الإجرام الأميركي يتواصل.. بقلم: ميسون يوسف

الإجرام الأميركي يتواصل.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٥ أغسطس ٢٠١٧

لم نصدق يوماً أن أميركا جاءت إلى المنطقة بتحالفها العسكري الدولي من أجل أن تحارب الإرهاب، فالإرهاب صيغة أميركية وأداة للاستثمار الأميركي في البلدان والمناطق التي تستعصي على القرارات والإملاءات الأميركية.
لم نصدق زعم أميركا محاربة الإرهاب رغم كل ما روجت له وسخرت له من وسائل إعلام تزور الحقائق لمصلحة السياسة الأميركية، ولكن لم نكن أيضاً نتصور أن يبلغ الإجرام الأميركي الحد الذي تقصف فيه طائرات أميركا المستشفيات والمدارس ومراكز التجمعات والخدمات المدنية بكل دم بارد وبوحشية قل نظيرها، كما فعلت مؤخراً في الرقة، عندما استهدفت المستشفى الرئيسي في المدينة، مكاناً تعرف يقينا أنه منشأة صحية وتعرف يقينا أن ليس لداعش وجود فيه، ولكنها قصفته ودمرته وقتلت أو جرحت كل من فيه، ثم تدعي أنها فعلت ما فعلت في سياق محاربة داعش.
لقد تعدى الإجرام الأميركي المعقول في حدوده وطبيعته، إلى أن وصل إلى إجرام حدا بالأمم المتحدة إلى القول: إن ما يجري في الرقة تدمير وليس تحرير، وهذا التوصيف يصدر عن الأمم المتحدة التي هي في الأصل تحت الهيمنة الأميركية، لكن جرائم أميركا باتت في حجم حتى اتباعها لا يستطيعون التغطية عليها.
لقد امتهنت أميركا الإجرام بحق الشعوب وأينما حلت يحل الدمار والقتل والخراب، من العراق إلى أفغانستان ولكن الشعوب رغم ما أصابها من شر على يد أميركا، فإنها عرفت كيف ترد العدوان وعرفت كيف تنتقم لضحاياها ولن يكون حال أميركا في سورية أفضل مما شاهدته في العراق الذي طردها ووضع حداً لاحتلالها في عام 2011.
وستعرف أميركا أن سورية لن تسكت عن جرائمها ولن تسلم لها بأي شيء مما تطلب، فسورية التي صمدت وأفشلت كل خطط العدوان عليها، سترد وستنتقم لضحاياها بالطريق الذي يؤكد أن الفشل هو قرين العدوان الأميركي؟
ومع هذا فإن سورية تنتظر وستنتظر مواقف وتحرك دعاة القانون وحقوق الإنسان والمنظمات الدولية التي ليس لديها أي حجة بالسكوت وخاصة بعد المواقف التي اتخذتها الحكومة السورية وأعلمت كل من يعنيه الأمر بما ترتكب أميركا من جرائم على الأرض السورية على يد هذا التحالف غير المشروع، ويبقى أن يمتلك هؤلاء الجرأة ولو مرة واحدة ليقولوا لأميركا: توقفي عن إجرامك، توقفي عن عدوانك، حتى لا ترى أميركا في سكوتهم تأييداً لها في جرائمها.