عن حراك الرمق الاخير للارهابيين في سورية..بقلم: حسان الحسن

عن حراك الرمق الاخير للارهابيين في سورية..بقلم: حسان الحسن

تحليل وآراء

الأحد، ٨ أكتوبر ٢٠١٧

كان لافتاً ما جرى من حراك عسكري وميداني في البادية السورية مؤخرا، حيث نفذ تنظيم داعش الارهابي بعض الاختراقات المحدودة ضد مواقع الجيش العربي السوري وحلفائه في محور المقاومة، و الذي ترافق مع التقدم الكبير لهذا الجيش مع الحلفاء في تلك البادية وصولا لفك الحصار عن دير الزور وللتقدم شرق الفرات حيث كان هذا يعتبر وكأنه خط احمر دولي.

كل الأقاويل التي يبثها وينشرها الإعلام المعادي لمحور المقاومة، و التي تتحدث عن إمكان إستعادة المجموعات التكفيرية المسلحة المبادرة في الميدان في بعض المناطق السورية، خصوصاً في أرياف حمص وحماه ودير الزور، هي عارية من الصحة، وأشبه بصحوة الموت لتلك المجموعات، على حد تعبير مصادر سياسية سورية، وتعتبر بدورها أن الخروقات الأمنية التي حدثت مؤخراً في بعض المناطق السورية، تهدف الى إثارة البلبلة، ومحاولة لإثبات وجود الفصائل الإرهابية التي شارفت نهايتها، بفعل تأثير ضربات الجيش السوري وحلفائه، جازمةً ألا تغيير في الخريطة الميدانية، حيث الميدان والسيطرة عليه واضحة وثابتة للجيش وللحلفاء ، وأن المعارك التي تدور بين القوات السورية والفصائل الإرهابية، لم تتخط نمط “الكر والفر الكلاسيكي”، والتي كانت دائما من ضمن اسلوب التنظيم الارهابي في معاركه ما بين العراق وسوريا خاصة، بحسب قول المصادر.

وفي التفاصيل، توضح مصادر ميدانية متابعة حقيقة آخر التطورات الميدانية والعسكرية في الجارة الأقرب، وتبدأ من القريتين القريبة من الحدود اللبنانية السورية لجهة ريف حمص الشرقي، نافيةً وقوع أي هجوم “داعشي” على البلدة .

وتشير هذه المصادر المتابعة الى أن القريتين هي من المناطق التي شهدت مصالحات، ولا وجود للجيش السوري في داخلها، فقد قام بعض المسلحين من أهالي البلدة بالهجوم على حاجزين للجيش عند مداخلها، غير أن الإعلام التضليلي تحدث عن هجوم على البلدة المذكورة وسيطرة المسلحين عليها مجدداً، وفي الأساس القوات السورية لن تدخلها، ودائما وفقاً للمصادر .

وتؤكد المصادر أن الجيش على الطريق لانهاء حالة الاختراق المحدودة في القريتين ويتابع من جهة اخرى عملياته لانهاء ما تبقى من مواقع قليلة لداعش في ريفي حماه وحمص، وقد شارفت هذه العمليات على نهايتها في محيط ناحية جب الجراح في ريف حمص الشرقي، بالسيطرة على آخر معاقل تنظيم “داعش” في المنطقة بالكامل.

بالإنتقال الى دمشق وريفها، تلفت المصادر نفسها الى إستهداف مركز الشرطة في حي الميدان الدمشقي عبر مسلحَين انتحاريَّين، اشتبكا مع عناصر الشرطة في محيط المخفر وداخله، مستخدمين القنابل اليدوية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.

وأوضحت أن أحد الانتحاريين تمكن من الدخول إلى مبنى القسم واشتبك مع العناصر الموجودين داخله، قبل أن يفجّر نفسه بحزامه الناسف، كذلك فجر الانتحاري الآخر نفسه على المدخل الرئيسي للمبنى .

وعن أسباب الإستهداف والهجمات الإنتحارية المتكررة لهذا المركز تحديداً، أولا- لأنه يقع في منطقة مكتظة، لذا تؤدي الهجمات الإرهابية الى سقوط خسائر كبيرة، خصوصاً في الأرواح- ثانيا- من السهولة الوصول إليه، لأنه موجود في منطقة المناطق “الشامية القديمة” ولا يمكن عزله عن محيطه. ثالثا- لأن غالبية سكان الحي من لون مذهبي معيّن، أي لها رمزيتها لدى المجموعات المتشددة، ودائما برأي المصادر .

من دمشق الى غوطتها الشرقية، حيث عمد تنظيم “جيش الإسلام” الى خرق الهدنة عند محور ضاحية الأسد، ما إستدعى من الجيش السوري الرد على مصادر النيران، وأدى ذلك الى إشتباكات متبادلة بين الجهتين .

كذلك تتابع القوات السورية إستهدافها لفصيل “فيلق الرحمن” حليف “جبهة النصرة” في منطقة عين ترما في الغوطة، ودائما بحسب المصادر .

الى ذلك، يتابع الجيش السوري التصدي للمجموعات المسلحة الإرهابية في الغوطة الغربية، وأدلب والقنيطرة وسواها، في شكل كلاسيكي.

من هنا فان هذا الحراك العسكري والميداني في سوريا مؤخرا، من الشمال الى الشرق، حيث يتابع الجيش السوري وحلفاؤه تثبيت مراكزهم التي حرروها مؤخرا، وهم الان يثبتون قواعد انطلاقهم الاستراتيجي نحو مدينتي الميادين والبوكمال في دير الزور ، متقدمين نحو الحدود العراقية السورية، رغم محاولة المجموعات المسلحة ثنيهم وإرباكهم، تارة باستهداف الوحدات بكمين على طريق الرقة، وتارة أخرى بتفجير سيارة مفخخة في منطقة السخنة في ريف تدمر، ولكن من دون جدوى ، تختم المصادر .