نتنياهو.. «كش ملك».. بقلم: يونس السيد

نتنياهو.. «كش ملك».. بقلم: يونس السيد

تحليل وآراء

الاثنين، ٧ أغسطس ٢٠١٧

يبدو أن التحقيقات التي تجريها الشرطة «الإسرائيلية» مع نتنياهو وعائلته حول قضايا الفساد قد وصلت إلى مرحلة حاسمة، خصوصاً بعد الصفقة التي أجراها مدير مكتبه السابق آفي هارو باعتباره «شاهد ملك»، والتي دفعت الشرطة إلى التوصية بتوجيه لائحة اتهام لنتنياهو، فهل ستكون هذه الصفقة بمثابة الضربة القاضية التي ستعجل بالإطاحة بنتنياهو وحكومة عتاة التطرف الصهيوني؟
ليست المرة الأولى التي يُتّهم فيها نتنياهو بالتورط في قضايا فساد، فقد سبق أن أطيح بحكومته الأولى على هذه الخلفية، لكن التحقيقات الجارية حالياً، والمستمرة منذ أكثر من عامين، وخضع خلالها نتنياهو للتحقيق أربع مرات على الأقل، فيما طالت زوجته قبل أيام، تشي بأن الأمور قد اقتربت من نهاياتها، وأن الخناق بدأ يضيق على الزوجين اللذين لهما باع طويلة في ما يوصف بالخيانة والرشوة وإهدار المال العام.

نتنياهو الذي يحاول الظهور بمظهر عدم الاكتراث والاستخفاف بالاتهامات الموجهة ضده، وصلت عنجهيته وتحديه للجميع إلى حد الإعلان بأنه لن يستقيل وسيبقى في الحكم، لكن من الواضح أن التذاكي لن ينفعه هذه المرة، فالشرطة «الإسرائيلية» لم تقدم على خطوة التوصية باتهامه، إلا بعدما امتلكت من الأدلة ما يكفي لذلك، وبعدما أبرمت اتفاقاً مع مدير مكتبه السابق اتفاق «الشاهد الملك» يقضي بأن يشهد ضد نتنياهو، ويقدم للشرطة ما بحوزته من معلومات، مقابل تخفيف العقوبة التي ستفرض عليه بشأن قضايا متهم فيها مسبقاً.
وبحسب وسائل الإعلام الصهيونية، فإن لائحة الاتهام تتمحور حول قضيتين أساسيتين، وهما ما بات يعرف باسم الملف «2000»، والذي يتعلق بمحادثات أجراها نتنياهو مع مالك صحيفة «يديعوت أحرونوت» وعرض رشوة عليه، فيما القضية الثانية تتعلق بما يسمى «الملف 1000» والذي يتعلق بتلقي نتنياهو هدايا من أثرياء بمبالغ طائلة، مقابل تقديم تسهيلات لهم. وهناك من يشير إلى أن هارو كان يقدم معلومات للشرطة، كما أن شهادته التي قدمها عند إبرام الاتفاق لعبت دوراً مركزياً ومهماً في تطورات القضية.
رد فعل المعارضة لم يتأخر، فقد سارع ما يسمى «المعسكر الصهيوني» بزعامة حزب العمل إلى المطالبة بتفكيك حكومة نتنياهو الغارقة في الفساد والذهاب إلى إجراء انتخابات مبكرة. لكن نتنياهو رفض المطالبة برحيله، ورد على ذلك متحدياً بأنه من المستحيل أن يمر أسبوع من دون فضائح، لكنه سيواصل العمل من أجل «إسرائيل».
هذه، في الواقع، هي حال الكيان الصهيوني المتخم بالفضائح والأزمات، لكن فضيحة نتنياهو جعلت الحبل يلتف حول عنقه أكثر من أي وقت مضى، فهل يسقط؟