤامرات على غزة منذ طلبت واشنطن من قطر إستضافة حركة حماس كما أعترف المدير الأسبق للمخابرات الأمريكية, و من هذه الخيارات للسيطرة على الغاز الفلسطيني إقامة جزيرة صنعية قبالة سواحل غزة لتكون حجة السيطرة على الغاز مستقبلاً, أو عزل غزة عن الضفة و ضمها لمصر أو إنشاء دولة غزة و عزلها عن البحر و قد تسرب خرائط مبادلة أراضي بين مصر و كيان الإحتلال ولكن حتى الساعه من غير الواضح ماهي المؤامرة التي تستهدف غزة و لكن المستغرب تماماً هو موقف مصر المثير للجدل حيث أنها من جهة تقاطع قطر لعلاقتها بحماس و من جهة ثانية تشرف على لقاءات حركة حماس مع المطرود من حركة فتح محمد دحلان للمساهمة في شق الصف الفلسطيني, عوضاً عن السعي لحل الخلافات الفلسطينية الفلسطينية بين فتح و حماس التي يفترض زال غالبيتها بعد وثيقة حماس الجديدة.

-          الغاز في قطر

واهم من يعتقد بأن الإدارة الأمريكية تقف مع آل سعود ضد قطر و ما الحرب الخليجية الخليجية سوى لعبة أمريكية لغاية في نفس يعقوب وهي بين الإمارات و قطر على وقع التفاوض بين حماس قطر و دحلان الامارات ولكن أحد أهم أهداف الحرب الخليجية إعادة إنتاج قطر و قناتها الجزيرة بعد سقوطها المذل إثر الربيع العربي, و أحد الأهداف لمركز إدارة الأزمات الأمريكي في قطر هو التآمر على لبنان, و كذلك من المستحيل ربط الغاز القطري بخط إيران الإسلامي رغم وجود حقول غاز مشتركة و رغم إستثمارات توتال و بالتالي الغاز القطري نهايته الى حيفا المحتلة كما كتبت في مقالات الياسمينة الزرقاء  قبل عدة سنوات, هذا و لا يوجد نشرات عن قدرة قطر التصديرية ولكن مثل هذا الخط من غير المستبعد أن يحول الأردن مستقبلا الى ساحة حرب, و لأجل هذا الخط المطلوب مبادرة سلام عربية تعزل إيران عن القضية الفلسطينية.

-          غاز جنوب لبنان

تصريحات كيان الإحتلال الصهيوني التي تحاول مقارنة حزب الله بالقوة النووية العظمى و إعتبار الحزب من أقوة قوات العالم لها دلالة واحدة أن واشنطن طلبت من الاحتلال شن حرب على لبنان هدفها السيطرة على حقول الغاز كما حدث عام 2006 و لكن كيان الإحتلال الصهيوني غير جاهز لهذه الحرب فيما يبقى السؤال هل تتجرأ واشنطن على غزو لبنان عبر داعش و المجازفة بطائف جديد هذا أمر مستبعد بعد انتصارات حزب الله على الحدود السورية, و لكن من المؤكد أن قوة حزب الله هي من منع الاعتداء على لبنان لا شيء آخر, و الموقف الروسي من المؤكد بأنه سيدعم نقل الغاز اللبناني عبر الخط الإسلامي و ليس خط ميد إيست, و لهذا السبب نهاية القتال في الشرق الأوسط ستكون بداية لعملية السلام و من هنا يمكن القول أن جميع العيون أصبحت على غزة و إن كان التآمر على لبنان قائم, في حين أن الرئيس الأمريكي الحالي الذي من الواضح أنه يدعم تقسيم فلسطين و هذا ما تؤكده الطلبات التعجيزية التي نقلها كوشنير للرئيس الفلسطيني ومنها قطع رواتب الشهداء و الأسرى , و ما خطابه في الرياض سوى رسالة للحرس الأمريكي القديم في الادارة الامريكية بأنه قادر على جعل إسرائيل تقود العالم الإسلامي بدون تقسيم المنطقة طائفياً و جعل كيان الإحتلال الإسرائيلي عقدة الطاقة التي يتنفس منها الإتحاد الأوروبي و الحاكم الفعلي لغالبية الدول العربية و من هنا أصبح السؤال هل يوافق حرس الإدارة الأمريكية القديم على ما يريده ترامب و كيان الإحتلال و هل سينجح عزل غزة عن الضفة, و ما هي خيارات السلطة الفلسطينية التي أصبحت بمواجهة الغرب و العرب علناً وهذا ما تخفيه لقاءات الرئيس الفلسطيني مع الرئيس الروسي قبل مؤتمر ترامب في الرياض.
جهينة نيوز