انتصارات الميدان تقلب مواقف العدوان.. بقلم: ميسون يوسف

انتصارات الميدان تقلب مواقف العدوان.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٨ يوليو ٢٠١٧

يمضي الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الميدان وفقاً لوتيرة منتظمة خَبِرها وارتاح لنتائجها وحصد عبرها الانتصارات المتتالية المتراكمة التي باتت ترسم مشهدا في سورية لمصلحة الدولة السورية، ما يقود إلى الطمأنينة بأن العدوان على سورية الذي استهدفها منذ سبع سنوات لم يفشل في تحقيق أهدافه فحسب بل وصل وبشكل قاطع إلى وضع لن يكون له فيه حظوظ بتعويض إخفاق واستدراك خسارة، وهذا وصف يعززه ويؤكده أكثر من دليل وقرينة في السياسة أو الميدان على حد سواء.
فعلى الصعيد الميداني: توقف المراقبون عند إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه وبعد منطقة خفض التوتر أو وقف إطلاق النار في الجنوب الغربي السوري، يسعى إلى إنشاء منطقة مماثلة جديدة تضاف للأولى في إطار خطة تهدف إلى وقف إطلاق النار على كامل الأرض السورية، وما يهمنا من هذا الإعلان أو التصريح هو هذه النقطة من الإعلان، لأننا لو وضعنا الأمور في نصابها وأعدنا الأشياء إلى مراجعها لوجدنا أن قيادة العدوان المتمثلة بأميركا وصلت إلى قناعة بأن لا جدوى من الاستمرار في المواجهة، الأمر الذي يوحي بأن شيئاً مهماً بدأ يتشكل في صفوف قيادة العدوان، نستشف منه نوعاً من الإقرار بالعجز عن لي ذراع سورية، ما يعني أن الحرب – العدوان تتجه إلى نهايتها التي تكتبها بنادق الجيش العربي السوري وحلفائه.
أما على الصعيد السياسي: فإن الموقف الذي أطلقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد لقائه ترامب ودعوته إلى حل سياسي في سورية ينتجه حوار وتفاوض بين الأطراف من دون شروط مسبقة، وأهمية الموضوع أن الموقف هذا يصدر عن إحدى الدول الثلاث التي هي الأشد في عدوانيتها على الدولة السورية، التي أرادت أن تفعل في سورية ما فعلته في ليبيا من إسقاط حكومتها ورئيسها وتشتيت قدراتها لتتمكن مع قوى غربية أخرى من وضع اليد عليها، وكانت فرنسا تجاهر على الدوام بمقولة الانتقال السياسي وإسقاط النظام السوري كشرط لوقف العدوان، أما اليوم فإن فرنسا تعلن أن لا اشتراط يسبق البحث عن الحل السياسي.
وهنا يطرح السؤال عن سبب هذا التراجع والانقلاب في مواقف دول العدوان على سورية، ونسارع في الإجابة بالقول: إن صلابة الدولة السورية وشجاعة وبسالة الجيش العربي السوري وصدق حلفاء سورية وانتظامهم معها في معسكر دفاع ناجح أسقط العدوان، وكان السبب الحقيقي الذي حمل قادة العدوان على التراجع بهذا الشكل، ويبقى أن نتابع حتى تصل الأمور إلى خواتيمها التي يحلم بها الشعب السوري.